د. إبراهيم النعيمي: زيادة روافد تعيين المعلمين القطريين عبر مجموعة برامج
تعليم جيد يواكب المعايير العالمية ويعد الطلبة للمنافسة
توسعة التعليم في رياض الأطفال ومدارس الدمج أبرز الإنجازات
إيمان المهندي: تخريج أكثر من 167 معلماً من «بداية موفقة» و11 معلماً من «تمكين»
كرَّمت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، خلال اللقاء التربوي السنوي، أمس الثلاثاء، 28 خريجا من برنامج «تمهين» الذي ينفذ بالشراكة مع ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، ويستهدف إعداد وتأهيل المعلمين غير الحاصلين على مؤهل تربوي. حضر اللقاء سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة، رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، وعدد من القيادات التربوية والإدارية.
واستعرض اللقاء الذي عقد على هامش فعالية «العودة للمدارس» أبرز الإنجازات التي حققتها الوزارة خلال العام الأكاديمي السابق، وجرى تسليط الضوء على الجهود التي بذلتها مختلف قطاعات الوزارة، إلى جانب مناقشة الاستعدادات الجارية لضمان انطلاقة مثالية للعام الدراسي الجديد، بما يعزز جودة التعليم ويرتقي بمستوى العملية التعليمية في الدولة.
وقامت سعادة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي بجولة ميدانية في المعرض المصاحب للقاء، الذي تضمن عرضاً لمجموعة من مشاريع المعلمين المتميزة التي تعكس الابتكار والإبداع في الممارسات التعليمية، وتسهم في دعم بيئة التعلم الحديثة.
وشارك رائد الأعمال رمزان راشد حصين النعيمي، مؤسس «مقهى الابتكار» والممارس المرخّص في مجال إدارة الابتكار، في الجلسة الافتتاحية للقاء التربوي ضمن فعالية «العودة للمدارس 2025».
وتناول النعيمي في مداخلته موضوع «رحلتي من الشغف إلى الابتكار»، مستعرضًا مسيرته الملهمة في تحويل شغفه بالمعرفة والإبداع إلى تجارب عملية ناجحة في مجال ريادة الأعمال والابتكار.
وأكد أهمية غرس روح الابتكار في الأجيال الصاعدة ودور المؤسسات التعليمية في تمهيد الطريق أمام المبدعين لتحقيق طموحاتهم بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
انطلاقة ملهمة
أكد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن فعالية «العودة للمدارس» للعام الأكاديمي 2025- 2026 تمثل محطة أساسية وانطلاقة تعليمية ملهمة، مشيراً إلى أنها تأتي كاحتفال ترحيبي ببداية عام دراسي جديد يشارك فيه مجموعة واسعة من شركاء الوزارة، بهدف تعزيز الجاهزية لدى جميع أطراف المنظومة التعليمية.
وقال سعادته، في كلمته خلال الفعالية التي أقيمت بحضور القيادات التربوية والمعلمين وأولياء الأمور: «يطيب لي أن أرحب بكم في فعالية العودة للمدارس للعام الأكاديمي 2025- 2026، والتي تأتي كاحتفال ترحيبي بالعام الدراسي الجديد وانطلاقة تعليمية ملهمة لأبنائنا الطلبة، يشاركنا في ذلك مجموعة واسعة من شركاء الوزارة الكرام».
وأضاف: إن هذه الفعالية تأتي لتحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية، والمتمثلة في تهيئة جميع أطراف المنظومة التعليمية لانطلاقة فاعلة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الوزارة والمجتمع، إلى جانب الترويج لبرامج الوزارة ومشاريعها الإستراتيجية، وتعزيز الحافز الإيجابي لدى الطلبة والمعلمين استعدادًا للعام الدراسي الجديد، مؤكداً أن البرنامج المصاحب للفعالية حافل بالأنشطة والورش المتميزة.
إنجازات
وأشار سعادته إلى أن العام الدراسي الجديد يأتي في ظل تحقيق الوزارة لمجموعة كبيرة من الإنجازات في العام السابق، نتيجة الجهود العظيمة التي بذلتها قطاعات الوزارة المختلفة بكل عزيمة وإصرار، مبينًا أن من أبرز هذه الإنجازات توسعة التعليم في رياض الأطفال ومدارس الدمج، وإطلاق القسائم التعليمية للطلبة من ذوي الإعاقة، إلى جانب مبادرات التعليم الدامج والتدخل المبكر.
وتابع: «شهدت الفترة الماضية تنفيذ مشاريع خاصة بتطوير المناهج تلبية للتطور السريع الذي يشهده العالم والتقنيات الحديثة، وكذلك توسيع نطاق الابتعاث لأبنائنا في الجامعات المرموقة داخل وخارج الدولة، وفق الاختصاصات التي تلبي احتياجات سوق العمل وتحقق الرؤى الطموحة للدولة وعلى رأسها رؤية قطر 2030 وإستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة».
