البندقية.. آسرة القلوب وساحرة العيون وقبلة السائحين
اقتصاد
27 يونيو 2011 , 12:00ص
مبعوث «العرب» إلى البندقية: مصطفى البهنساوي
في تمام التاسعة صباحا منتصف يونيو الحالي أقلعت أول طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية إلى مدينة البندقية أو البندقية كما يطلق عليها، لتصبح بذلك ثالث محطة للقطرية في إيطاليا بعد ميلانو وروما والمحطة رقم 26 في أوروبا والمحطة رقم 100 ضمن شبكة خطوط الناقلة العالمية الأسرع نموا في العالم.
ويسهم إطلاق رحلات من دولة قطر إلى البندقية بتقريب هذه المدينة من دول الشرق الأوسط من خلال رحلة تستغرق 5 ساعات ونصف الساعة طيراناً تقريبا، وهي رحلة قصيرة نوعا ما مقارنة بقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة.
كان على متن أولى رحلات القطرية إلى البندقية وفد إعلامي من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أكبر الباكر، والسفير الإيطالي لدى قطر أندريا فيراري. وقد وصلت الرحلة إلى مطار ماركو بولو الدولي في تمام الثانية بتوقيت البندقية، حيث كان في الاستقبال وفد من مسؤولي المطار وعدد من مسؤولي المدينة والمهتمين بقطاع السياحة والطيران، حيث استقبلوا الرحلة بترحاب شديد وأجواء احتفالية.
قبل هبوط الطائرة بدقائق حرصت على مشاهدة المدينة من خلال الطائرة، وقد تعجبت أنني لم أشاهد أي سيارة تسير في طرقات المدينة، إلى أن عرفت في وقت لاحق من مسؤولة الوفد الإعلامي الإيطالية الجنسية أن المدينة ومنذ مئات السنين تعتمد على القوارب في تنقلات سكانها وزائريها، وتقوم بالكامل على أعمدة وسط البحر.
عقب انتهاء الأجواء الاحتفالية الخاصة باستقبالنا في المطار، توجهنا إلى الفندق من خلال التاكسي المائي الذي لا يحبَّذ ركوبه داخل البندقية؛ لأنه يعتبر من أغلى وسائل التنقل. فيكفي أن تعرف أن 10 دقائق داخل التاكسي المائي تكلفك 50 يورو تقريبا. ويوجد إلى جانب التاكسي المائي وسيلة تنقل أخرى وهي الباصات المائية المنتشرة في كل أنحاء البندقية، ولها عدة نقاط على المسار الرئيسي للقناة الكبيرة والصغيرة، يتوقف بها لمدة محدودة ثم ينطلق منها، ويختلف سعر التذاكر على حسب المدة. بينما يعد الجندول طريقة التنقل السياحية داخل البندقية، وهي طريقة رومانسية جميلة وفريدة من نوعها في العالم، ولكن سعرها غال جدا على حسب المدة.
زيارتي الأولى لهذه المدينة التي تأسر القلوب وتسحر العيون والتي تعد بحق قبلة للسائحين من مختلف أنحاء العالم، حملت معها الكثير من الإعجاب والإبهار، فهي من أجمل مدن العالم التي زرتها. وتتكون البندقية -التي تأسست في عام 421 ميلادية- من 117 جزيرة، وفيها 416 جسرا و7 آلاف شارع و150 قناة مياه، وتبدو أبنيتها وكأنها لونت استعدادا لعرض مسرحي، فالواجهات مزينة ومزخرفة يمكن للمسافر أن يستمتع برؤيتها من السفينة أو قارب الجندول الذي يعبر الشوارع المائية.
داخل مبنى أنيق وقديم بالبندقية يقع فندق «saturnia» الذي أقمنا فيه لمدة 4 أيام هي فترة رحلتنا إلى مدينة البندقية، حيث يقع على مقربة من أشهر ميادين البندقية وأكثرها شهرة وهو ساحة سان ماركوس، التي تطل من جهة على البحر، ويحاط بها العديد من المتاجر الصغيرة والمطاعم المتعددة. كما تعد الساحة قلب البندقية النابض حيث يتجمع فيها الحمام الذي يقدم له الأطفال والسواح الحبوب ويقومون بالتقاط الصور التذكارية معه.
