الدوحة وجهة سياحية لثلاثة أيام فقط!

alarab
اقتصاد 27 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - ألفت أبولطيف
عكفت الجهات الحكومية والخاصة المعنية بقطاع السياحة والسفر والضيافة على مدى الأعوام الماضية على تنظيم حملات ترويجية وتسويقية لقطر كوجهة سياحية جديدة على خارطة السياحة العالمية، فتنقلت بين القارات والدول بهدف التعريف بمعالم السياحة القطرية والمرافق الترفيهية مع التركيز على كلمة «ترفيهية» التي لا توجد إلا في البرنامج النظري لتلك الجهات المعنية علما بأن المواطنين والمقيمين لطالما تساءلوا عن أسباب عدم وجود مثل تلك المرافق في قطر، وكثيرا ما قيل إن الدوحة تنافس دول الجوار في المرافق الترفيهية علما بأن لا وجود لهذه المرافق في الدوحة مع تعددها في الجارة دبي على سبيل المثال، ولا شك فإن أحدا لا يستطيع إنكار أن مدينة الدوحة تحظى بقيمة خاصة لدى قاطنيها لأنها تتميز عن سواها بهدوئها وأمنها والشكل المنظم من حيث نظام المرور والسير الذي تفوق على سواه في المنطقة. وعندما يُسأل المعنيون عن أسباب قلة المنشآت السياحة الحقيقية التي من شأنها جذب السياح إلى الدولة وعن عدم تشييد مدن ترفيهية للعائلات على مستوى عالمي يجيبون بأن الدوحة وجهة لسياحة الأعمال والمؤتمرات فقط وأن المدن الترفيهية هي مسؤولية الشركات الخاصة التي ترغب في الاستثمار بالسياحة، ويتساءل المعنيون عن فائدة وجود مدن ألعاب أو أخرى مائية في بلد ذي مناخ صحراوي حار، ويكتفون بتنظيم فعاليات أخرى. إذا أردنا الحديث عن فعاليات الصيف فحدث ولا حرج، فقد أصبحت تلك الأنشطة التي من المفترض أن ترفه عن الأفراد تنحصر في المعارض التجارية والتخفيضات المطبقة على بضائع في المجمعات التجارية، وكأن السياحة انحصرت في الطعام والشراب المتمثل بالفنادق والمطاعم أو بالتسوق. ويشار إلى ما يتميز به كل من سوق واقف التراثي ومتحف الفن الإسلامي الثقافي بمكانة كبيرة كمعلمين كبيرين وشهيرين فاعلين في جذب السياح في فصل الشتاء، لكن ماذا عن فصل الصيف حين تصبح سوق واقف فارغة حيث تخلو من روادها نتيجة الحر الشديد وعدم إيجاد حلول جذرية لتفاديه في مطاعم السوق. يبين ما سبق أن هناك أساسيات قوية لدى الدولة كي تنجز في قطاع السياحة وأنها تحتاج إلى آليات قوية أيضا كي تشمل كافة مستلزمات السياحة بكافة فروعها وعدم الاكتفاء بسياحة الأعمال والمؤتمرات. وحول مدى توافر بنية تحتية قوية للقطاع السياحي القطري بعيدا عن دور الضيافة «الفنادق والمطاعم» ومدى توافق النمو السياحي مع رؤية قطر المستقبلية والأحداث المهمة التي ستنظمها، وعن مدى فعالية الترويج لقطر في ظل عدم توفر بينة تحتية لسياحة ترفيهية. رأى مدير عام فنادق الريتز كارلتون في الدوحة حسين فيتري أن الدوحة وجهة سياحية مناسبة لقضاء ثلاثة أيام فقط لأنها ليست جاهزة بعد لاستقبال الزوار الراغبين بالترفيه لمدة أسبوع أو أكثر. لافتا إلى أن الدولة مجهزة وتمتلك بنية تحتية سياحية إلا أنها تفتقر للمرافق الترفيهية مشيراً إلى ضرورة إيجاد مرافق ترفيهية عائلية وأخرى خاصة بالأطفال حيث إنها المرافق الوحيدة التي تهم حاجات الأسرة الخليجية. وقيم مدير عام فنادق الريتز كارلتون الدوحة بأنها وجهة سياحية لفترة زمنية بسيطة وأنها لا تزال في بداية مشوارها حيث إنها بحاجة لاستكمال بنيتها التحتية التي تؤهلها