تجار لـ «العرب»: انتعاش سوق الذهب وإقبال خليجي على المشغولات التراثية

alarab
تحقيقات 27 أبريل 2023 , 01:40ص
سامح الصديق

باعافية: طفرة كبيرة في المبيعات 

الحمري: احذروا الشراء عبر «السوشيال ميديا»

اليافعي: المعدن الأصفر ملاذ آمن للاستثمار

شهد سوق الذهب انتعاشا ملموسا خلال موسم عيد الفطر المبارك مع زيادة الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي، وانتعاش أسواق الذهب هو استمرار للحركة الشرائية النشطة التي شهدها في بداية شهر رمضان والإقبال على شراء المشغولات الذهبية احتفالا بليلة القرنقعوه.
وقال تجار وأصحاب محلات لبيع المصوغات الذهبية لـ «العرب» إن عيد الفطر أحدث حركة شرائية نشطة على المشغولات الذهبية التراثية والمستوردة، لافتين إلى أن الحركة تركزت على شراء الذهب كهدايا للكبار والأطفال الصغار نظرا لتوفر السيولة لدى العوائل واستقرار الأسعار على المستويين العالمي والمحلي. 
وأشار هؤلاء إلى أن المشغولات الذهبية المصنعة محليا تستحوذ على نسبة كبيرة تتجاوز 60% من المعروضات في السوق المحلي منها المشغولات التراثية والمنتجات التقليدية بالإضافة إلى الأشياء التذكارية التي تلقى استحسان المتسوقين القطريين بشكل لافت، في حين أن المعروضات المستوردة من تركيا والكويت وعمان والإمارات تستحوذ على النسبة الباقية. 
وتوقعوا أن تشهد الأيام المقبلة حركة شرائية أنشط، لأسواق الذهب المحلية مع كثرة الأعراس والمناسبات وموسم الإجازات.

السعوديون الأكثر إقبالاً
وقال علي سالم باعافية من مجوهرات فايز باداؤد بسوق النجادة للذهب إن حركة شرائية نشطة تشهدها الأسواق المحلية خلال الفترة الحالية، والتي تعود إلى إجازة عيد الفطر المبارك الذي يكثر فيه شراء الهدايا خاصة من الزوار الخليجيين وفي مقدمتهم الإخوة السعوديون والكويتيون الذين ساهموا في انتعاشة كبيرة للمبيعات خلال الأيام الماضية. 
ولفت إلى أن حركة البيع محليا كانت أكثر خلال شهري فبراير ومارس الماضيين والتي استمرت حتى النصف الأول من رمضان نظرا لأن المواطنين القطريين يفضلون الشراء قبل الشهر الفضيل ولكن في العموم حققت أرقام مبيعات الذهب طفرة كبيرة بالمقارنة بالسنوات الثلاث الماضية خلال جائحة كورونا. 
وأشار إلى أن أسعار الذهب بالسوق المحلية تعتمد على الأسعار العالمية، إذ تبقى الأسعار المحلية انعكاسا للأسعار العالمية، لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار عالميا أدى إلى نشاط في حركة البيع خاصة للراغبين في استبدال الموديلات القديمة بأخرى أحدث أو الراغبين في الحصول على الأموال باعتبار الذهب «زينة وخزينة» حسب تعبيره. 
وأضاف أن السوق المحلي يوجد فيه العديد من المشغولات الذهبية المصنعة محليا التي تنافس بقوة نظيرتها المستوردة من دول الجوار مثل الكويت وتركيا وعمان والبحرين والإمارات، لافتا إلى أن فرق مصنعية جرام الذهب المحلي عن المستورد يكمن في أجور الشحن والجمارك وغيرها. 
وقدم علي سالم النصح إلى أفراد المجتمع القطري في حال وجود سيولة التوجه إلى الذهب بصفته ملاذا آمنا، بالإضافة إلى تحقيق عوائد جيدة خلال فترات زمنية قليلة، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة إقبالا متزايدا على الذهب في السوق المحلي. 

