توطين استخدام التكنولوجيا الحديثة بالزراعة.. اهتمام بتنمية القطاع الزراعي

alarab
محليات 26 ديسمبر 2023 , 02:50ص
الدوحة - العرب

تولي دولة قطر اهتماما كبيرا لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في القطاع الزراعي خاصة التكنولوجيا الذكية الموفرة للمياه والمعززة للإنتاجية، بهدف الوصول الى أقصى إنتاج ممكن من الوحدة الارضية، وبأقل قدر من الموارد الطبيعية المتاحة، خاصة عنصر المياه باعتباره واحدا من أهم محددات التوسع في الإنتاج الزراعي بالدولة، وبما يساهم كذلك في تحقيق التنمية المستدامة للقطاع الزراعي القطري. وتأتي الزراعة الحديثة ضمن محاور معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، وقد خصصت اللجنة القائمة على المعرض للفعاليات الزراعية جزءاً كبيراً من اجمالي فعاليات المعرض. وتعتمد الدولة في سياساتها لتعزيز القطاع الزراعي في البلاد على المعايير البيئية والمستدامة، وعلى الإدارة الذكية للموارد الطبيعية في البلاد، ولقد حقق القطاع الزراعي في دولة قطر قفزات هائلة في مجال استخدام نظم الري الحديثة في المزارع القطرية، بحيث زادت نسبة استخدام هذه النظم من نحو 45 بالمائة من اجمالي المساحات المزروعة عام 2010، لتتجاوز نسبة استخدام نظم الري الحديثة نسبة 80 بالمائة من إجمالي المساحات المزروعة بالمزارع القطرية حتى عام 2018. 
وتشجع المؤسسات الحكومية المعنية المزارع المحلية على استخدام نظم الري الحديثة، من خلال الاستفادة من خدمات التمويل الميسرة التي تقدمها الجهات المعنية، وسعت الجهات المعنية بالقطاع الزراعي خلال السنوات الماضية على توطين تكنولوجيا البيوت المحمية بالمزارع القطرية، باعتبارها الوسيلة الفعالة لزيادة الإنتاج من الخضراوات بالمزارع من ناحية، وتقليل استهلاك المياه ورفع إنتاجية الوحدة منها من ناحية أخرى، في حين شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في المساحات المزروعة بالبيوت المحمية وذلك من نحو 120 هكتارا عام 2010، إلى ما يزيد عن 300 هكتار، بنسبة زيادة تناهز 150 %. 
وفي هذا الاطار تقدم الدولة دعما على كافة المستويات للنهوض بالقطاع الزراعي في البلاد، ويشمل برنامج الدعم تسويق المحاصيل الزراعية عبر العديد من المنصات مثل ساحات المنتج الزراعي في مختلف مناطق البلاد، وعبر منافذ التسويق في الجمعيات الاستهلاكية، وبرنامج المنتج المميز ومزارع قطر، فضلا عن شراء المحصول من المزارعين عبر شركة محاصيل للتسويق والخدمات الزراعية، بهدف تقديم الدعم للمزارعين المحليين من خلال تسويق إنتاجهم، بالإضافة إلى تقديم خدمات زراعية أخرى متنوعة، وذلك بهدف زيادة حجم وجودة الإنتاج المحلي. ويتم شراء المحاصيل بالتعاقد المسبق عبر برنامج «ضمان»، ويتم تنفيذ ذلك بشكل يضمن حصول جميع المزارعين المتعاقدين على أسعار مناسبة للمنتجات الموردة إلى الشركة ضمن هذا البرنامج، وتسهم ساحات المنتج الزراعي بشكل كبير في تسويق منتجات المزارع المحلية بشكل مباشر إلى المستهلك.
 وتتيح المشاركة بالساحات عرض محاصيل المزارع وبيعها للمستهلك مباشرةً، لاسيما وأن نسبة التسويق شهدت زيادة خلال السنوات الماضية التي تجاوزت 34 %، حيث تزيد نسبة تسويق الساحات عاماً بعد عام، بالإضافة إلى زيادة في عدد المزارع المستفيدة من ساحات المنتج الزراعي، وذلك نظراً لبرامج الدعم التي تنفذها وزارة البلدية وعملها المستمر على توفير السبل الكفيلة بتعزيز قيمة المنتج المحلي وتحسين الأساليب التسويقية لأصحاب المزارع، وذلك من خلال حزمة من البرامج والمبادرات التي تطرحها.

تسويق مباشر
بالإضافة إلى العديد من مبادرات التسويق التي يمكن للمزارع المسوقة الاستفادة منها، مثل فتح منافذ تسويق مباشرة كساحات المنتج الزراعي القطري، بهدف إتاحة الفرصة أمام المزارعين لبيع منتجاتهم للمستهلكين مباشرة دون وسيط أو عمولة، وقد ساهم ذلك في تحسين الأسلوب التسويقي وتقليل الفاقد من الخضراوات وتحسين جودة الإنتاج وأسعار بيع منتجات أصحاب المزارع، وبلغت كمية الخضراوات التي تسوق عبر الساحات 8000 طن. إلى جانب برنامج الخضراوات المميزة والذي يتيح للمزارع القطري بيع منتجاته المميزة في عبوات مغلفة بمنافذ البيع في المجمعات الاستهلاكية، وقد بدأ بـ 8 مزارع ووصل اليوم إلى 120 مزرعة.
البيوت المحمية
 ونجح دعم الدولة في زيادة الإنتاج الزراعي من خلال البيوت المحمية التي تضاعفت مساحتها 3 مرات من 112 هكتارا في 2010 إلى 300 هكتار من البيوت المحمية في 2019. وأعدت الوزارة خطة لزيادة المساحة من خلال خطة لتوزيع 3500 بيت محمي. 
شهد القطاع الزراعي خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً، أدى إلى تغطية الإنتاج المحلي من الخضراوات لاحتياجات السوق في الموسم الزراعي، إلا أنه بعد انتهاء الموسم يصبح الاعتماد على المستورد، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. يرجع خبراء زراعيون السبب إلى نهاية موسم الزراعة التقليدية لبعض أنواع الخضراوات مثل الطماطم والكوسا وغيرهما، لافتين إلى حاجة المزارع للانتقال للزراعة بواسطة التقنيات الحديثة، حتى يتسنى لهم الإنتاج على مدار العام دون الارتباط بالموسم الزراعي التقليدي. مؤكدين على أن التقنيات الزراعية الذكية تسمح بالإنتاج طوال العام، ومن هذه التقنيات تقنية الهايدروبونيك، ودورها في استمرار عملية الإنتاج طيلة العام، مع زيادة إنتاج المتر المربع، وتقليل استهلاك المياه، مؤكدين أيضاً على أن هذه التقنية تضمن أدق التفاصيل التي تساهم في استمرار الإنتاج وجودة المنتجات، من خلال درجة حرارة مياه السقاية والتربة والأسمدة المستخدمة. بالإضافة إلى زيادة إنتاج المتر المربع من 8 إلى 40 كيلو جراما من الخضراوات.