إيهاب سيد أحمد: أحث الطلاب على الحفظ في الصغر
أشرف حماد: المركز محضن تربوي يوفر بيئة إيمانية
حمدي محمد: تعاهد كتاب الله يحقق الفلاح في الدنيا والآخرة
محمود حسين: ابني تعلم الحروف الهجائية والنطق الصحيح
مرسي عبدالعليم: أبنائي الثلاثة يتلقون تعليماً متخصصاً
تعد حلقات تعليم القرآن الكريم بالمراكز القرآنية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مدارس تربوية متكاملة، لا يقتصر دورها فقط على تعليم أبنائنا الطلاب كتاب الله، بل تسهم بشكل فاعل في تربية الجيل الناشئ تربية إيمانية منبثقة من منهج القرآن سلوكا وعملا، وتزودهم بالعديد من المهارات اللغوية وفهم قواعد اللغة العربية، وتدرب اللسان على الفصاحة والبيان، إلى جانب فهم مبادئ الدين وقيم الإسلام وأحكامه، وما يعكسه ذلك من صحة نفسية وسكينة وراحة البال، وتعميق روح الهداية والاستقامة في قلوب الأبناء، وتنمية مبدأ الاعتزاز بإسلامهم وهويتهم والتعلق بكتاب الله وحبه وتعظيمه وتوقيره، فضلاً عن أن قارئ القرآن يكتسب الأجور العظيمة ويتنعم بصحبة القرآن وأهله في المراكز القرآنية.
وتزوّد الحلقات القرآنية أبناءنا الطلاب كذلك بمفردات ومعان وافرة، فضلا عن تخريج طلاب مُؤهّلين لتدريس الأجيال القادمة تعاليم القرآن الكريم وأحكامه، واستثمار وقت أبنائنا الطلاب من البراعم والأشبال والشباب بالعلم النافع، وإشغالهم بتعلم معالي الأمور من كتاب رب العالمين.
كما تعزز حلقات تحفيظ القرآن الكريم تكوين مشاعر أُخوّة وأُلفة بين طلّاب حلقات تعليم القرآن، فضلًا عن إحياء المساجد وإعمارها بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتعزيز دورها في بناء المجتمع المسلم ومعرفة أحكام التلاوة الصحيحة بالحركات، وتخلُّق مرتادي الحلقات بأخلاق القرآن وآدابه؛ عملًا بما يحفظوه منه.
ويساهم مركز أبو بكر الصديق لتعليم القرآن الكريم الذي تقام حلقاته بمسجد أبو بكر الصديق رقم (م.س 600) بمنطقة أم غويلينا، في تحقيق هذه الأهداف الإيمانية التربوية، كونه يعد صرحا لتنشئة الأجيال وتخريج حفظة كتاب الله، ويمثل واحدا من مراكز تعليم القرآن الكريم التي تغرس في نفوس أبنائنا الطلاب الهدي الإيماني، مع بيان أثر هذه المراكز القرآنية في نفوس المنتسبين إليها وتعزيز القيم النبيلة والمثل العليا في المجتمع.
20 حافظاً
قال الشيخ إيهاب سيد أحمد، رئيس المركز «لدينا 140 طالبا موزعون على تسع حلقات، ثلاث منها لتعلم الحروف الهجائية، وست حلقات تشتمل على بقية مستويات الحفظ للمراحل التأسيسية والمتوسطة والتكميلية، ويحتضن المركز نحو 20 طالبا أتموا حفظ كتاب الله.
وأضاف إنه يتواصل مع الطلاب وأولياء الأمور حرصاً على أوقات الطلاب والاستفادة من وجودهم بالمركز، وحث جميع الطلاب على استغلال فرصة تواجدهم بالمركز في حفظ كتاب الله وهم في هذا السن الصغيرة ولديهم من الوقت وصفاء الذهن، فالحفظ في الصغر كالنقش على الحجر، حيث يسهل تشكيل الأطفال في بداية عمرهم وإتقانهم لما يتلقوه، قبل أن يكبروا وينشغلوا بالحياة العملية والأسرة والكثير من المهام، ويندموا على هذا الوقت ويقولوا ليتنا تعلمنا وحفظنا في صغرنا.
إتقان الحفظ
وقال أشرف حماد خميس ولي أمر إن ابنيه أنس وسلمان ملتحقان بالمركز وقد أكرمهما بختم حفظ كتابه العزيز أنس وهو بالصف الرابع وسلمان وهو في الصف الخامس، وأشاد بتفرغ والدتهما ومتابعتهما في تعلم وحفظ ومراجعة القرآن بشكل مستمر، ولذا ختما في سن مبكرة ويراجعان الآن بالمركز لإتقان الحفظ.
وأضاف: إن المركز يعتبر محضنا تربويا يحتضن أبناءنا خلال فترتي العصر والمغرب في بيئة مناسبة ومهيأة، وسط منافسة طيبة من أقرانهم وتوجيه وإرشاد من مدرس الحلقة، وحث أولياء الأمور على مواظبة أبنائهم على تعلم كتاب الله وتعاهد الحفظ وأن يكون سلوكهم وتعاملهم وفق ما أمرنا به، وقال يكفينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن».