وحقيقة إنني قد أبديت استيائي لمسؤولي الخطوط القطرية في بادئ الأمر من إقامتنا في فندق عتيق، رغم أنه من فئة الخمس نجوم، حتى فوجئت بعد ذلك أن جميع فنادق البندقية قديمة، وقد بنيت من مئات السنين مع عمل التجديدات الخاصة ببنية هذه الفنادق بشكل مستمر. وقد دهشت أن نسبة أشغال هذه الفنادق تبلغ %100 على مدار شهور العام.
لا يمكن زياره البندقية دون تناول القهوة الإيطالية إكسبرسو الكابتشينو في أحد مقاهي ساحة سان ماركوس التي يرتادها على الدوام الفنانون والسياح، والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر. ففي أول أيام الوصول حرص مسؤولو الوفد على أن نذهب إلى أحد مقاهي سان ماركو الشهيرة لتناول القهوة الإيطالية وسط الفنانين والسياح من مختلف أنحاء العام. وقد أخبرني السفير القطري لدى إيطاليا سلطان المريخي أن عدد السياح الذي يحضرون إلى البندقية وحدها يصل إلى 20 مليون سائح سنويا، وأن عددا كبيرا من المواطنين القطريين يحرصون على الذهاب إلى إيطاليا خلال فصل الصيف. كما وصف الشعب الإيطالي بأنه شعب لطيف ومرح ويحب النكتة، والابتسامة لا تفارقه، وهناك صفات كثيرة تجمع بين الشعب الإيطالي والشعوب العربية.
يشتهر مطبخ البندقية بالأكلات البحرية خصوصا سمك القد، ومن أكلاتهم المشهورة الأرز بالبازلاء، والطبق التقليدي الكبدة بالبصل. وقد اختتمنا اليوم الأول للوصول بالذهاب إلى مطعم أنتيكو مارتيني الذي يعد من أغلى المطاعم في البندقية. وحرصنا على تناول الباستا الإيطالية ذات المذاق الرائع في هذا المطعم الشهير الذي يقع بالقرب من بيت الأوبرا. وقد كان هذا المطعم في البداية مقهى عندما أنشئ عام 1720 ميلادية، حيث قامت عائلة بالدي الذين هم أصحاب هذا المطعم بالمحافظة عليه كمكان مريح وحيوي خاصة الطولات الخارجية في فترة الصيف. ويشتهر المطعم بعدد من أشهر الأطباق تتضمن ريزوتو دي فروتي دي ماري وفيجولتو ألا فينيزيا المعدة بشكل ممتاز.
وخصص اليوم الثاني من رحلتنا إلى مدينة البندقية لزيارة الأماكن الأثرية والمتاحف، حيث تضم فينيسا عددا من المعالم الأثرية والصروح التاريخية الأكثر شهرة بالعالم من أهمها كاتدرائية سان ماركوس التي تعد واحدة من أشهر النماذج المعمارية العالمية التي بنيت على الطراز البيزنطي. تقع الكاتدرائية في ميدان سان ماركوس، ومع بداية القرن الحالي شهدت الكنيسة العديد من الأعمال الترميمية لبنائها، وتم إعادة صقل جميع زخارفها وزيناتها الداخلية والخارجية، واستعادت بذلك رونقها وتألقها. وتعد تماثيل الخيول البرونزية الأربعة التي تزين واجهة الكاتدرائية هي أشهر ما يميز بناءها، وبالقرب من الكاتدرائية يقع أحد أهم القصور والمتاحف التاريخية بإيطاليا وهو «قصر الدوقات». وقد بني القصر عام 1324 ليكون المقر الرسمي لدوقات «حكام» البندقية، وقد تم تصميم بنائه على الطراز المعماري القوطي.
وعلى عكس الطرز المعمارية السائدة في إيطاليا، فإن المباني والقصور والكنائس في البندقية متأثرة بالأسلوب المعماري التركي، وهو ما يظهر من خلال ملاحظة القباب المنتشرة على عدد كبير من كنائس البندقية.