لتصبح وجهة سياحية كاملة وشاملة تلبي حاجات العائلات والأطفال والسياح من المنطقة والعالم مشيراً إلى أن استخدام الفنادق والصحراء وزيارة بعض المرافق لا يكفي لأن الرحلة السياحية لا تعتمد على الفنادق أو المطاعم فقط وإن كانت أساسا لها. مشيراً إلى أن قطر تحتاج لتشييد المدن الترفيهية العائلية التي تضم فعاليات تلبي متطلبات الزوار إلى جانب ضرورة وجود مدن ألعاب كبيرة ومستقلة للأطفال ومرافق عالمية تجذب السائح من الخارج. وأشار فيتري إلى أن وجود المطاعم والأسواق والتخفيضات المعلن عنها في مواسم مختلفة أمر إيجابي وهو يجذب الزوار إلا أنه ينشط السياحة الداخلية أكثر من الخارجية منوها إلى أن سياحة التسوق نوع مهم في مجالات السياحة العامة إلا أنه لا يكفي. وأشار مدير عام فنادق الريتز كارلتون في الدوحة إلى أنه لا بد من الاهتمام بقطاع السياحة وتطويره لما له أهمية في تطوير البلاد بشكل عام منوها إلى المستوى العالي من الاهتمام الممنوح لقطاع التعليم. متمنيا أن يحظى به قطاع السياحة. لافتا إلى مركز قطر الوطني للمؤتمرات بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الذي يتم بناؤه وفقاً لمعايير شهادة الفئة الذهبية من المجلس الأميركي للبنايات الخضراء الرائدة في الطاقة والتصميم البيئي والذي سيسهم في جذب فعاليات وأحداث كبيرة من شأنها أن تخلق حراكا كبيرا في الدولة آملا أن يتم ذلك في مجال السياحة أيضا. ورأى مدير عام فندق الريتز كارلتون أن الخطوة الأولى لبناء دولة سياحية تبدأ من معرفة متطلبات الأسرة والمستلزمات التي تلبي حاجاتها، وقال: لا بد من النظر إلى ماذا تريد الأسرة العربية أو الغربية كي تفكر بزيارة قطر والعمل على تحقيق هذه الرغبات وأضاف لدينا كتارا وسوق واقف والمتحف إلا إننا بحاجة إلى مدينة ألعاب ضخمة مثل ديزني على سبيل المثال. وأوضح فيتري أن استكمال القطاع السياحي لن يتم بشكل نهائي إلا إذا تزامن مع تطوير قطاعات أخرى مثل سيارات الأجرة التي لا بد من زيادة عددها وتطويرها وإيجاد شركات أخرى إلى جانبها. وشدد على أن الدوحة وجهة جاذبة للعديد من الأشخاص لاسيَّما الأوروبيين، وذلك لما تمتلكه من مناخ مشمس وبحر وصحراء تجذب أهالي المناطق الباردة، وأكد فيتري أن السياحة في قطر نامية ولا تزال في منتصف الطريق وأمامها مستقبل مهم وكبير في هذا القطاع إذا ما تم تفعيله وتطويره والتركيز على أساسياته وأشار إلى التطور السياحي الحاصل في كل من دبي وأبوظبي الذي تستطيع الدوحة تجاوزه بمراحل لأنها تمتلك المقومات اللازمة لذلك لاسيَّما في نظام السير والمرور العالي المستوى والعالمي المعايير. وذكر فيتري أن التوجه الحالي هو لتلبية رغبات الأسرة وهو الأمر الذي تعمل من خلاله إمارة أبوظبي وهو المنتجعات والمرافق الخاصة بالعائلة والأطفال وهو ما يجب أن تركز عليه الجهات المعنية في الدوحة. وحول مدى تأثير التأخر في إنجاز المرافق السياحية المقرر افتتاحها في كل سنة إلى أخرى أشار فيتري أن موضوع تأخير الإنجاز يعود لعوامل عدة وهو أمر طبيعي ويحصل في كافة دول العالم حيث يتم تأجيل افتتاح منشأة ما بسبب تعديل أو إصلاح بعض التصاميم بهدف تحقيق المعايير العالمية وهو أمر لا يؤثر على تطور القطاع على المستوى البعيد لأنه يحدث في كل الدول بل على العكس هو مجال للخروج بمرافق كاملة وشاملة لأفضل المواصفات.