الحدائق العامة «كامل العدد» في إجازة الربيع

alarab
تحقيقات 27 يناير 2016 , 01:53ص
رانيا غانم
تشكل الحدائق العامة في الدوحة والمدن الأخرى وجهة أولى للعائلات في عطلة الربيع، حيث الشمس المشرقة ودرجات الحرارة المعتدلة التي تشجع على تمضية أوقات جميلة وممارسة بعض الألعاب في الهواء الطلق، ورغم مطالب البعض بتزويدها بالفعاليات والأنشطة خلال العطلة، إلا أن معظم المرتادين يجمعون على كونها من أفضل الأماكن التي تفضلها العائلات؛ حيث المتعة التي تجمع كل أفراد العائلات.. فيما أشاد سياح من بلدان خليجية قدموا إلى الدوحة لتمضية عطلة منتصف العام بالحدائق في قطر وتنوعها فضلا عن خدماتها ومرافقها.

وتضم بعض الحدائق العامة أنشطة أسبوعية؛ كبازار المشغولات والصناعات اليدوية لبلدان العالم الذي يقام في حديقة المتحف الإسلامي كل يوم سبت، وأنشطة نهاية الأسبوع التي تقيمها حديقة أسباير، فضلا عن الفعاليات التي تقام بالحديقة المقابلة لسوق واقف ضمن أنشطة مهرجان الربيع التي يقيمها سوق واقف خلال هذه الفترة، والتي أضافت للحديقة متعة إضافية وأجواء مميزة.

في حديقة المتحف كانت أسرة عبدالرحمن البادي تجتمع حول الطعام الذي أعدته الأم وبعض المشروبات والحلوى التي أحضروها معهم، حيث تعد الحديقة المفضلة للأسرة باعتبارها الأقرب إلى منزلهم، كما تتمتع بإطلالتها على مياه البحر وتنوع الأماكن التي يمكن الجلوس بها حسبما قالت الأم "منذ افتتاح حديقة المتحف قبل عدة سنوات ونحن نعدها الحديقة المفضلة لكل أفراد أسرتنا، وكثيرا ما نأتي إليها، لكننا انقطعنا عنها منذ فترة لظروف السفر ثم المدارس، وانشغلنا حتى جاءت إجازة الربيع ومن ثم قررنا أن نتوجه إليها مرة أخرى، وكعادتها كانت متألقة وجميلة، كما تتنوع الأماكن التي يمكننا الجلوس فيها، سواء في المنطقة الواسعة الممتدة على الحشائش الخضراء أو بين الأشجار، كما توجد في منطقة ألعاب الأطفال بعض الطاولات والمقاعد التي يمكن تناول الطعام عليها بينما الأطفال يلعبون بجوارنا" وتابعت "أرى أن الحدائق هي أفضل الأماكن التي يمكن أن نذهب إليها في فترة الصباح خلال العطلة، خاصة أنها تجمع كل أفراد العائلة بعدما كنا لا نلتقي إلا قليلا خلال الدراسة، فالآن نتجمع في الحدائق ويلعب الصغار وحتى الكبار أيضاً يلعبون سويا كما ترون، ونتناول طعامنا في أجواء جميلة، مرة أصنعه في البيت كما هو الحال اليوم ومرة نشتريه جاهزا ونحضره معنا لتناوله في الحديقة مع المشروبات الباردة والساخنة والحلوى المنزلية أو الجاهزة والمسليات، والكل يستمتع والحمد لله".

