

كولجيت غاتا- أورا: حريصون على تطوير العلاقات مع دولة قطر
اختيار «القطرية» لطائراتنا يؤكد تفوقنا في تصنيع طائرات الشحن
حركة السفر تعود إلى مستويات ما قبل «كورونا» بحلول 2024
تحديث الطائرات التجارية لتتمكّن من استخدام وقود الطيران المستدام
أكد كولجيت غاتا-أورا، رئيس بوينج في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا أن الشركة تعتز بمواصلة شراكتها الراسخة مع دولة قطر، والتي بدأتها منذ قرابة العقدين مضيفا أن المشاركة في معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري «ديمدكس 2022» الذي استضافته الدوحة مؤخرا وفر منصة مهمة للشركة من أجل التأكيد على هذا الهدف، من خلال تسليط الضوء على أحدث الحلول التكنولوجية التي تم التوصل إليها، خصوصاً فيما يتعلق بمجالات الدفاع والأمن».
ووصف رئيس شركة بوينج في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، في تصريحات خاصة لـ «العرب»، العلاقات مع دولة قطر والخطوط الجوية القطرية بـ «الراسخةً والقيّمةً» مؤكدا الحرص على تطوير هذه العلاقات بما يعود بالفائدة على جميع الأطراف. وقال: «بدأ تعاوننا مع الخطوط الجوية القطرية قبل 15 عاماً، عندما تقدمت دولة قطر بطلب 22 طائرة بوينج 777 في شهر مايو من عام 2006، تلاها طلب 30 طائرة من طراز 787 Dreamliner في العام التالي إلى جانب أنها تشغّل أكثر من 95 طائرة بوينج 777 و787 بالإضافة إلى أسطول شحن يتضمن أكثر من 25 طائرة شحن من طراز بوينج 777 وطائرتين من طراز 747-8».
وأضاف أن الخطوط الجوية القطرية تقدمت بطلب لشراء 34 طائرة من طراز 777-8 الجديد، الطراز الأكثر كفاءةً وقدرةً في فئة الطائرات المزوّدة بمحرّكين وحمولة تصل إلى 118 طن، مع خيار لشراء 16 طائرة شحن إضافية؛ ويُتوقع تسليم أول طائرة من هذا الاتفاق بحلول عام 2027. كما تقدمت بطلب لشراء طائرتي شحن من طراز بوينج 777، الذي يجري تصنيعه حالياً، لتحقيق متطلّبات الشحن على المدى القريب إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين لشراء ما يصل إلى 50 طائرة من طراز 737-10، النموذج الأضخم ضمن فئة 737 MAX. وتشمل المذكرة أيضاً طلباً مؤكداً لشراء 25 طائرة من طراز 737-10 مع إمكانية شراء 25 طائرة إضافية.
وتابع: «تُعد هذه العقود التي تستند إلى شراكتنا الممتدة لـ 25 عاماً مع الخطوط الجوية القطرية، في غاية الأهمية بالنسبة لبوينج. ويُعد اختيار الخطوط الجوية القطرية لطائراتنا من طراز 777-8 Freighter دليلاً على التزامنا بتصنيع طائرات شحن متفوّقة من حيث سعة الحمولة والموثوقية والكفاءة في استخدام الوقود».
تعافي سوق الطيران
وأوضح غاتا-أورا أن قطاع الطيران حقق تقدماً مهماً وملحوظاً في مسيرة التعافي من آثار جائحة كورونا، وتعكس توقعات بوينج الثقة الكبيرة في مرونة السوق وقدرته على التأقلم، دون الإنجراف بعيداً عن الواقعية في التعاطي مع التحديات القائمة مضيفا «شهدنا العام الفائت الإنتعاش السريع لحركة الركاب عندما يتحلى المسافرون والحكومات بالثقة في التزام شركات الطيران باحتياطات السلامة والصحة، نظراً إلى الدور المهم والرئيسي للقطاع في تقريب البشر من بعضهم البعض ونقل الموارد والمؤن الأساسية والحيوية».
وقال إن معدلات الطلب على رحلات السفر الجوية المحلية تشكل المحرك الأساسي لعملية التعافي عالمياً، ومن المتوقع أن تحذو الأسواق الإقليمية هذا الإتجاه مع تخفيف القيود على السفر، تليها عودة حركة السفر الدولية للرحلات الطويلة إلى مستويات ما قبل الأزمة الصحية بحلول العام 2023 أو 2024 و يتمثل هذا التعافي التدريجي في طلب أكثر من 800 طائرة جديدة من طراز 737 MAX منذ ديسمبر 2020، مما ساهم في دعم الأسواق المحلية والإقليمية والدولية. وتشير توقعاتنا إلى أن الطلب على الطائرات ذات الجسم العريض يمكن أن يأخذ وقتاً أطول للعودة إلى مستويات متوافقة مع تعافي حركة الطيران الدولي.