وأكد سعادته أن منهجية العمل في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تقوم على أسس متوازنة ومتكاملة تحقق متطلبات التنويع الاقتصادي، وتواكب رؤية الدولة للتحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة، مشددًا على أن الوزارة ركزت في مشاريعها على المعلم باعتباره محور التطوير، وعلى الطالب كونه المستفيد الأول من هذه الجهود من خلال البرامج التدريبية المتميزة.
حياة الطلبة
وأضاف أن الوزارة عملت على زيادة روافد تعيين المعلمين القطريين عبر مجموعة من البرامج والمشاريع مثل برنامج طموح وبرنامجي «تمكين» و«تمهين»، مشيرًا إلى أنه مع بداية العام الدراسي الجديد، وضعت الوزارة نصب أعينها الهدف الأسمى في تقديم تعليم جيد يواكب المعايير العالمية ويعد الطلبة للمنافسة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأشار وكيل الوزارة أنه تم افتتاح مجموعة واسعة من المدارس الجديدة التي تقدم التعليم وفق أعلى المعايير العالمية مع الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم التي يعتز بها المجتمع القطري، مؤكداً أن جودة حياة الطلبة كانت وما زالت أولوية إستراتيجية للوزارة.
وأوضح أن الجهود تكاتفت لتهيئة بيئة تعليمية مشجعة ومتكاملة تعزز حضور الطلبة وتفاعلهم، وتنعكس بشكل مباشر على تحصيلهم الأكاديمي ونموهم الشخصي، مؤكداً حرص الوزارة على ترسيخ الجاهزية المؤسسية الشاملة وتوفير بيئة تعليمية منظمة ومحفزة بما ينعكس إيجابًا على عمليتي التعليم والتعلم وزيادة التحصيل.
وأشار إلى الدور الفاعل لشركاء الوزارة في المجتمع لدعم المسيرة التعليمية وإثراء تجربة الطلبة وأولياء الأمور، قائلاً: «تنشئة الأجيال هي مسؤولية مشتركة تتحقق بتعاون جميع المؤسسات في الدولة الرسمية وغير الرسمية».
برامج المعلمين
من جانبها، أكدت الأستاذة إيمان المهندي، مدير مركز التدريب والتطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي،أن اللقاء التربوي الذي أقيم بحضور وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي ورئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، محطة مهمة لتكريم 28 معلما ومعلمة من الفوج السادس ببرنامج «تمهين»، الذي ينفذ بالشراكة مع ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي.
وقالت المهندي في تصريحات صحفية عقب اللقاء التربوي، إن خريجي هذا العام ينقسمون إلى مسارين: الأول برنامج «تمهين» عبر منصة كوادر ويستهدف غير الحاصلين على مؤهل تربوي حيث جرى تأهيلهم وتدريبهم، والثاني هو مسار «تمكين» المخصص للإداريين الراغبين بالانتقال إلى مهنة التعليم، وهو المسار الذي يشهد هذا العام تخريج الفوج الأول بواقع 11 معلماً ومعلمة.
وأضافت: «خضع هؤلاء المعلمون لبرنامج متكامل استمر عاماً كاملاً، شمل التدريب الميداني، واليوم يتم توزيعهم على مدارس قطر في تخصصات مختلفة تشمل اللغة العربية والإنجليزية والكيمياء وغيرها».
بداية موفقة
وأكدت المهندي أن أمس الثلاثاء شهد تكريم خريجي برنامج «بداية موفقة»، وهم معلمون من كلية التربية بجامعة قطر ضمن برنامج «طموح»، حيث يتم احتضانهم وتأهيلهم في عامهم الأول عبر برامج تدريبية عملية.
وأضافت المهندي «نحتفل اليوم بتخريج أكثر من 167 معلماً ومعلمة من برنامج بداية موفقة وهو العدد الأكبر حتى الآن، ونستعد لتدريب أكثر من 180 خلال العام الجاري، وأكثر من 200 في العام المقبل، في ظل الإقبال المتزايد على برنامج طموح بعد تحسين إجراءاته من قبل الوزارة».
كما شددت المهندي على أن جميع المعلمين المستقطبين يتم تأهيلهم وتهيئتهم للميدان التربوي من خلال تعريفهم بالهياكل المدرسية والوزارة، وتدريبهم على المهارات الأساسية والنماذج التعليمية المعتمدة في قطر، الأمر الذي يسهم في اندماجهم السلس داخل البيئة التعليمية.
وفي سياق متصل، كشفت المهندي أن برنامج «خبرات» يستعد لإطلاق نسخته الثالثة هذا العام بعد نجاح الدفعتين السابقتين في تدريب قادة الابتكار وتنفيذ مشاريع عملية في 11 مدرسة قطرية، وأكدت أن تفاصيل النسخة الجديدة سيتم الإعلان عنها قريباً عبر المنصات الرسمية.
أما فيما يتعلق بالرخص المهنية للمعلمين، أشارت إلى أنه جرى تطوير إجراءاتها خلال العامين الماضيين بعد أن طُبقت منذ عام 2009، موضحة أن هذه الإجراءات تهدف إلى تشجيع المعلمين على التقدم للحصول على الرخصة، باعتبارها أداة للتحقق من الممارسات المهنية وتوثيقها.