من بلدان العالم
في حديقة المتحف أيضاً التقينا عائلة أم نايف القادمة من السعودية، والتي أبدت إعجابها بالحديقة وبالبازار الذي يقام بها كل سبت وتصادف إقامته خلال تواجد العائلة بالحديقة، مما أتاح لهم التعرف على المنتجات المختلفة التي تباع فيه فضلا عن تناول الوجبة الغداء من باعته والاستمتاع بالأطعمة المختلفة الموجودة فيه، حيث تتنوع الأطعمة التي تباع هناك وتلبي كافة الأذواق، وعن النوعيات التي تم اختيارها، أكدت الأم أن الطعام الشعبي القطري بأصنافه المختلفة كانت له الأولوية إلى جانب بعض الأطعمة من بلدان أخرى كانت معروضة بالبازار، وتابعت "الحديقة رائعة للغاية فهي تطل على الخليج وبها العديد من الأماكن التي تتيح لنا الجلوس بخصوصية، كما استمتع الأولاد للغاية ما بين اللعب في الألعاب الموجودة في الحديقة أو ما حملوه معهم من دراجات وسكوتر وغيرها، حيث جئنا منذ الصباح ومعنا بعض الأطعمة للفطور، وكنا سنغادر إلى أي من مطاعم سوق واقف لتناول الطعام بها، لكن خلال تجولنا بالحديقة اكتشفنا هذا السوق الكبير والرائع، وعرفنا أنه بازار يقام أسبوعيا في الحديقة، وفيه وجدنا الكثير من الأطعمة ومنها الطعام القطري الذي نفضله وبالفعل اشترينا منه وجبات للجميع، إلى جانب بعض الأطعمة التايلندية والحلوى الأوروبية التي أردنا تجربتها وكانت لذيذة للغاية وأعجبت الأولاد عدا نوع من الحلوى الإندونيسية كان غريبا نوعا ما، كما اشترينا بعض الأغراض من البازار لأن به مشغولات يدوية جميلة للغاية وغير موجودة في أي من المتاجر لأنها تعبر عن صانعيها خاصة بهم، والحمد لله زيارة الحديقة والبازار اليوم كانت مختلفة وممتازة، وسننصح بها معارفنا في السعودية ممن سيأتون إلى قطر في المرات المقبلة للاستمتاع بهذا المكان وبفنون وأطعمة العالم التي تواجدت بحديقة المتحف الإسلامي".

كل يوم حديقة
ويقول المقيم العربي حمدي يوسف الذي قدم بصحبة زوجته وأطفاله الأربعة إن الأجواء المعتدلة شجعت الأسرة على التوجه إلى الحدائق خلال عطلة الربيع، موضحا أنهم يتوجهون كل يوم إلى حديقة مختلفة ويمضون بها غالبية النهار، وفي المساء يتوجهون إلى سوق واقف أو إلى المجمعات التجارية أو كتارا، وقال إن الحدائق تعد متنفسا مهما للأولاد حيث يمكنهم اللعب فيها والانطلاق مع الأصدقاء أو غيرهم من الأطفال المتواجدين، موضحا أنه يفضل لأبنائه الأماكن المفتوحة والحدائق عن اللعب في الملاهي ومدن الألعاب "اللعب في الحدائق في الهواء الطلق أمر رائع وأرى أنه أفضل من اللعب بالألعاب الكهربائية، فالطفل فيها لا يقوم بأي جهد أو نشاط يحرك عضلات جسمه، بينما هنا في الحديقة يمضي الأولاد الوقت بكامله في اللعب والجري والحركة، فضلا عن تنفس الهواء النقي المنعش، فالحدائق هي أفضل مكان لتجديد النشاط، لذا نحرص كأسرة على التواجد فيها أكبر وقت ممكن خلال الإجازة، خاصة أنها تأخذ أولادي بعيدا عن الأجهزة الإلكترونية التي يمضون عليها غالبية الوقت، لذا عندما نكون متوجهين إلى الحديقة أرفض اصطحاب أي جهاز سوى الجوال، وأطلب منه عدم استخدامه إلا للرد على المكالمات والاتصال فقط وعدم اللعب عليه أو إجراء المحادثات".

أنشطة وفعاليات
وبرغم أن أم سعد ترى أن الحدائق من أفضل الأماكن التي تتوجه إليها العائلات في الإجازة خاصة إجازة الربيع التي يكون الطقس فيها معتدلا وجاذبا لمرتادي الحدائق إلا أنها ترى بأنه كان على إدارات الحدائق عمل مهرجانات أو فعاليات خاصة بالإجازة، خاصة حديقة أسباير التي يمكنها القيام بالعديد من الأنشطة كالتي تساهم بها في كل كثير من الفعاليات التي تقام في الدولة، ومنها اليوم الرياضي ومهرجان "أرجل وعجلات" وغيرها "لا أنكر أن الحدائق رائعة لتمضية الإجازات خاصة عندما يكون الطقس معتدلا كما هو الحال الآن، لكن كنا نأمل أن تكون هناك فعاليات أو ألعاب ومسابقات وفعاليات مخصصة للإجازة تقام في الحدائق، خاصة حديقة أسباير فهي تقيم فعاليات في اليوم الرياضي أو في نهاية الأسبوع وغيرها، وكنا نتمنى أن نرى البعض منها الذي يثري العطلات ويزيد من متعة تمضيتها وسط الحدائق".

