العيده: الشباب القطري يمتلك روح الإبداع
حوارات
27 مايو 2012 , 12:00ص
حوار - محمد أفزاز
صالح العيده رجل أعمال قطري لم يكمل عقده الثالث، لكنه بصم مسيرته المهنية بنجاحات كبيرة كان آخرها تتويج مشروعه النوعي «قطر كير للخدمات الصحية والطبية المنزلية» -وهي شركة أسسها في العام2007- بالمركز الأول لجائزة أفضل مشروع ريادي قائم، التي قدمت له من طرف دار الإنماء الاجتماعي قبل أيام. يقول عن نفسه إنه تشرّب التجارة وإدارة الأعمال منذ نعومة أظفاره. أحب التجارة فأحبته ومنحته نجاحا وتتويجا وراء آخر إلى أن أصبح صاحب أول شركة لتقديم الخدمات الصحية المنزلية بقطر، بيد أنه لم يخف طموحه الكبير بأن يصبح أول رئيس لشركة قابضة في هذا المجال، ولما لا إدراجها مستقبلا في بورصة قطر التي استثمر فيها وعمره لم يتجاوز الـ 18 عاما، فضلا عن اقتحامه قطاع العقارات وتكنولوجيا المعلومات. شكر العيده سمو الأمير المفدى وولي عهد الأمين وكل من سانده وساند الشباب القطري على الإبداع والتفوق، وأخذ عهدا على نفسه أن يرد الجميل، ونصح زملاءه الشباب باغتنام الفرص وإطلاق المواهب، فالبلد بحاجة إلى أن تنجح في تطبيق رؤية قطر الوطنية 2030».
«العرب» التقته لحظة التتويج فكان معه الحوار التالي..
¶ صف لنا شعورك وقد توجت بجائزة المشروع الريادي القائم لدار الإنماء الاجتماعي.
- دائما كل عمل قوي وطموح وذي مجهود عال يتوج في النهاية بثمرة طيبة ويكرم، وهذا ما حدث معنا بالفعل. من الصعب علي أن أصف لك شعوري وقد حصلت على الجائزة، لكن الأهم هو أنني أحسست بأن العمل الكبير الذي قمنا به أعطى نتيجة إيجابية في نهاية المطاف. الحمد لله وخلال الفترة التي سبقت التتويج بالجائزة قمنا بمجهود جبار جدا، لأننا كنا نرغب في أن نتميز وأن نكرم. كان أمامنا تحدٍّ كبير بيننا وبين أنفسنا وقطعنا وعدا على أنفسنا أن نكون عند مستوى الحدث الكبير. تعودنا في شركتنا منذ تأسيسها أن نسلك طريق التفوق والنجاح وقد توجنا أخيرا والحمد لله.
¶ هل كانت هناك منافسة حقيقية؟
- من دون شك كانت هناك منافسة قوية جدا، وكان التباري صعبا للغاية، فقد سبق التتويج مراحل عدة كانت خلالها لجنة التحكيم تطلب شروطا ومعايير ومقاييس دقيقة لضمان الانتقال من واحدة إلى أخرى. الحمد لله في كل مرحلة وفرنا هذه المعايير وكانت أعيننا دائما تنظر إلى اللحظة التي نحظى فيها بالجائزة والحمد لله لم يخب ظننا.
¶ حدثنا عن مشروعك المتوج؟
- المشروع الذي نلنا به الجائزة لم يكن فكرة فحسب بل مشروعا ناجحا قائما. فشركة قطر كير للخدمات الصحية والطبية المنزلية كانت هي أولى الشركات التي يتم تأسيسها في قطر بهذا المجال بالعام 2007. عندما بدأنا إجراءات التأسيس لم يكن مثل هذا النوع من الأنشطة ضمن لائحة الأنشطة التي لدى وزارة الأعمال والتجارة. نحن من طلبنا إضافة هذا النشاط، وبعدما حصل ذلك شرعنا في المراحل الأولى لإخراج المشروع إلى حيز الوجود. بالطبع صادفتنا صعوبات وتحديات لوجستية في خلال السنة الأولى وهذا أمر طبيعي لمشروع هو الأول من نوعه. في السنة الثانية انطلقت الشركة وبدأت تفرض ذاتها كاسم جديد، وسرعان ما بدأ صيتها يذيع بين أفراد ومكونات المجتمع لجودة خدماتها، ما ساعد على رفع مستوى سمعة الشركة بنهاية المشوار. وقد ساعدنا فيما بعد أيضا تواصلنا المستمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي. بالطبع عملاؤنا الكرام كانوا سببا رئيسا في دفع الشركة إلى تحقيق ما تصبو إليه.
¶ ما طبيعة الخدمات التي تقدمونها من خلال شركتكم المتوجة بالجائزة؟
- نقدم خدمات طبية وصحية منزلية تتوزع إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي: التمريض والعلاج الطبيعي والرعاية المنزلية.
لدينا قسم التمريض به فريق مرخص من قبل الهيئة العام للصحة.