في مساء ذات اليوم من زيارتنا إلى البندقية تم دعوتنا إلى حفل عشاء أسطوري ترعاه الخطوط الجوية القطرية، أحيته المطربة أليسا التي تعد من أشهر مطربات إيطاليا. كما تضمن الحفل عروض مسرح الظل. وحضر الحفل عدد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين الأجانب وشخصيات ثقافية واجتماعية ورجال الصحافة والإعلام في إيطاليا. وقد حظيت العروض الإيطالية باستحسان وإعجاب كبير من قبل الحضور.
التسوق والأسعار
في البندقية يمكنك التسوق من المحلات والأسواق المنتشرة بكثرة في أزقة وساحات البندقية الجميلة، وكذلك من الباعة الجائلين، وما يدهشك في هذا المدينة هو كثرة الباعة الجائلين الذين يأتي أغلبهم من منطقة إفريقيا فهم يفترشون الشوارع ويبيعون للسائحين عدد من الماركات المشهورة مثل حقائب اليد والملابس بأسعار متدنية، والتي عرفنا فيما بعد أن أكثرها مسروقة أو مقلدة، وقد قمت بسؤال أحدهم عن سبب مجيئه إلى إيطاليا وهل يسكن هناك بشكل شرعي، فأجاب أن الحياة الصعبة في بلداننا فاضطرتنا إلى الهجرة إلى إيطاليا وتحديدا البندقية التي تتميز بكثرة أعداد السائحين بها. كما أن هذه المدينة التي لا تضاهيها أي مدينة أخرى في العام تجعلك تعيش فيها بدون تفكير في أي شيء آخر. ويقوم الأفارقة بعرض سلعهم بأسعار عالية، فإذا ما أبديت عدم رغبة في الشراء يعرضون السلعة بأقل من سعرها عدة أضعاف لإغراء السائح بالشراء. وفي حالة ظهور الشرطة الإيطالية في أي لحظة سرعان ما يختفون من شوارع المدينة.
وتعد أسعار السلع والماركات في البندقية فاحشة الغلاء مقارنة مع مثيلاتها في مدن سياحية في دول العالم الأخرى أو حتي في إيطاليا نفسها، فأسعار الماركات في البندقية تصل إلى أضعاف مثيلاتها في مدن إيطالية أخرى، ورغم ذلك فهناك إقبال كبير من قبل السائحين على اقتناء أفضل الماركات العالمية هناك، ولا تنقطع حركة البيع والشراء التي تستمر حتى الحادية عشر مساء وقت إغلاق محلات ومراكز التسوق.
مورانو وبورانو
لم يكن برنامج الرحلة ليكتمل دون زيارة جزيرة مورانو الإيطالية التي يعود تاريخها كميناء تجاري إلى القرن السابع الميلادي. وقد بدأت شهرة جزيرة مورانو تنتشر في القرن العاشر لجودة زجاجها وتفرده ومهارة صناع الزجاج بها. حيث تشتهر بصناعة أرقى أنواع الزجاج وتصنع منه كافة أنواع الإكسسوارات المنزلية. ففي القرن الثالث عشر خشي أهل البندقية من أن تحترق المدينة من حرارة صناعة الزجاج لهذا اختاروا جزيرة مورانو لصناعة الزجاج.
وقد حرصنا خلال زيارة مورانو التي تبعد 30 دقيقة تقريبا من قلب البندقية ويمكن الوصول إليها بالتاكسي أو السفينة النهرية، على دخول متحف الزجاج الملون في جزيرة مورانو، حيث كان هناك ترتيب مسبق من قبل مسؤولي المتحف لاستقبال الوفد الإعلامي. وتمتاز هذه المدينة بصنع الثريات الزجاجية المدهشة والزجاج الأحمر والأزرق. كما قمنا بزيارة متحف فتراريو للزجاج الذي يعد مركزا لتحف كبيرة وروائع الزجاج، ويحتوي المعرض على 4 آلاف قطعة معروضة يرجع تاريخها إلى 2000 سنة على تاريخ إنتاج الزجاج. وتتكاثر في جزيرة مورانو محلات بيع القلادات وكل أنواع الفنون التي تصنع من الزجاج، وتعد فرصة رائعة لمشاهدة العمال وهم ينفخون في النار.
