تنظيم الدولة يقتل ضابطين في غرب العراق ويتقدم شمال سوريا

alarab
حول العالم 27 أغسطس 2015 , 04:04م
أ.ف.ب
قُتل ضابطان عراقيان كبيران - الخميس - في هجوم انتحاري بمحافظة الأنبار، في غرب البلاد، تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، الذي حقق عناصره اليوم تقدما على حساب مقاتلي المعارضة، في شمال سوريا قرب الحدود التركية.

وأعلن مسؤولون عسكريون عراقيون أن ضابطين - برتبتَيْ لواء ركن وعميد ركن - قُتلا صباح الخميس، بتفجير انتحاري شمال الرمادي، مركز الأنبار.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، لوكالة فرانس برس: "في أثناء تقدم قواتنا من المحور الشمالي، تقدمت عجلة مفخخة باتجاه قواتنا".

وأضاف: "تم الرد على العجلة، لكن انفجارها أدى إلى استشهاد معاون قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن عبد الرحمن أبو رغيف، والعميد الركن سفين عبد المجيد، قائد الفرقة العاشرة، لأنهما كانا قريبين جدا".

وأدى الهجوم إلى مقتل "ثُلَّة من الشهداء الأبطال"، بحسب بيان لقيادة العمليات المشتركة، دون تحديد عددهم.

وتبنى التنظيم الهجوم، قائلا - في بيان تداولته حسابات إلكترونية مؤيدة له - إنه كان عبارة عن تفجير أربع عربات مفخخة وهجوم مسلح.

وبحسب البيان، انطلق المنفذون "بأربع عجلات مفخخة ورشاشين دوشكا، نحو المقر الرئيس الذي تدار منه العمليات شمالي الرمادي"، وفجروها "مما أدى لنسف المقر الرئيس للمرتدين، وهلاك العشرات، بينهم المرتد عبد الرحمن أبو رغيف، معاون قائد عمليات الأنبار، والمرتد سفين عبد المجيد، قائد الفرقة العاشرة".

وأوضح أن المنفذين الستة هم: ألماني وتونسي وسعودي وسوري وطاجيكي وفلسطيني من غزة، وأنهم قُتِلوا جميعا في الهجوم.

ونعى رئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، العسكريين الذين قضوا "دفاعا عن العراق وشعبه"، بحسب بيان لمكتبه.

وشارك العبادي، بحسب مكتبه، مع مسؤولين آخرين، في مراسم تشييع الضابطين، التي أقيمت اليوم في بغداد.

وهي ليست المرة الأولى التي تطال فيها المعارك مع التنظيم قياديين.

فخلال 2015 أصيب قائدان لعمليات الأنبار. وفي أبريل الماضي قُتل ضابطان كبيران برتبتَيْ عميد ركن وعقيد ركن، كما جُرح المحافظ السابق أحمد الدليمي، العام الماضي.

وتشهد الأنبار معارك مع تنظيم الدولة، الذي سيطر على مناطق عدة، منها منذ مطلع 2014، قبل أشهر من هجومه في شمال العراق وغربه في يونيو. ووسع التنظيم خلال الأشهر الماضية نفوذه في المحافظة الحدودية مع الأردنّ والسعودية وسوريا، وسيطر على الرمادي منتصف مايو 2015، في ما عُدَّ أبرز تقدم له في العراق منذ عام.

واستعادت القوات العراقية - خلال الأشهر الماضية - مناطق عدة، إلا أن التنظيم لا يزال يسيطر على أجزاء واسعة ومدن رئيسة. وأسهمت في عمليات استعادة السيطرة ضربات جوية لائتلاف دولي تقوده واشنطن، ينفذ منذ أكثر من عام غارات ضد الجهاديين في العراق وسوريا.

وفي سوريا، سيطر التنظيم على خمس قرى في ريف حلب (شمال)، وتقدم إلى أطراف بلدة مارع، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد - رامي عبد الرحمن - إن التنظيم "بدأ - فجر اليوم - هجوما في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على قرى صندف والحربل والخربة المحيطة بمارع".

وبحسب المرصد، فجر التنظيم عربة مفخخة عند أطراف مارع، تلته اشتباكات مع مقاتلي المعارضة، "تمكن الجهاديون خلالها من التقدم إلى بعض أطراف البلدة الجنوبية".

وتقع مارع على خط إمداد رئيس لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول تنظيم الدولة منذ أشهر اقتحامها.

ووثقت منظمات طبية دولية - بينها منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء - هجوما بالسلاح الكيميائي؛ استهدف مارع الأسبوع الماضي. واتهم ناشطون محليون التنظيم بهذا الاعتداء، الذي أدى إلى إصابة عشرات المدنيين.

وفي هجوم متزامن، سيطر التنظيم كذلك على قريتَيْ دلحة وحرجلة القريبتين من الحدود التركية.

حتى أسبوعين مضيا، كانت البلدتان تحت سيطرة جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. إلا أن الجبهة انسحبت منها في العاشر من أغسطس، وتَسَلمهما فصيل إسلامي بعد تقارير عن خطة أمريكية تركية لإنشاء منطقة حدودية آمنة، خالية من تنظيم الدولة الإسلامية.

وعلى الجبهة بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد وحليفه حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى، بدأ - الخميس - العمل بوقف لإطلاق النار في مدينة الزبداني، في ريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب (شمال غرب)، بعد اتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة.

وقال المرصد إن الاتفاق تم التوصل إليه أمس، ويهدف إلى "إيجاد حلول للنقاط العالقة في المفاوضات حول هذه المناطق".

وأوضح أحد الوسطاء، محمد أبو القاسم، وهو رئيس حزب التضامن الصغير، الذي يشكل جزءا من المعارضة المقبولة من النظام، أن من أبرز البنود "إخراج مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية من الزبداني".

والهدنة هي الثانية هذا الشهر، بعد أولى بدأت في 12 من أغسطس، واستمرت ثلاثة أيام، قبل أن تنهار بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة إطلاق سجناء لدى النظام. كما تناولت مفاوضات الجولة الأولى انسحاب المقاتلين من الزبداني، مقابل إجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا.

وبدأ النظام وحزب الله في 4 من يوليو هجوما على الزبداني، آخر مدينة لا تزال بيد المعارضة في المنطقة الحدودية مع لبنان. وتمكن الطرفان من دخول المدينة ومحاصرة المعارضين في وسطها، بحسب المرصد.

وردا على تضييق الخناق على الزبداني، صعَّد مقاتلو المعارضة قصف الفوعة وكفريا اللتين يقيم فيهما شيعة، المحاصرتين منذ مارس.

وقُتل أكثر من 240 ألف شخص في النزاع السوري، منذ اندلاعه في منتصف مارس 2011. وكان بدأ بحركة احتجاجات سلمية مطالبة بإصلاحات، وتطور إلى نزاع دام متشعب تشارك فيه أطراف عدة.