أكدت الدكتورة شيخة سامي أبو شيخة مديرة برنامج الكشف المبكر عن السرطان بمؤسسة الرعاية الأولية، أن البرنامج يعمل على الكشف المبكّر عن سرطان الثدي للسيدات عن طريق جهاز التصوير الشعاعي للثدي (الماموغرام)، ويتم عمل الفحص خلال مدة لا تتجاوز العشرين دقيقة، أما بالنسبة للكشف المبكّر عن سرطان الأمعاء، فإنه يتم عن طرق فحص البراز المناعي (FIT kit test)، ويتطلب الكشف عن سرطان الأمعاء مدة زمنية أقصر مقارنة بالكشف المبكّر عن سرطان الثدي، حيث يتم إعطاء المريض عبوة لجمع العينة وإجراء فحص البراز المناعي الكيميائي في المنزل ومن ثم تسليمها إلى أقرب مركز صحي.
وقالت د. شيخة لـ «العرب»: وتضم أجنحة الكشف المبكّر عن سرطان الثدي والأمعاء عيادتين منفصلتين للتقييم الصحي للرجال والنساء وفق ساعات عمل محددة حتى يتم عمل الفحص في جو من الخصوصية والراحة النفسية للمراجعين من الجنسين.
وأضافت: بعد إجراء الفحوصات وفي حال كانت النتائج إيجابية، يتم الاتصال بالمراجعين وتحديد موعد لمقابلة الطبيب ومن ثم التحويل إلى العيادات المختصة في مؤسسة حمد الطبية. أما إذا كانت سلبية فيتم ارسال رسالة نصية للمراجعين لإخبارهم بذلك وتذكيرهم بضرورة إعادة الفحص خلال المدة الزمنية المحددة لكل نوع من السرطان.
وأردفت: تكمن أهمية الكشف المبكر في أنه يساعد على اكتشاف المرض في مراحله المبكرة وبالتالي سهولة التدخل والعلاج المبكر الذي يرفع نسبة الشفاء بإذن الله بنسبة 100% لسرطان الثدي و90% لسرطان الأمعاء.
وأشارت مديرة برنامج الكشف المبكر عن السرطان بالرعاية الصحية الأولية إلى أنه من الضروري أن تنطبق الشروط على الراغبين في إجراء الفحص ومن أهم هذه الشروط خلوهم من أي أعراض للمرض حيث تتمثل أعراض سرطان الثدي عموما في الاحساس بكتلة أو ورم في منطقة الثدي أو الإبط أو تحت الترقوة، أو الاحساس باحمرار او خروج إفرازات من الحلمة، أما في حال سرطان الأمعاء فالأعراض تتمثل في ملاحظة خروج دم مع البراز، خسارة في الوزن خلال فترة بسيطة، فقر الدم بدون سبب واضح، الشعور بألم وتقلصات في البطن وغيرها من الأعراض. فعند الاحساس بأي من هذه الأعراض ينصح بالاتصال بمركز اتصال مؤسسة الرعاية الصحية الأولية (107) وأخذ موعد لرؤية الطبيب الذي يقرر أخذ المزيد من الفحوصات أو تحويل المريض إلى الجهات المختصة.
ونوهت إلى أنه منذ إطلاق البرنامج في عام 2016 تم فحص ما يقرب من 37 الف سيدة عن سرطان الثدي وحوالي 38 الفا من الرجال والنساء عن سرطان الامعاء.
ولفتت إلى أنه تم إنشاء أجنحة الكشف المبكر عن سرطاني الثدي والأمعاء بعد انطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة التي تبعها إطلاق البرنامج الوطني للسرطان التابع لوزارة الصحة العامة لتقديم برامج فحص شاملة ومنظمة للسكان للكشف المبكر عن سرطان الثدي والأمعاء في عام 2016.
وأوضحت أن البرنامج الوطني للكشف المبكر عن السرطان أطلق (الكشف المبكر لحياة صحية) لتخفيض معدل وفيات المرض وإحداث تأثير إيجابي للحد من احتمالية حدوث السرطان بالإضافة إلى الحصول على نتائج علاجية أفضل، ولتحقيق ذلك، كان من الضروري وجود نظام قوي لتقييم الجودة حول برنامج الكشف المبكر يضع توصيات مستقلة تستند إلى الأدلة عن طريق تطوير إدارة مراقبة أداء الفحص.
وقالت د. شيخة أبو شيخة: بناءً على إحصائيات السجل الوطني للسرطان فإن سرطان الثدي ويليه سرطان الامعاء من أكثر الأورام السرطانية انتشارا في دولة قطر ومن هنا كان التركيز على الكشف المبكر لسرطاني الثدي والامعاء.
وأضافت: تتوفر أجنحة الكشف المبكر في عدد من المراكز الصحية التي تغطي جميع مناطق دولة قطر الشرقية منها والغربية بالاضافة إلى الشمالية. حيث تقدم الخدمة في مراكز لعبيب، روضة الخيل، الوكرة ومعيذر بالاضافة إلى وحدة الكشف المبكر المتنقلة، حيث تتميز هذه الأجنحة بالراحة والخصوصية بالإضافة إلى توفير فريق من الأخصائيين ذوي الكفاءة العالية لتقديم الخدمة عالية الجودة للفئات المستهدفة.
وتابعت: يرتكز البرنامج على ركيزتين أساسيتين هما التوعوي وتقديم خدمة الكشف المبكر عن السرطان. حيث يقوم فريق مختص بالبرنامج بتنظيم حملات توعوية والاستفادة من المحافل والمعارض والتجمعات لنشر التوعية عن سرطاني الثدي والأمعاء وأعراضهما وأهمية إجراء الكشف المبكر الدوري عنهما. فيتم ذلك عن طريق المحاضرات في مقار العمل الحكومية والخاصة ونشر الأجنحة التوعوية في المجمعات التجارية والمراكز الصحية لتثقيف الناس بالخدمة وتشجيعهم على تسجيل المواعيد للانتفاع بها. كما ساهم سفراء برنامج الكشف المبكر مشكورين في نشر الرسائل التوعوية لدى الجمهور وزيادة أعداد المستفيدين من الخدمة، وهم الأستاذ الإعلامي عقيل الجناحي، والشيف عائشة التميمي، والأستاذة شيخة الجفيري عضو مجلس الشورى.
أوضحت أن خدمة الكشف المبكر تعتمد على الاتصال بالفئات المستهدفة ودعوتهم إلى إجراء الكشف المبكر في أقرب مركز صحي لهم، حيث يتم دعوة السيدات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45-69 عاماً لعمل الكشف المبكر عن سرطان الثدي كل 3 سنوات بينما يتم دعوة الرجال والنساء ممن تتراوح أعمارهم بين 50 و74 عاماً لعمل الكشف المبكر عن سرطان الأمعاء كل سنتين.
كما يقوم مركز اتصال البرنامج باستقبال المكالمات على الرقم 8001112 والرد على استفسارات الجمهور وتسجيل المواعيد للراغبين في إجراء الكشف المبكر.
وفي الختام ينصح للراغبين بإجراء الكشف المبكر بالاتصال على الرقم 1112 800 لحجز المواعيد، والوصول قبل الموعد بثلاثين دقيقة. كما يستقبل الجناح المرضى بدون موعدٍ مسبق؛ مع العلم أن حجز المواعيد يضمن إجراء الكشف بسرعة وبدون انتظار.