الدفاع وحراسة المرمى أبرز إيجابيات العنابي

alarab
رياضة 27 يناير 2015 , 01:47ص
يأتي تأهل عنابي اليد إلى دور الثمانية بمونديال اليد الجاري حاليا بالدوحة حتى فاتح فبراير القادم ليؤكد أن المنتخب استعد جيدا ليكون رقما صعبا خلال هذه البطولة، كما أكد أن المستوى الذي ظهر به في الدور الأول لم يكن مجرد حرارة لاعبين أو حنكة مدرب، وإنما نتيجة حتمية لمنتخب يعرف إلى أين يريد أن يصل، ومنتخب يلك المقومات لتحقيق أفضل النتائج، ومع ذلك فإن الإيجابيات لا يجب أن تلغي بعض السلبيات لأن الوقوف مع الذات بالتقييم الموضوعي يعد أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى المزيد من التطور والمزيد من الرقي في مستوى أي فريق أو أي منتخب.

حراسة المرمى أبرز الإيجابيات
شكل جوران وساريتش ثنائي حراسة المرمى في العنابي نقطة القوة في صفوف المنتخب خلال مباريات الدور الأول، ومباراة أمس الأول ضد النمسا في دور الـ16. حيث اعتمد الجهاز الفني بقيادة الإسباني فاليرو ريفيرا عليهما بالتناوب، فكلما كان أداء أحدهما منخفضا أقحم الثاني لكي يعدل من أوضاع الفريق بدليل مع حدث في مباراة النمسا عندما أخفق جوران خلال الشوط الأول، ولم يصد إلا ما نسبته %18 ليكون ساريتش نقطة التحول في المباراة خلال الشوط الثاني عندما صد ما نسبته %39 من الكرات المسددة على مرماه، كما صد بعض الكرات في أوقات حاسمة بما أعطى الثقة الزائدة لزملائه لكنها ثقة إيجابية تحرك اللاعبين نحو بذل المزيد من المجهودات في المباراة.

أقوى دفاع
في المجموعة الأولى
أنهى منتخبنا الوطني الدور الأول متصدرا ترتيب أفضل دفاع في المجموعة، حيث تلقت شباكه في 5 مباريات مجموع 122 هدفا، أي بمعدل 24.4 في كل مباراة، وإذا أضفنا إليه الـ27 هدفا التي تلقاها في مباراة النمسا يكون قد تلقى ما مجموعه 149 هدفا في ست مباريات أي بمعدل 24.83 هدف في المباراة الواحدة، أي أن المعدل جيد ولم يتغير كثيرا بعد إضافة مباراة دور الـ16.
ويلعب العنابي في معظم الفترات بنفس النمط الدفاع، أي 0/6، المتحرك حسب اتجاه الكرة والاندفاعي الشرس دون الوقوع في الأخطاء المؤدية إلى الحصول على عقوبة الإقصاء بدقيقتين ويضطر أحيانا إلى التقدم بلاعب أو لاعبين عندما يكون المنافس منقوصا عدديا، ومع هذه الجودة الدفاعية يجب الوقوف عند دور الحارسين لأن دورهما مهم جدا في توجيه اللاعبين، كما أن التغطية الجيدة سواء بحائط الصد أو بعدم ترك مساحة التسديد المناسبة للمنافس تعد أحد عوامل تألق حارس المرمى وهو الدور الذي يقوم به لاعبو العنابي بشكل جيد حتى الآن.

مباراتا إسبانيا
وسلوفينيا الأفضل
يجمع المختصون على أن أداء العنابي خلال الدور الأول كان جيدا على العموم مع تخصيص الامتياز لأداء لاعبي العنابي في مباراتي سلوفينيا وإسبانيا، وبدرجة أقل أمام البرازيل، في حين لم يؤد منتخبنا الوطني بمستواه المعهود أمام تشيلي وبيلاروسيا.
تأهل العنابي إلى دور الـ16 في المركز الثاني عن مجموعته جاء بفضل الفوز المحقق على سلوفينيا حتى صارت هذه المباراة مقياس يتحدث به المحللون ويربطون فوز المنتخب في قادم المباريات بشرط أن يؤدي بنفس المستوى الذي أدى به أمام هذا الفريق، وكرر العنابي الشيء نفسه في مباراة إسبانيا بطل العالم، حيث تسيد المباراة في معظم فتراتها وانهزم في اللحظات الأخيرة لأنه يفتقد للخبرة، مقارنة بلاعبي منتخب إسبانيا حامل لقب النسخة الماضية من المونديال.
وفي مباراة أمس الأول ضد النمسا غطى الحارس ساريتش على الأخطاء الهجومية المتكررة، حيث ضيع لاعبونا 25 كرة من بين 54 محاولة وهي نسبة عالية، وقد يكون ذلك الأداء المتذبذب للضغط الكبير الذي عانى منه العديد من اللاعبين نتيجة أهمية المباراة ومصيريتها.

