مع إسدال الستار على مونديال كأس العالم فيفا قطر 2022، تتكشف بعض الحقائق حول المعايير المزدوجة للغرب في تعامله مع أول دولة عربية وإسلامية تستضيف بطولة كأس العالم، كما يظهر الوجه القبيح للعنصرية الغربية وللكرة الفرنسية مع استمرار حملة الشتائم العنصرية ورسائل العنف والقذف التي استهدفت وما زالت بعض لاعبي المنتخب الفرنسي لكرة القدم، إثر خسارته أمام الأرجنتين في نهائي كأس العالم بالدوحة، حتى وصل الأمر ببعض المشاركين في هذه الحملة العنصرية إلى المطالبة بترحيل اللاعب الفرنسي كينغسلي كومان، إلى أفريقيا، تحت شعار «أعيدوهم إلى أفريقيا».
«العرب» سألت خبيرين حول ازدواجية الغرب بشأن النعرات العنصرية ضد اللاعبين من أصول أفريقية المنافية لحقوق الإنسان، بالتزامن مع استمرار الهجوم على قطر بدعوى حقوق الإنسان.
خطابات الكراهية
في هذا السياق دعا المحامي علي بن عيسى الخليفي إلى التصدي لخطابات الكراهية والعنصرية التي تملأ فضاء العالم الغربي تجاه أول دولة عربية وإسلامية تستضيف بطولة كأس العالم، والتعامل بجدية مع مثل تلك الحملات.
وقال الخليفي: ما زالت بلادي قطر تتعرض لحملة غير مسبوقة بدافع العنصرية والنظرة العدائية، لم يتعرض لمثلها بلد آخر، من افتراءات وازدواجية معايير، حتى جعلت كثيرين يتساءلون عن الأسباب والدوافع الحقيقية وراء الحملات المبرمجة والمستمرة والمقصودة، وهذا أمر مقيت وغير مقبول، مشيرا إلى أن «الهدف الأساسي من وجهة نظري من وراء هذه الجهات هو تشويه سمعة قطر والنيل من استحقاقها استضافة حدث عالمي بوزن كأس العالم.
تعليقات عنصرية
وأشار الخليفي إلى ما تعرض له ثلاثي المنتخب الفرنسي لكرة القدم، كينغسلي كومان، وأوريليان تشاويميني، وراندال كولو مواني من تعليقات عنصرية، دفعتهم إلى إغلاق خاصية الرسائل والتعليقات على حساباتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» بسبب الكم الهائل من الرسائل والتعليقات العنصرية التي أرسلت إليهم منذ هزيمة منتخب فرنسا في نهائي كأس العالم أمام الأرجنتين. وأكد الخليفي أن نجاح المونديال على مستوى التنظيم الدقيق وتوفير عوامل الأمن والأمان وشهادات المشجعين جديرة بوضع حد للحملات الغربية المضللة التي رافقت فعاليات البطولة، مشيرا إلى اعتراف العالم بأنه مونديال قطر هو الأفضل على مستوى التنظيم بل وسوف يشكل قلقاً وتعباً للدول المنظمة لاحقاً، وقد أثبت بما لا يدع مجال للشك أن بلادي قطر باتت رائدة في مجال التنظيم وفي مضمار الرياضة ولا شك أن ذلك قد أثار حفيظة بعض الدول الحاقدة وهذه هي «عين السخط التي تبدي المساويا».
لجنة تواصل
وقال المحامي خالد عبدالله المهندي، محام بالتمييز وخبير في قضايا العمالة وشؤون العمال، عضو نادي إياكا لمكافحة الفساد التابع للأمم المتحدة، إن اليمين المتطرف في الغرب هو من يتصدر واجهة الحملات العدائية على دولة قطر، مشيراً إلى أن المستهدف من الحملة ضد مونديال قطر 2022 في المقام الأول هو العرب والمسلمون بشكل خاص.
واقترح المهندي طلب عقد جلسة استثنائية لمجلس الشورى لمناقشة الإساءة الممنهجة التي تعرضت لها دولة قطر وما زالت بشكل علني، وكشف زيفها، وتسليط الضوء على الدوافع والأسباب الحقيقية لها، ووضع آليات وإنشاء لجنة تواصل مع أصدقاء المجلس المنصفين من أوساط البرلمانيين الدوليين.
وأشار المهندي إلى وعي المجتمعات العربية، والشارع العربي، مؤكدا أن الحملة الإعلامية الغربية المفتعلة لم تؤثر على المونديال بل أثرت بشكل سلبي على بعض عشاق كرة القدم الذين تأثروا وغرر بهم، في حين رأينا المدرجات تمتلئ بالمشجعين الفرنسيين والأوروبيين العاشقين لهذه اللعبة، بعيداً عن الايديولوجيات أو السياسة.
قيم ثقافية وإنسانية
ولفت إلى القيم الثقافية والإنسانية التي تجلت في استضافة قطر للمونديال، منوها بما تحمله الغترة والعقال في طياتهما من دلالات ورسائل ترمز للقيم والأخلاق والمبادئ والإنجازات والنجاحات، رسائل سيحملها وينقلها المشجعون من كل بقاع العالم، بعد أن رأوها بأم أعينهم ولمسوا حقيقتها بقلوبهم، وهي كرم القطريين والعرب والمسلمين وإرادتهم في تحقيق الإنجازات، وانفتاحهم على جميع الثقافات، من خلال تلاقي المبادئ التي ترسخ الأخوة العالمية وحقوق الإنسان.. هي الرسالة التي لم يكونوا يرونها أو كما كان يراد أن يعتقدوها في الإعلام المتحيز غير الناقل للحقيقة.