لدينا قسم العلاج الطبيعي، فأي شخص يحتاج إلى مثل هذه الخدمات نبادر إلى القيام بها ونتكفل بها على أكمل وجه وبالدقة والجودة المطلوبتين. وأخيرا قسم الرعاية المنزلية الموجه لفائدة كبار السن وحديثي الولادة. أي خدمة أو رعاية يحتاجها العميل نوفرها له وهو في منزله، لدينا تجهيزات خاصة ننتقل بها إلى بيته وهنا يكمن التميز.
¶ كيف جاءت فكرة تأسيس هذه الشركة وفي ظروف سنة ستتلوها أزمة اقتصادية عالمية ألم تكن لديكم تخوفات؟
- الحمد لله في قطر سمو أمير البلاد المفدى فتح المجال لكل الشباب القطري لينجح ويقيم مشروعه ويبدع ويقدم كل ما لديه لهذا البلد. سمو الأمير أطلق رؤية قطر الوطنية 2030 وما على الشباب القطري إلا أن يُشمّر عن سواعده ويتوكل على الله حتى يطور ذاته ويحقق أحلامه وطموحاته من خلال المساهمة في تنشيط الحركة الاقتصادية. ضمن هذا الإطار من الدعم السابق واللاحق وفي إطار هذه التوجيهات والرعاية كان إطلاق مشروعنا في العام 2007. وللإشارة عند هذا التاريخ لم تكن الإمكانات والشروط والسبل التي هي متوفرة الآن ورغم ذلك أطلقنا المشروع ونحن على يقين بأنه سينجح ويكبر.
الآن لديك بنك قطر للتنمية وجهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ودار الإنماء الاجتماعي، وهي مؤسسات لا تطلب سوى الفكرة الطموحة من الشباب القطري والشابات القطريات لتدعمها ماليا وتقنيا وتوصلها إلى نقطة التحقق على أرض الواقع. وهذا الدعم كله جاء ليواكب رؤية سمو الأمير وتوجيهات حكومته الرشيدة، لذلك لم يعد هناك من مبررات للتقاعس في إطلاق المشاريع؛ لأن الشاب القطري سيجد الدعم بدءا بالتدريب والتأطير وحتى التمويل.
سنة 2007 كانت سنة مناسبة لإطلاق مشروعنا لعدة أسباب أهمها: أنه لم يكن هناك مشروع مماثل له في السوق، أما الآن فربما وصل عددها إلى 3 أو أكثر. والحمد لله بعدما أبدعنا وفي خلال سنة ونصف السنة أطلقت مؤسسة حمد نفس الخدمة التي كنا سباقين إليها وهذا شيء نعتز به.
فكرة المشروع بالنهاية جاءت كنتيجة طبيعية لاحتياج شخصي تبلور فيما بعد إلى فكرة مبتكرة فمشروع حي ينفع الجميع.
¶ هل لديك طموحات في المستقبل؟
- بالطبع طموحاتنا لن تنتهي، وليس لها سقف معين، وفي كل يوم نفكر في توسيع نشاطاتنا وعوائدنا. في العام الأول للتأسيس حققنا نموا
بـ %20 ثم ما لبث أن استقر معدل نمو أعمالنا فيما بعد عند %40 كمتوسط سنوي، وهي مؤشرات جد إيجابية لمشروع عز نظيره.
¶ هل نتوقع أن تكون لديك شركة كبيرة متعددة التخصصات؟
- نعم طموحنا أن نصبح شركة قابضة ولما لا، وندرجها ببورصة قطر. كما قلت طموحاتنا ليس لها حدود، في كل مرة ستسمح الظروف لتوسيع نشاطنا فإننا سنقوم بذلك وبدون تأخر؛ فالسوق القطرية واعدة ونشيطة واحتياجات المجتمع تتزايد سنة عن سنة، ودعم سمو الأمير والحكومة والمؤسسات لا يتوقف فلماذا لا نتطلع إلى ما هو أكبر.
¶ ما رسالتك للشباب القطري؟
- التعود على المراكز الأولى في كل المجالات خصلة زرعها فينا سمو الأمير حفظه الله.
وأقول للشاب القطري عليك أن تجتهد وتجد وأن تسعى إلى تحصيل أعلى المراتب. على الشباب القطري ذكورا وإناثا أن يفي بوعده لهذا الوطن الذي لم يدخر جهدا في منحه السعادة والأمان والاستقرار. ما عليك إلا أن تبدع وتفكر وتطمح إلى الريادة وستجد الدعم القوي من الدولة في كل المجالات. وأنا على يقين أيضا أن الشباب القطري يملك من القدرات ليذهب بعيدا في المستقبل وأن يسهم في الرفع من مكانة بلاده كلما فتح له المجال وذللت له الصعاب وفتح له الباب دون قيود أو شروط. ما يحتاجه الشباب القطري هو إتاحة الفرصة له ليبدع.
¶ كلمة أخيرة.
- أوجه شكري لكل من أسهم في تتويج مشروعنا انطلاقا من فريق العمل بالشركة ومرورا بدار الإنماء الاجتماعي ولجنة التحكيم الموقرة وصولا إلى المتنافسين. ولا أنس توجيه الشكر الكبير لمسو الأمير المفدى وولي عهده الأمين وسمو الشيخة موزا بنت ناصر والحكومة وكافة المؤسسات على دعمهم للشباب القطري المبدع.