ريفيرا.. حنكة
مدرب عالمي

قد يكون الحديث عن إمكانات وقدرات المدرب فاليرو ريفيرا غير مجد، أو من سبيل رمي الورود، لكن الحقيقة التي يجب أن نقف عندها، خاصة أن المتابعة الدقيقة لدوره أثناء المباريات، تؤكد أنه مدرب من طراز عالمي، ويعرف كيف يسير المباريات ويدرك مستوى لاعبيه ويعرف متى يتدخل ومتى يطلب وقتا مستقطعا ومتى يريح أحد لاعبيه ومتى يزج بأحدهم.
ريفيرا أثبت في مباراة سلوفينيا وبعدها أمام منتخب بلده، والذي يضم أفضل لاعبي العالم، أنه قارئ جيد لثغرات الخصوم، ثم جاء التأكيد أمام النمسا، وأثبت أنه مدرب ذكي جدا، حيث تعامل مع المباراة بحنكة كبيرة كما يتحدث مع لاعبيه بشكل فيه الكثير من الحزم والكثير من العطف، ويجمع بين سلطة المدرب وحنان الأب لأبنائه، إضافة إلى أنه يتابع المباراة على أعصابه ويبذل جهدا بدنيا في تحركه على دكة البدلاء، ربما يفوق الجهد الذي يبذله اللاعبون على أرضية الصالة.

ماركوفيتش القوة الضاربة

شكل زاركو ماركوفيتش الساعد اليمنى للعنابي حتى الآن القوة الضاربة في هجوم العنابي.. يسدد من الثبات.. يرتقي أعلى من حوائط الصد.. التسديدات الحوضية.. التقاطعات السريعة مع صانع الألعاب.. كل هذه الصفات جعلت منه ينال جائزة الأفضل مرتين، ويعلن على نفسه كواحد من أبرز اللاعبين ليس في منتخب قطر وإنما في بطولة العالم الحالية.
قوة ماركوفيتش لا تلغي بعض السلبيات التي تميز أداءه ومنها عدم فتح اللعب على الجناح، وحتى استغلال التمركز الجيد للاعب الدائرة في بعض الأحيان، وبالموازاة مع قوة هذا اللاعب يملك العنابي ضاربا آخر لديه الكثير ليقدمه وقدمه حتى الآن، وهو الساعد اليسرى رفاييل كابوتي الذي يتميز بقوته الضاربة في التسديد وإجادته اللعب الدفاعي بما يمنح فرصة للجهاز الفني للاستعانة به في أصعب الفترات التي تتطلب لاعبا يجيد الدورين الدفاعي والهجومي.

بورخا.. إضافة للهجوم

سجل العنابي اللاعب بورخا فيدال بداية من مباراة النمسا في مكان الجناح عبدالرزاق مراد، ليدخل هذا الأخير في أجواء المنافسة بسرعة، وأسهم مساهمة فعالة في منصبه كلاعب دائرة. بورخا الذي يبلغ طوله 2.09م وقوة جسمانية تتيح له التفوق على المدافعين والاستفادة من رميات 7 أمتار أو حتى توفير مساحات مناسبة للضاربين القادمين من الخلف، لكن الإشادة بمستوى بورخا لا تعني التقليل من مستوى يوسف بن علي وجوفو اللذين يلعبان في نفس مركزه.

الأداء الجماعي.. سلبية الهجوم

عانى العنابي خلال مباريات الدور الأول وضد النمسا في دور الـ16 من سلبية نقص الأداء الجماعي أثناء الهجمة المركز، حيث يتعذر على صانعي الألعاب كمال الديم ملاش ومحمد حسب الله في بعض الأحيان إيجاد الحلول المناسبة بما يدخل الفريق في مشكلة اللعب السلبي، كما توجد سلبية أخرى لدى هجوم العنابي وتتمثل في عدم استغلال الجناحين أفضل استغلال في معظم المباريات، وهو الأمر الذي يجب أن يضع له الجهاز الفني حلا في المباريات القادمة.