عقب زيارة مورانو توجهنا إلى جزيرة بورانو جزيرة الصيادين التي تتميز ببيوتها ذات الألوان المختلفة والجميلة، ويقطن هذه الجزيرة الكثير من الفنانين الذين يجلسون على شواطئ البحر لرسم البيوت الملونة والبحر وقضاء لحظات جميلة، وتشتهر المدينة بوجود كنيسة «القديس سانت ماريو» حيث برجها المائل ومنظرها الخلاب تعكس قوة تأثيرها على السائح والزائر.
المريخي سفيرنا في روما لـ «العرب»: خط البندقية يسهم في تطوير العلاقات الاقتصادية والسياحية بين قطر وإيطاليا
أكد سلطان سعد المريخي السفير القطري لدى إيطاليا عمق العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية إيطاليا على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والثقافية. لافتا إلى أن هذه العلاقات تتسم بالعمق والشفافية، وذلك بفضل الجهود التي تقوم بها قيادتا البلدين.
وقال المريخي في تصريحات لـ «العرب» على هامش تدشين الخطوط الجوية القطرية خط الدوحة-البندقية بمدينة بمطار البندقية الإيطالي إن العلاقات الاقتصادية القطرية-الإيطالية هي علاقات تاريخية حيث تعد إيطاليا من أهم البلدان المصدرة لدولة قطر، كما أن الروابط التجارية والصناعية قد انعكست في العديد من المشاريع المشتركة، وتنامت العلاقات مؤخرا بفضل تزايد حجم التبادل التجاري بين البلدين. لافتا إلى أن إيطاليا تعد البلد الثاني أوروبياً على صعيد حجم صادراتها نحو قطر.
أكد أن الميزان التجاري بين البلدين أصبح لصالح قطر خاصة عقب البدء في تنفيذ استيراد الغاز من قطر في نهاية عام 2009 من خلال ناقلات الغاز القطرية.
وأكد أن تدشين محطة الإدرياتيكا في إيطاليا كان إنجازا كبيرا، حيث إن المحطة تمثل منفذا مضمونا لتوريد الغاز الطبيعي إلى إيطاليا. لافتا إلى أنها تعد أول محطة بحرية في العالم يتم إنشاؤها على أساس الجاذبية الأرضية لتفريغ تخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادته إلى حالته الغازية.
وأوضح أن المحطة قادرة على الوفاء بكمية تصل إلى %10 من احتياجات إيطاليا من الغاز الطبيعي، وهناك اتفاق على الكمية الحالية التي يتم تزويد إيطاليا بها والتي تبلغ قدرتها التشغيلية الكاملة على إمداد الشبكة الوطنية الإيطالية بكمية 8 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، وهو ما يعادل حوالي %10 من الغاز المستهلك في إيطاليا نافياً وجود مفاوضات لزيادة الكمية في الوقت الحالي.
وأكد السفير القطري لدى روما أن الدوحة دائماً ما تفتح أبوابها أمام المستثمرين الإيطاليين موضحاً أن الاستثمارات الإيطالية في قطر وإن كانت قليلة إلا أن هناك تواجدا لشركات إيطالية في الدوحة في عدد من المجالات سواء في قطاع العقارات أو النفط والغاز.
ولفت إلى أن قطر قد استقبلت مؤخرا وفدا من رجال الأعمال الإيطاليين حيث بحث في الدوحة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين واستعراض فرص الاستثمار المتاحة بين رجال الأعمال في قطر وإيطاليا وإمكان عقد التحالفات.
وقال السفير المريخي إن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد تجاوز 1.5 مليار يورو خلال العام الماضي نتيجة ارتفاع واردات قطر من إيطاليا عقب افتتاح محطة الإدرياتيكا لاستقبال الغاز.
