التعليم لـ«العرب»: كثرة المدرسين تؤثر على نفسية الأطفال

alarab
محليات 27 أكتوبر 2015 , 09:48ص
الدوحة - العرب
تجاوبا مع ما نشرته "العرب" في عددها الصادر بتاريخ 11 أكتوبر 2015 بصفحة مدهال، تحت عنوان "شكوى من تدريس معلم لـ3 مواد بالابتدائية"، تلقت الصحيفة ردا من الأعلى للتعليم جاء فيه: "لقد أثبتت الدراسات التربوية والملاحظات التحليلية الحديثة أن كثرة المعلمين المترددين على الصف في عملية تدريس الأطفال في الفئة السنية -المرحلة الأولية- يؤثر على نفسية الطفل ويؤدي إلى عدم تقبله كل الشخصيات التي تتعامل معه، لذلك تركز التوجهات العالمية والمناهج الإبداعية على "معلم الصف" كعنصر جوهري في عملية تعليم الطلاب في مراحل التعليم المبكر".

ونود أن نوجه عنايتكم إلى أن العملية التعليمية في دولتنا الحبيبة قطر تتم وفق سياسة مخطط لها بدقة تتناسب ورؤيتنا الوطنية 2030م والتي تسعى إلى تحويل قطر لدولة متقدمة قادرة على التنمية المستدامة، ولا يتحقق هذا التقدم ولا التنمية إلا بتبني أساليب متطورة في مجال التعليم، لذا اعتمدنا على المناهج الدراسية المتكاملة لتحقيق أهداف المجتمع التربوية، وقد أثبتت الدراسات والبحوث العلمية وكذلك الممارسات العالمية ميزات متعددة للمناهج المتكاملة على نفسية التلميذ نفسها:
- تزايد نسبة فهم التلاميذ للمفاهيم الكبيرة والواسعة وتحول التعليم من الحفظ والاستظهار إلى الإدراك والفهم والاستيعاب.

- زيادة إقبال التلاميذ على المدرسة وارتفاع دافعيتهم للتعلم، كما أنه يتماشى مع طبيعة المخ البشري حيث يرفض التعامل مع أجزاء متناثرة ومتفرقة من المعلومات، بينما يدرك وبسرعة المعلومات المترابطة في إطار سياق واضح الملامح.

- تتيح المناهج المتكاملة فرص التعلم لجميع التلاميذ على اختلاف أنماط تعلمهم.

- ينمي التعلم بالمناهج المتكاملة روح الفريق بين التلاميذ، والتعود على العمل الجماعي.

علما بأنه قد تم تأهيل المعلمات من خلال برامج تطوير مهني معدة وموجه لمعلمات تلك المرحلة ليتمكن من تناول هذا المنهج المتكامل على الوجه الأمثل كالآتي:

- برامج معايير الطفولة المبكرة "مستوى المستجد" لكل المراحل من الروضة إلى الصف الثاني بقسميه الأدبي والعلمي إضافة إلى اللغة الإنجليزية.

- الورش التدريبية التي تتضمنها الاجتماعات الشهرية للمنسقات مع اختصاصيات التعليم المبكر والتي يتم نقلها إلى المعلمات من قبل المنسقات.

- تأهيل المعلمات المساعدات وفق برنامج تدريبي موجه لهن بالتعاون مع كلية المجتمع.

- الحلقات النقاشية الشهرية والتي تم اعتمادها وتنفيذها شهريا في المدارس في العام الأكاديمي 2011-2012م.

- برنامج تطوير مهارات اللغة العربية للمعلمات في التعليم المبكر والذي تم تنفيذه خلال العام الأكاديمي 2012-2013م.

- إعداد وتعميم دليل الإرشادات والتوجيهات لمعلمي ومنسقي التعليم المبكر 2013-2014م حيث تم شرح خصائص المرحلة العمرية للتلاميذ مع تضمين جميع إستراتيجيات التدريس المناسبة لكل مادة على حدة.

- إعداد الدليل الإرشادي المصغر 2012-2013 لمادة الرياضيات لمعلمي صفوف أول وثاني ابتدائي يوضح للمعلم كيفية بناء مهارات الرياضيات الأساسية لدى التلاميذ.

علما بأن كل ما ذكر آنفا أدى إلى ارتفاع التحصيل الأكاديمي لدى تلاميذ التعليم المبكر.

وفي الختام، يجدد مكتب الاتصال والإعلام ترحيبه باستقبال ملاحظات واستفسارات الجمهور عبر جريدة "العرب" الغراء، وكافة وسائل الإعلام المحلية، ويؤكد المكتب أخذ كافة الملاحظات في الاعتبار، والتعاطي معها بالتنسيق مع الهيئات والإدارات في المجلس الأعلى للتعليم.

وتتقدم "العرب" بالشكر للمجلس الأعلى للتعليم على تفاعله المستمر مع شكاوى القراء، ونود أن نوضح نقطتين هامتين بالنسبة لتدريس معلم لأكثر من مادة: 

1- بعض الدراسات المستند إليها طبقت في الغرب وحققت نجاحا كبيرا بالفعل، ولكن بعض المقررات في هذه الدول تختلف اختلافا جذريا عما هو عليه الحال في قطر، فالمقررات تكاد تخلو من المادة العلمية كاللغة والرياضيات وتركز في السنوات الأولى على تعليم الطالب للقيم، وهو غير مطبق، ما يعني أن الطالب يدرس المادة من شخص غير متخصص.

2- الطالب يعتاد سريعا على الغرباء، ما يعني أن المدرسين الثلاثة أو الأربعة الذين سيدرسون له المواد سيعتاد عليهم خلال الشهر الأول، ولكن هل يقدر مدرس تخصصه رياضيات أن يبسط الكلمات الإنجليزية للطفل وأن يعلمه النطق الصحيح لها؟ وهذا ما تجلى على مستوى الكثير من الطلبة، وكره بعضهم دراسة بعض المواد لأنها لم تقدم من الصغر بأسلوب علمي صحيح.

س.ص /م.ب