حفل ناجح للفنان التونسي سمير لوصيف بمسرح عبد العزيز ناصر
ثقافة وفنون
26 ديسمبر 2018 , 01:05ص
الدوحة - العرب
أحيا الفنان التونسي سمير لوصيف، مساء أمس الأول، الليلة الخامسة من حفلات إذاعة صوت الريان، المقامة في إطار مهرجان ربيع سوق واقف، وسط حضور جماهيري كبير؛ حيث غصّ مسرح عبدالعزيز ناصر بأعداد غفيرة من الجالية التونسية والعربية في الدوحة.
غنّى سمير لوصيف من أعماله القديمة والجديدة التي انتشرت في تونس وأحبها الجمهور، نذكر أشهرها «يا ميمتي الغالية» التي تعبّر عن معاناة الابن الذي أجبرته ظروف الحياة على أن يهاجر إلى بلد آخر ويترك أهله وأصدقاءه وذكرياته. وطلب الجمهور من الفنان أن يعيدها فأعادها في نهاية الحفل.
كما غنّى سمير لوصيف «اخسر وفارق»، و«تسحر عينيك»، و«ياما قلي»، و«بنت الحي» وغيرها من الأغاني التي تُغنى في الأفراح والمناسبات السعيدة. وكان لوصيف مساء أمس الأول متفرداً في أداء اللون الشعبي التونسي، وأطرب الجمهور العريض بمواويله وبصوته الشجي مصاحباً بعناصر من فرقته الشعبية المكونة من عازفي إيقاع وعازف بيانو وعازف على آلة «المزود»، بالإضافة إلى الكورال الذي أدى معه الأغاني التي اختارها خصيصاً لمهرجان ربيع سوق واقف.
والمثير للانتباه في حفل ليلة أمس الأول هو التفاعل الكبير من الجمهور، فكانت الحفلة استثنائية بمقاييس الذوق الفني التي انحازت هذه المرة إلى اللون الشعبي، أو الفولكلور الشعبي الذي تشتهر به تونس ودول المغرب العربي بشكل عام.
استطاع سمير لوصيف أن يرسم لوحات فنية من الأجواء التونسية المنعشة، وألهب مشاعر الجمهور بكلمات أغنياته المعبرة في مجملها عن حالات من الشجن المشجى بالفرح، وإن كان مبطناً في بعض الأغنيات، لكنها كلمات مست وجدان محبيه ومعجبيه، فرددها معه بانسيابية لافتة. كما شاركت فئة من الجمهور التونسي في إكمال المشهدية بتعبيراته الجسدية التي كانت منسجمة مع الأنغام المنبعثة من آلة النفخ وآلات الإيقاع، واستطاع الفنان سمير لوصيف بفضل خبرته وحنكته في مثل هذه النوعية من العروض أن يشد انتباه الجمهور حتى ساعة متأخرة من الليل، بينما ظل عدد كبير من الجمهور ينتظر خارج المسرح، وأمام الشاشة العملاقة لمتابعة الحفل؛ حيث كانت قناة الريان وإذاعة صوت الريان حاضرتين للنقل المباشر، وتوثيق تلك الأجواء المنعشة.
في تصريحات للصحافيين، أعرب سمير لوصيف عن سعادته بمشاركته في إحياء ليالي مهرجان ربيع سوق واقف، مشيداً بحسن التنظيم وبالأجواء المنعشة التي وجدها في الدوحة في أول لقاء يجمعه بها. وقال لوصيف: «أشكر إذاعة صوت ريان على إتاحة الفرصة للالتقاء بجمهوري العزيز، سواء من الجالية التونسية أو الجاليات العربية التي أبت إلا أن تحضر الحفل وتساهم في نجاحه»، كما توجّه بالشكر لقطر قيادة وشعباً على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، متمنياً لقطر مزيداً من الرخاء، ولشعبها الازدهاء والرقي.
ولفت لوصيف إلى أنه اختار أن يهدي جمهوره ومحبيه باقة من الأغاني ذات الطابع الفرحي، بالإضافة إلى الأغنية التي يطلبها الجمهور أينما حل وارتحل، وهي أغنية «ياميمتي الغالية»، مضيفاً: «تعود مسيرتي الفنية إلى ما يقرب من ثلاثين سنة، قدمت فيها كماً هائلاً من الأغاني الشعبية التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب، ويرددها في الأعراس والمناسبات، وهو بالنسبة إليّ نجاح لا مثيل له لأن الجمهور بالنسبة إلى الفنان الشعبي في تونس هو مصدر نجاحه وفشله أيضاً.