الشرق الأوسط مركز ربط عالمي
ونوه إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواصل تأدية دورها كمركز ربط عالمي، لا سيما بالنسبة للأسواق النامية في جنوب شرق آسيا والصين وأفريقيا كما لعبت هذه المنطقة دوراً رئيسياً في إعادة ثقة المسافرين بحركة السفر من خلال مبادرات متعدّدة ساهمت في تعافي السفر على المستوى الدولي كما أن عمليات الشحن مستمرةً بالنموّ. كما نتوقّع تضاعف حجم الأساطيل الجوية، حيث بلغ عدد الطائرات المخصّصة للشحن في منطقة الشرق الأوسط 80 طائرة في عام 2019؛ وتشير التوقعات إلى وصول هذا الرقم إلى 150 طائرة بحلول عام 2040 كذلك هناك توقعات بوصول عدد طائرات الخطوط الجوية في المنطقة إلى 3530 طائرة نفاثة، مع تزايد الطلب على خدمات السفر والشحن الجوي وبالتالي استمرار تزايد الحاجة لخدمات الصيانة والإصلاح وقطع الغيار لتلبية احتياجات تجديد أساطيل الطيران وبناء على ما تقدم تبرز حاجة المنطقة إلى 223 ألف موظف طيران جديد، بما فيها 54 ألف طيار و51 ألف فني و91 ألف من أفراد طاقم الطائرة.
وعن تداعيات الأحداث العالمية حاليا وتأثيرها على أسعار وقود الطائرات قال: «بوينج تواظب العمل على مواجهة التحديات الجيوسياسية مع تطوّر الأوضاع الراهنة، حيث تولي فرق العمل أهمية قصوى لأمان شركائنا في المنطقة مع استمرار النزاع في أوكرانيا كما تواصل «بوينج» السعي لتعزيز الاعتماد على الوقود البديل في قطاع الطيران من خلال دعم أهداف القطاع في تحقيق نموّ محايد كربونياً وتطبيق هذه الاستراتيجية اعتباراً من عام 2020، مع الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني التام بحلول عام 2050.
وأضاف غاتا-أورا «حققنا بالفعل تقدماً ملموساً في ما يخصّ تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة من منشآت العمل والتصنيع لدينا، إضافةً إلى عملنا على تصنيع الأجيال الجديدة من الطائرات. وتمكّنت بوينج من الوصول إلى الحياد الكربوني في منشآتها ومصانعها منذ عام 2020 من خلال دعم طرق ترشيد الطاقة والاعتماد على الطاقة المتجددة، فضلاً عن إيجاد وسائل لمعالجة ما تبقى من انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل مسؤول».
الوقود المستدام
وأشار إلى أن الوقود المستدام عامل أساسي في الحد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بشكل ملموس على المدى الطويل، الأمر الذي لم تستطع تقنيات الطيران تحقيقه بعد؛ حيث يمتلك هذا الوقود قدرةً استثنائيةً على تخفيض انبعاثات الطائرات خلال الرحلات الطويلة على امتداد العقود القادمة. كما تعاونت بوينج عالمياً لأكثر من عشر سنوات مع شركات الطيران والجهات الحكومية ومراكز البحث وشركات وقود الطيران المستدام وغيرها من الجهات المعنية بهدف تطوير طرق إنتاج هذا الوقود واعتمادها حيث أعلنت بوينج في فبراير 2022 عن اتفاقية مع شركة «إيبك فيولز» لتوريد مليونيّ جالون (7.5 مليون لتر) من وقود الطيران المستدام الممزوج لتشغيل أسطولها التجاري في ولايتيّ واشنطن وكارولينا الجنوبية؛ فيما يعدّ أكبر عملية شراء لوقود الطيران المستدام من قبل شركة تصنيع طائرات على الإطلاق، وأكد أن بوينج ملتزمة بتحديث الطائرات التجارية لتتمكّن من استخدام وقود الطيران المستدام بنسبة 100% بحلول عام 2030.
الأداء البيئي
والانبعاثات الكربونية
وقال رئيس شركة بوينج في الشرق الأوسط نركّز في بوينج على تحقيق مبادئ الإستدامة، حيث نسعى لدعم أهداف قطاع الطيران وتطبيقها فيما يتعلق بتحقيق نموّ محايد كربونياً اعتباراً من عام 2020 والإلتزام بتحقيق الحياد الكربوني التام بحلول عام 2050 وتعتمد بوينج إستراتيجيةً متعددة الجوانب، تساهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية في القطاع إلى حدها الأدنى، مع الحفاظ على المزايا في مجال التواصل والفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي يوفرها السفر الجوي للناس في مختلف أنحاء العالم من خلال تجديد الأسطول، كفاءة تشغيل الشبكة (بما فيها إدارة الحركة الجوية)، وقود الطيران المستدام.
أزمة 737 ماكس
أكد كولجيت غاتا-أورا أن السلامة أولوية وعامل أساسي لنجاح قطاع الطيران، لذا يتّخذ القطاع خطوات جديدة بعد كلّ حادث لتحسين واقع السلامة لجميع مسافرينا. وساهمت هذه التحسينات المستمرة على مدار الخمسين عاماً الماضية في تحويل قطاع الطيران إلى وسيلة السفر الأكثر أماناً على الإطلاق وقال: «نعمل بصورةٍ مستمرة مع الجهات التنظيمية والعملاء لضمان العودة الآمنة والمستمرة لطائراتنا من طراز 737 MAX إلى الخدمة في جميع أنحاء العالم، حيث سمحت أكثر من 185 من أصل 195 دولةً بعودة هذه الطائرات إلى الخدمة منذ ديسمبر 2020. كما تستمرّ أكثر من 35 شركة طيران عالمية بتشغيل هذا الطراز، الذي أنجزت طائراته أكثر من 350 ألف رحلة تجارية وأتمت ما يزيد عن 875 ألف ساعة طيران، مع التزامها بجداول أعمالها بنسبة 99%.