#زلزال_إيطاليا.. هزات مستمرة وإعلان الحداد الوطني

alarab
حول العالم 27 أغسطس 2016 , 11:01ص
ا.ف.ب
تشيع إيطاليا اليوم السبت في يوم حداد وطني، عددا من ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط شبه الجزيرة حيث ما زال مئات من رجال الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض دون آمال كبيرة في العثور على ناجين محتملين.

ونكست الأعلام في جميع أنحاء البلاد بمناسبة تشييع عدد من ضحايا اركاتا وبيسكارا ديل ترونتو إحدى البلدات الثلاث الأكثر تضررا في المنطقة.

وستنظم الجنازة قبيل ظهر السبت في قاعة رياضية في بلدة اسكولي بيسينو على سفح الجبل الذي ضربه الزلزال، بحضور رئيس الجمهورية سيرجيو سيرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة ماتيو رينزي.

وتحولت هذه القاعة الجمعة إلى كنيسة حضر إليها أقرباء الضحايا للصلاة أمام حوالي ثلاثين نعشا. وبين الضحايا الذين سيتم تشييعهم جوليا (تسع سنوات) التي حمى جسدها شقيقتها الصغرى جورجيا (خمس سنوات) إحدى آخر الناجين الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض في بيسكارا ديل ترونتو.

لكن عددا من العائلات اختار عدم المشاركة في الجنازة الرسمية وتشييع أقربائهم بمفردهم. وقد تم تسليمهم جثامينهم.

ونقلت وكالة الأنباء "آجي" عن سيدة "لماذا ننتظر؟ لنصغي إلى السياسيين؟ إنهم يكررون الأمور نفسها وإنهم قريبون منا وإن هذا الأمر يجب ألا يتكرر.. الأمر نفسه دائما."

وستجري مراسم أخرى بدون جثامين الأسبوع المقبل لضحايا اكومولي وخصوصا اماتريتشي الواقعة على الطرف المقابل من سفح الجبل.

وبانتظار هذه المراسم، قامت بعض العائلات بتشييع قتلاها. ففي بوميزيا جنوب روما، ترأس أسقف الابرشية بعد ظهر الجمعة بحضور مئات الأشخاص جنازة ستة من الضحايا بينهم صبي في الثامنة من العمر وفتاتان.

وتفيد آخر حصيلة للضحايا صادرة عن الدفاع المدني بأن عدد القتلى بلغ 281 شخصا بينهم 221 في اماتريتشي وحدها، وعدد الجرحى 388 أدخلوا إلى المستشفيات. ولم يتم العثور على أي ناج منذ الخميس.

عمليات البحث مستمرة 
وتتواصل جهود البحث ليلا في البرد وتحت أضواء كاشفة أو الحر الخانق في النهار وخصوصا في اماتريتشي من قبل فرق الإنقاذ وبمساعدة كلاب مدربة في أكوام الأنقاض.

وقال المسؤول المحلي للدفاع المدني لويجي دانجيلو "سنواصل البحث والحفر إلى أن نتأكد أنه لم يبق شخص".

لكن رجال الإنقاذ بدأوا إزالة الركام بجرافات في إشارة إلى تضاؤل الأمل في العثور على ناجين.

وفي القرية، تشكل صف طويل من السيارات التي نقلت عائلات ضحايا جاءت للتعرف على جثامينهم ليسمح القضاء بنقلها.

وما يزيد من تعقيد مهمة رجال الإنقاذ الهزات الارتدادية التي سجل أكثر من ألف منها منذ الأربعاء وخصوصا هزة بلغت شدتها 4,8 درجة فجر الجمعة.

وعند وقوع كل هزة ينهار جدار أو يتشقق آخر. وبذلك أصبح جسر يؤدي إلى اماتريتشي غير قابل للاستعمال ما اضطر فرق الإنقاذ للعمل على تأمين معبر آخر.

وقال ماركو باربا الذي وصل صباحا إلى روما لجلب ألبسة ومواد تموين إلى عائلته إن "فرق الإنقاذ موجودة كلها في اماتريتشي" .

- 2500 شخص بلا مأوى -
وظهرت في لقطات صورت من الجو للمنطقة قرى وبلدات مدمرة على سفح الجبل بالقرب من خيام زرقاء نصبت لإيواء ناجين.

وعدد كبير من المنكوبين كانوا يزورون المنطقة للسياحة أو لقضاء عطل لدى أقرباء لهم وعادوا إلى بيوتهم. لكن الدفاع المدني أحصى حوالي 2500 شخص باتوا بلا مأوى وأمضوا ليل الجمعة السبت في واحد من 42 مخيما أقيمت على عجل.

وأعلنت الحكومة مساء الخميس حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة وأفرجت عن خمسين مليون يورو لتقديم مساعدات.

كما أعلنت عن خطة جديدة للوقاية من الزلازل بعد التساؤلات عن سبب عدد الضحايا المرتفع في هذه المنطقة التي كانت تعتبر أصلا مهددة بالهزات الأرضية.

ومنذ وقوع الزلزال نظمت مبادرات في جميع أنحاء إيطاليا وعلى شبكات التواصل الاجتماعي لمساعدة المنكوبين.

وفي مراكز جمع التبرعات التابعة للصليب الأحمر أو منظمة كاريتاس قدمت ألعاب للأطفال الذين تضرروا بهذا الزلزال ويبدو أن عددهم كبير. واكتظت مراكز التبرع بالدم بالمتبرعين.

وفي تكريم للضحايا، أضاف حوالي 700 مطعم في جميع إيطاليا وفي الخارج طبق معكرونة (ال اماتريتشيانا) عرفت به قرية اماتريتشي التي يفترض أن تستقبل في نهاية الأسبوع المهرجان الخمسين لهذا النوع من المأكولات. 

كان زلزال أسفر في 2009 عن سقوط أكثر من 300 قتيل في اكويلا التي تبعد حوالي خمسين كيلومترا. لكنها مدينة كبيرة تضم عشرات الآلاف من السكان.



م.ب