المراكز الصحية تعاني التخبط في رمضان

alarab
موضوعات العدد الورقي 27 مايو 2019 , 03:14ص
العرب- حامد سليمان
تعاني المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية حالة من الارتباك، منذ اليوم الأول لشهر رمضان الفضيل، فالمواعيد المحددة من قِبل المؤسسة لا تناسب الكثير من المراجعين، فضلاً عن آليات حجز المواعيد لم تكن ناجحة بالقدر الكافي لاستقبال المراجعين وتوفير الأريحية للمرضى.

هذا ما جاء في شكوى عدد من المواطنين والمقيمين لـ «?العرب»؛ حيث أشاروا إلى أن الأطباء لا يظلون مع المرضى لوقت كافٍ، نظراً لكون الكثير من الحالات تنتظر، الأمر الذي يضطرهم لإنجاز الحالات سريعاً. ونوهوا إلى أن هذه الحالة التي تعاني منها أغلب المراكز الصحية التي تقع في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، كان لها أثر كبير على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.


الأطباء يتعجلون في الكشف

أكد مراجعو المراكز الصحية أن الكثير من الأطباء لا يقضون وقتاً كافياً مع المرضى؛ حيث إن المدة المحددة للمريض لا تتجاوز 30 دقيقة، الأمر الذي لا يسمح للطبيب بالتعرف على التاريخ المرضي للمراجع، وتوقيع الكشف بأريحية عليه، الأمر الذي أثّر على الكثير من المراجعين، واضطرهم لمراجعة الطبيب أكثر من مرة.

ونوهوا إلى أن الأطباء دائمو الشكوى من ضغط المرضى في شهر رمضان الفضيل، وهذا ما يفرض على الرعاية الصحية الأولية إيجاد حلول عاجلة، سواء بزيادة الكوادر بما يتناسب مع عدد المراجعين، أو مراجعة المواعيد التي وضعت في شهر رمضان هذا العام، حتى لا يتكرر الأمر في مناسبات مقبلة.

الصيدلية.. زحام يخنق الأنفاس
يؤكد الكثير من مسؤولي المراكز الصحية أن المراجعين يقضون أقل من 20 إلى 30 دقيقة من أجل صرف الدواء، ولكن تزايدت الشكوى في شهر رمضان هذا العام من قضاء المراجعين أوقاتاً طويلة تزيد عن أضعاف ذلك من أجل صرف الدواء، الأمر الذي يضاعف من آلام المرضى.

وأشار المراجعون إلى أن عملية صرف الدواء باتت معقدة أكثر من السابق؛ حيث تمر بـ 5 مراحل تقريباً يقوم بها كلها الصيدلي، الأمر الذي زاد من مكوث المريض لصرف الدواء، وهو على عكس ما أعلنت عنه الرعاية الصحية الأولية، من أن الآليات الجديدة لصرف الدواء هي لتيسير العملية على الكثير من مراجعي المراكز الصحية. وشددوا على ضرورة إيجاد حلول للمشكلة؛ حيث إن الأمر لا يتعلق بشهر رمضان فحسب، بل يمتد للأيام العادية، مطالبين بوضع أكثر من منفذ لصرف الدواء، ليشرف على العملية أكثر من صيدلي، مع زيادة عدد الصيادلة العاملين في المراكز الصحية، ليتم إنجاز عملية صرف الدواء في أقل من 20 دقيقة.

تراكم المراجعين حتى آخر الوقت
أكد عدد من المراجعين على أن الكثير منهم يظلون حتى الساعة الواحدة ظهراً، وهي موعد إغلاق أغلب المراكز الصحية، منوهين إلى أن هذا الأمر نتاج لحالة التخبط التي تعاني منها المراكز الصحية، فالمراجع لا ينهي مراجعته في الوقت المحدد.

وأوضحوا أن هذا الأمر له الكثير من النتائج السلبية؛ حيث إن العمل من الساعة الثانية عشرة ظهراً يمتاز بالكثير من العجلة التي تؤثر على سير العمل، فيمكن أن يجري الطبيب فحصه على ثلاثة أو أربعة مرضى في الساعة المتبقية من العمل بعد الثانية عشرة ظهراً، الأمر الذي يؤثر على المرضى، فضلاً عن أن هذا الارتباك يؤثر بالتأكيد على عمل الصيدليات؛ حيث إن الصيدلية يكون أمامها الكثير من المراجعين ممن تحاول صرف الدواء لهم قبل الثانية عشرة ظهراً.

مطالب بتقييم مواعيد العمل في رمضان
طالب مواطنون ومقيمون بضرورة تقييم مواعيد العمل في المراكز الصحية خلال شهر رمضان الفضيل، مشددين على أن هذا الأمر من شأنه أن يقلل من مثل هذه الأخطاء مستقبلاً، خاصة أن المراكز الصحية تعدّ البوابة الأولى للمرضى في قطر، ولا بدّ أن يكون العمل بها على صورة أفضل من هذا التخبط.

ونوهوا إلى أن عملية التقييم يجب أن تكون على القرارات كافة التي تتخذها المؤسسات الصحية، سواء مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أو مؤسسة حمد الطبية، الأمر الذي يُشرك المرضى في وضع الخطط المناسبة للقطاع الصحي، وألا تكون القرارات بعيدة عن أرض الواقع وعما يناسب المرضى.