 منتجات تلبي كل الأذواق
وفي السياق أيضا قال نشوان أحمد الحمري من مجوهرات الارجوان إن حركة مبيعات سوق الذهب شهدت انتعاشا كبيرا، وارتفاعا في المبيعات خلال شهر رمضان مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وما زالت مستمرة خلال إجازة عيد الفطر حيث تحرص الأسر القطرية على اقتناء الذهب وأيضاً تبادل الهدايا من المعدن النفيس، لما له من قيمة عالية، حيث يظل محتفظاً بقيمته في أغلب الأحوال، حتى لو تعرضت الأسواق لأي تقلبات. 
وأضاف أن أغلب المشترين في الأسواق حالياً من الزوار والسياح الأوروبين، والذين يعتمدون في اختياراتهم غالبا على الذهب المستورد عيار 18 تحديدا لما به من أشكال جمالية متنوعة إلى جانب الأوزان الخفيفة لكن على العكس فإن المشغولات الذهبية التراثية تأتي في قائمة المبيعات التي يفضلها المواطنون القطريون ويقبلون على شرائها وارتدائها خاصة خلال المناسبات والأعياد.
وأشار إلى أن نسبة المبيعات من المشغولات التراثية والتصاميم المتعلقة بالتراث والتقاليد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان الماضي مع الاحتفال بليلة «القرنقعوه» في منتصف الشهر الفضيل، حيث يتبادل الأهل والأقارب الهدايا، ويعد الذهب أفضل الهدايا في مثل هذه المناسبات. 
وأوضح الحمري أن المبيعات في مجملها جيدة رغم ارتفاع الأسعار الذي وصفه بالبسيط والمقبول، لافتا إلى أن سوق الذهب يشهد انتعاشة مستمرة تضاعفت بفعل السياح ولاسيما السياحة الخليجية والزوار من المملكة العربية السعودية الذين يميلون إلى اقتناء الذهب من السوق القطري نظرا لتنوع المنتجات وتميزها من أساور وخواتم وقلائد وأقراط وغيرها والتي تلبي كل الأذواق. 
ونصح نشوان المواطنين والمقيمين بضرورة توخي الحذر عند شراء الذهب من الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لما له من خطورة الوقوع في فخ النصب والبضاعة المغشوشة، داعيا إلى الشراء من المحلات والبراندات المعروفة والتي تمتلك سجلا تجاريا ومنصاتها الرسمية الخاصة بها وتحرص على سمعتها وثقة الزبائن بها مشيرا إلى توفيره خدمة التسوق الإلكتروني على مدار الساعة وبمجرد أن يكمل العميل عملية شراء القطعة التي تعجبه وإكمال الدفع يتم إرسالها إلى منزله مع فاتورة مختومة ومعتمدة لحفظ حقوقه. 

عيار 18 الأكثر مبيعاً
من جانبه يؤكد فضل اليافعي من مجوهرات تيماء أن شراء المشغولات الذهبية شهد رواجا وإقبالا لافتا في الأيام التي سبقت شهر رمضان نظرا لتوافد الزوار الخليجيين الذين يقبلون على شراء الذهب القطري والمعروف بالنقاء العالي والسمعة المتميزة.
وأضاف اليافعي أنه حريص على توفير جميع الموديلات الحديثة سواء تصميمات عربية أو غربية حتى تناسب كل الأذواق، لافتا إلى أن سوق الذهب يشهد تنوعا في المنتجات ما بين التقليدي والتراثي القطري الذي يقبل عليه المواطن الخليجي بشكل عام.
وأشار إلى أن أكثر أنواع الذهب مبيعاً خلال الفترة الحالية هو الذهب الإيطالي عيار 18 مثل الخواتم والأساور والسلاسل والحلقان، نظرا لارتباطه بمناسبات كالأعياد والأعراس. 
وبين أن سوق الذهب شهد ارتفاعا خلال الفترة الماضية وذلك على الصعيد العالمي، ما ترك بعض الأثر على المبيعات بالمحلات ولكن لم يمنع ذلك من رواج السوق المحلي خاصة خلال شهري فبراير ومارس الماضيين. 
ووجه اليافعي نصيحة للراغبين في استثمار آمن بشراء الذهب بدلا من ادخار الأموال في صورة أوراق نقدية تتكدس في البنوك وتخسر قيمتها مع الزمن حيث يعد المعدن الأصفر الملاذ الآمن لأنه يحافظ على بريقه دوما وقيمته دائما. 

نصائح لشراء الذهب 
قدمت وزارة التجارة والصناعة نصائح للمواطنين والمقيمين قبل شراء الذهب والمجوهرات والمعادن النفيسة، لمساعدتهم على الشراء بطريقة ذكية.
وشملت النصائح التي قدمتها الوزارة لأفراد المجتمع، الحرص على زيارة أكثر من محل قبل الشراء، والطلب من البائع شرح مكونات المجوهرات، والتأكد من أن الأحجار الكريمة أصلية، والحرص على تلميع وتنظيف القطع قبل وزنها.
كما شملت التأكد من شراء المجوهرات داخل علبة خاصة، والاطلاع على سياسة المحل في مجال الضمان، واستبدال ورد السلع المعيبة، وأن يكون الضمان مكتوبا، بالإضافة إلى تبديل السلاسل التي تحمل حبات اللؤلؤ كل عام حرصا عليها.
ودعت الوزارة المواطنين والمقيمين إلى الحرص على طلب فاتورة بيع الذهب والمجوهرات والمعادن النفيسة بحسب النموذج الصادر عن الوزارة، والاطلاع كذلك على سياسة المحل في مجال الضمان واستبدال وردّ السلع المعيبة الصادر عن الوزارة.