وعلى ضفاف بحيرة حديقة أسباير تجمعت أسرة محمد السعدي التي كان أطفالها يقفون على حافة البحيرة لإطعام البط المتواجد بالحديقة من فتات الخبز، وقالت الأم إن أطفالها يحبون حديقة أسباير جدا لتنوع مرافقها، من أماكن للعب الأطفال وساحات للعب الكرة، فضلا عن الأجهزة الرياضية التي تنتشر في الكثير من جوانبها، وقالت إن التوجه إلى الحديقة خلال عطلة الربيع كان على رأس قائمة الأماكن التي قرروا التوجه إليها خلال العطلة بعدما قرروا تمضية الإجازة في الدولة هذه السنة وعدم السفر إلى الخارج، وقالت إنه برغم الازدحام الكبير في الحديقة وبعض الإشغالات والأعمال التي تتم بالقرب منها، إلا أن اتساع الحديقة وتعدد مداخلها لم يجعلهم يضجون من كثرة مرتاديها".

صغيرة وممتعة
برغم صغر حديقة سوق واقف مقارنة بالحدائق العامة الأخرى إلا أن العائلات التي زارتها أكدت أنها استمتعت فيها كثيرا، حيث تتنوع الأنشطة بها بين ألعاب الأطفال والأجهزة الرياضية التي تتيح للكبار ممارسة بعض الرياضات الخفيفة عليها، وزاد من متعة مرتاديها بعض الفعاليات المصاحبة لمهرجان ربيع سوق واقف الذي يقام حاليا، وقالت أم محمد إنها قدمت إلى الحديقة للمرة الأولى حيث كانت تراها من الخارج خلال مرورها عليها بالسيارة ولم تكن تعلم أن بها كل هذه المرافق والألعاب الممتعة للصغار "أمر كثيرا على حديقة سوق واقف، كما أراها من بعيد خلال زيارتي للسوق لكن لم أفكر ولا مرة في التوجه إليها مع أسرتي فكنت اعتقد أنها مجرد مساحة خضراء فوق مجمع المواقف أو بها بعض الألعاب البسيطة، وعندما عرفت بوجود فعاليات بها ضمن مهرجان ربيع سوق واقف حضرنا إليها وتفاجأت بالموجود فيها، فهي متسعة وليست كما تبدو من الخارج، كما يوجد بها المساحات الخضراء والورود الجميلة، ومنطقة ألعاب أطفال آمنة ومجهزة جيدا، كما توجد العديد من الأجهزة الرياضية التي يمكن للكبار ممارسة بعض التمارين عليها، كما أقيمت بها فعاليات ممتعة، والأجمل أنها قريبة من سوق واقف للغاية فيمكن الدخول إلى السوق بسهولة لشراء أي من الأغراض أو الطعام والمشروبات والقدوم بها إلى الحديقة، في الحقيقة زيارتنا اليوم كانت جميلة وممتعة وأسعدت عائلتي كلها، ونادمة أننا لم نحضر إليها من قبل لأننا بالفعل استمتعنا كثيرا، كما أن الفعاليات المقامة ضمن المهرجان زادت من البهجة".

عدم جاهزية
وعلى صعيد آخر شكا آخرون من عدم جاهزية بعض الحدائق ومنها حديقة الوكرة التي توجهت إليها بعض العائلات صباح أحد أيام الإجازة ففوجئت بها مغلقة أمامهم صباحا، وقال رب أسرة إنه توجه مع أسرته وبعض أقاربه إلى الحديقة للاستمتاع بالطقس الجيد واستعدت الأسرة جيدا منذ اليوم السابق لتمضية يوم كامل في الحديقة إلا أنهم فوجئوا بها مغلقة أمامهم، بعد أن أخبرهم أمن الحديقة بأنها مغلقة لصيانتها وطالبهم بالعودة عصرا لكنهم عادوا إلى البيت وقال إنه لا يعرف إن كان قد تم فتحها لزوارها أم ما زالت مغلقة، وتساءل "هل يعقل أن تغلق الحدائق للصيانة في مثل هذا التوقيت، فهل تركوا الصيانة حتى تحين عطلة الربيع ليقوموا بها في الوقت الذي تتوجه فيه العائلات إلى الحدائق، خاصة أنه لا توجد حدائق عامة في الوكرة سواها". كما شكا آخرون من تسميد بعض الحدائق خلال هذه الأيام باستخدام السماد العضوي ذي الرائحة الكريهة والذي يلوث من يجلس عليه خلال هذه الفترة وهو ما اعتبروه أمرا غير صائب تماما باختيار أيام العطلة الذي يعد وقت ذروة لارتياد الحدائق والقيام بهذه الأعمال التي يوجد متسع من الوقت لها قبل العطلة أو بعدها.