حلقات مهمة
وأوضح محمود حسين رزق، والد الطالب محمد أن ابنه يبلغ من العمر تسع سنوات ويحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن، حيث التحق بمركز عاصم بن أبي النجود ثم انتقل إلى مركز أبو بكر الصديق، وقال إنه تعلم الحروف الهجائية والنطق الصحيح من خلال المركز الذي اكتفى به ولم يلحقه بالروضة وكانت تجربة ناجحة وأثمرت الحلقة القرآنية في تعلم ابنه القراءة والكتابة بشكل متقن.
وذكر أن البيئة الإيمانية لهذه الحلقات مهمة لتنشئة أبنائنا وإكسابهم مفردات ومهارات ومعارف كثيرة، وتهذيب السلوك والأخلاق، وثمن جهود الوزارة في توفير مراكز تعليم القرآن في مناطق الدولة المختلفة.
إشادة بجهود الوزارة
وذكر حمدي محمد صالح مطر، والد الطالب محمد بالصف الثالث ويحفظ أربعة أجزاء من القرآن، أن ابنه تعلم النطق للحروف والقراءة الجيدة فكان يحفظ من المصحف بمفرده، مع المتابعة منه ومن والدته، ونوه بأهمية بيئة المراكز القرآنية في تربية النشء، وأن حفظ القرآن يربي على الخلق الحسن ويعصم الأبناء ويحميهم من الصفات السيئة، لافتا إلى أن ولي الأمر الذي يربي ابنه على القرآن يكون قد ساهم في حفظه وفلاحه في الدنيا والآخرة.
وثمن جهود وزارة الأوقاف على مشروع مراكز تعليم القرآن التي تحفظ الأجيال وتربيهم على الفضيلة وتعلم كتاب الله.
وقال مرسي عبدالعليم والد لثلاثة طلاب ملتحقين بالمركز، يوسف بالصف الثالث الإعدادي، وياسين بالصف السادس، ومصطفى بالصف الثالث الابتدائي، إنه حرص على إلحاق أولاده بالمركز وهم بعمر خمس سنوات ليحفظوا القرآن على يد مدرسين من حفظة القرآن وفي بيئة المسجد المهيأة للحفظ، حيث الجميع يحفظ ويراجع ويتعلم أدب القرآن.
مراجعة مستمرة
ويدرس الطالب أنس أشرف حماد، في الصف الثامن، أتم حفظ القرآن الكريم وهو بالصف الرابع، ومستمر في المراجعة والإتقان، ويولي والداه اهتماما كبيرا بمتابعة حفظه ومساعدته، وذكر أنه تأثر كثيرا بما يتعلمه من كتاب الله في تعاملاته، وحث أقرانه على الاهتمام بالقرآن وتخصيص وقت للقرآن وورد ثابت كل يوم.
كما يدرس الطالب عبدالباسط عبدالله أبو الهاشم، بالصف الحادي عشر علمي بمدرسة أحمد بن حنبل الثانوية للبنين، وقد نشأ منذ صغره في رحاب هذه الحلقات ويحفظ 24 جزءا من كتاب الله ويعتزم حفظ الأجزاء الستة المتبقية خلال الأشهر القليلة القادمة قبل الصف الثالث الثانوي، حيث يحفظ يوميا صفحة أو نصف صفحة ويراجع نحو عشر صفحات مع متابعة من والديه، وشكر القائمين على هذه الحلقات التي تعلمهم القرآن وترشدهم إلى الخير.
قراءة صحيحة
ويدرس الطالب محمد محمود، بالصف الثالث في مدرسة القدس، الحروف الهجائية بالمركز ويحفظ في جزء تبارك، وشكر مدرس الحلقة على ما بذله معه من جهد في تعلم القراءة الصحيحة وحفظ آيات القرآن الكريم.
وأتم الطالب محمد معاوية، بالصف الثامن في مدرسة أبو بكر الصديق، ختم حفظ القرآن الكريم وهو بالصف السادس، واستفاد من المركز كذلك في تعلم آداب القرآن والتخلق بالصفات الحميدة التي أمرنا بها سبحانه وتعالى، ليكون القرآن علما وعملا، فهو دستور الأمة ومنهجا للحياة.
توسيع المدارك
كما يدرس الطالب عمار محمد فتحي في الصف الثامن وبدأ منذ صغره في المراكز القرآنية وختم القرآن قبل عامين، حيث دأب خلال فترة الحفظ على حفظ صفحتين يوميا مع المراجعة ويتابعه والده في البيت، وقد استفاد من وجوده بالمركز في تعلم التلاوة الصحيحة وإتقان الحفظ، ووجود صحبة طيبة، وساهم حفظه في زيادة فهمه وتوسيع مداركه وتميزه الدراسي.
ويدرس الطالب عمر محمد فتحي، في مدرسة أحمد بن حنبل بالصف الثاني الثانوي علمي، التحق بالمركز منذ نعومة أظفاره، فاستفاد الكثير من هذه البيئة الإيمانية بجانب الحفظ مثل التنشئة الفاضلة والكلام الحسن والصفات النبيلة، فالقرآن الكريم خير حافظ للإنسان ويمنحه البركة والفضل وسعة الفهم، ولذا فهو من المتميزين في دراسته، وختم حفظ القرآن وهو في الصف الثاني الإعدادي.