وحول افتتاح الخطوط القطرية لخط جديد في مدينة البندقية الإيطالية، قال السفير القطري لدى إيطاليا إن البندقية تعد مدينة فريدة من نوعها في العالم. لافتا إلى أن القطريين يفضلون السفر إلى إيطاليا بشكل عام لما تتمتع به من مقومات سياحية وخيارات متعددة أمام المسافرين.
وأكد السفير سلطان المريخي أن الخط الجديد يعد ذا جدوى اقتصادية مهمة لدى الخطوط القطرية. موضحا أن إيطاليا تستقبل 70 مليون سائح سنويا، وتستقبل البندقية وحدها التي بنيت بأكملها على الماء قبل 1500 عام حوالي 20 مليون سائح سنويا وهي واحدة من بين 40 موقعا إيطاليا مصنفا ضمن قائمة اليونسكو للمواقع التراثية.
وأشار إلى أن مدينة البندقية تعد وجهة مرغوبة جدا كونها موقعا سياحيا واقتصاديا جذابا وإحدى قوى الدفع للاقتصاد الإيطالي القوي والذي يعد من بين أهم الاقتصادات في العالم. مشددا على أن تدشين خط الدوحة-البندقية برحلات يومية مباشرة من شأنه تطوير العلاقات الاقتصادية والسياحة بين البلدين.
وأشاد السفير القطري لدى إيطاليا بالدعم والتسهيلات التي قدمتها السلطات المحلية في مطار البندقية في إطلاق خط الدوحة البندقية الجديد. مؤكداً أن هذا الخط يخدم العديد من المسافرين من جميع الجنسيات وليس المسافرين الإيطاليين والقطريين فقط، حيث سيسهل عليهم السفر إلى وجهات سياحية رائعة مثل دول المالديف والسيشيل وغيرها من الوجهات التجارية مثل شنغهاي وسنغافورة عبر الدوحة.
وقامت الخطوط الجوية القطرية الأسبوع الماضي بتدشين أولى رحلاتها إلى مدينة البندقية الإيطالية من خلال رحلات يومية منتظمة؛ وبذلك يرتفع عدد الوجهات التي تسيرها القطرية إلى إيطاليا إلى ثلاث وجهات حيث دشنت قبل ذلك وجهتين هما روما وميلانو.
ويشتهر شمال شرق إيطاليا ومنطقة فينيتو بأكثر من مجرد المعالم السياحية، إذ يعد الإقليم من أكثر الأقاليم ديناميكية وقوة على الصعيد الاقتصادي في إيطاليا، فهو موطن صناعة الأحذية والمنسوجات والنظارات الطبية ويعد من أكبر المصدرين لها.
كما يقع على مقربة من البندقية مقار كبرى دور الأزياء العالمية مثل ديزل وريبلاي وكيوكس ويونايتد كلرز أوف بينيتون، مما سيتيح فرصة كبيرة أمام القطرية على صعيد خدمات الشحن الجوي.
ويبلغ عدد سكان البندقية نحو 270 ألف نسمة فقط، فيما يقطن في المدن المجاورة لها مثل بولونيا وفيرونا وتريستي أكثر من ستة ملايين نسمة ما يمثل أكثر من %10 من مجمل عدد سكان إيطاليا.
ومع بدء تسيير رحلات يومية إلى البندقية انطلاقاً من مقر عملياتها في الدوحة، تصبح «مدينة القنوات المائية» ثالث وجهة إيطالية بالنسبة للقطرية بعد روما وميلانو التي تسيّر إليهما الناقلة رحلات يومياً كذلك.
وتسيّر القطرية على خط الدوحة-البندقية طائرة الإيرباص A320 المؤلفة من 12 مقعداً في درجة رجال الأعمال و132 مقعداً في الدرجة السياحية، ويتوافر على متن هذه الطائرة شاشات تلفزيونية شخصية خلف جميع مقاعد الركاب يمكن من خلالها الاستمتاع بأكثر من 700 برنامج سمعي وبصري، كما تمتاز الطائرة بخدمة OnAir الخاصة التي تتيح للمسافرين استخدام هواتفهم النقالة لإرسال الرسائل النصية ومتعددة الوسائط والإيميلات أثناء الرحلة.