الإطاحة برئيس مجلس إدارة "فولكسفاجن" لتآمره على الرئيس التنفيذي
اقتصاد
27 أبريل 2015 , 12:49م
رويترز
قالت مصادر مقربة من مجلس إدارة شركة فولكسفاجن أن رئيس مجلس الإدارة فرندناند بيش الذي استقال من منصبه هو الذي حفر قبره بيديه بعد أن نقض اتفاقا بمساندة الرئيس التنفيذي مارتن فينتركورن وتآمر سرا للإطاحة به.
وحين تسربت أنباء في الأسبوع الماضي عن أن بيش حث أفراد أسرته من وراء الكواليس على تعيين ماتياس مولر الرئيس التنفيذي لبورشه على رأس فولكسفاجن قرر اتحاد العمال القوي في الشركة وولاية ساكسونيا السفلى -وهي من كبار المساهمين في الشركة- أن الكيل قد طفح.
وطلب الاثنان عقد اجتماع لكبار أعضاء مجلس الإدارة وهو ثاني اجتماع طاريء لمجلس إدارة الشركة خلال فترة تتجاوز الأسبوع بقليل.
وقال مصدر قريب من أحد ممثلي العمال في مجلس إدارة فولكسفاجن "إنها القشة التي قسمت ظهر البعير" في إشارة لمحاولة بيش الفاشلة إقناع أفراد أسرته الإطاحة بفينتركورن وتنصيب مولر خلفا له.
ويوم السبت الماضي تلقى بيش إنذارا: إما الاستقالة أو التعرض لمهانة الإقالة من خلال اقتراع لمجلس الإدارة.
وامتنع بيش وفولكسفاجن وكبار أعضاء مجلس الإدارة عن التعليق على الاستقالة التي أعلنتها فولكسفاجن ولجنة من كبار أعضاء مجلس الإدارة.
ورحيل بيش يؤذن بنهاية عهده في فولكسفاجن فقد أدار النمساوي البالغ من العمر 78 عاما الشركة على مدار عقدين كما لو كانت ضيعته الخاصة وأنهي عمل مسؤولين تنفذيين لم يحوزوا رضاه دون سابق إنذار وفرض قرارات إستراتيجية مثيرة للجدل وفقا لإرادته.
وتنهي الإطاحة المفاجئة به حملة تشهير علنية في فولكسفاجن على مدي أسبوعين.. ولكنه يخلف فراغا في أكبر شركة سيارات في أوروبا ويثير مجموعة من التساؤلات بشأن مستقبل الشركة.
والسؤال الأكثر إلحاحا هو من سيخلف بيش في منصب رئيس مجلس الإدارة المهم.
وكان ينظر لفينتركورن على أنه خليفته البديهي ولكن هل يمكنه أن يتقلد المنصب الآن بعد الخلاف مع بيش الذي أضر به.
فقد يكون فينتركورن تخلص من انتقادات بيش له ولكنه قد يجد نفسه أكثر اعتمادا من أي وقت مضى على نقابات العمال التي أنقذته.
وسيتولي بيرتهولد هوبر الرئيس السابق لاتحاد نقابات العمال في ألمانيا منصب القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة عقب رحيل بيش.
ويتوقف الكثير على ما إذا كان بيش سيظل يتمتع بنفوذ من خلف الكواليس من خلال حصته في حيازة أسرته في الشركة أو إذا كان سيبيع هذه الحصة وقد تردد أنه هدد ببيعها في الاجتماع الطاريء الذي عقد في سالزبورج في 17 ابريل نيسان.
ويمتلك بيش حصة 13.2 بالمئة تصل قيمتها إلى 1.7 مليار يورو(1.85 مليار دولار) لكن المساهمين الآخرين في أسرته لهم حق الشفعة في شراء أسهمه.