الضباب والسرعات الجنونية.. أزمات متكررة خلال الشتاء
تحقيقات
26 ديسمبر 2016 , 06:33ص
عصام الشيخ
شهدت البلاد منذ صباح أمس تدنياً في مستوى الرؤية الأفقية (الضباب) وشهدت الطرق الداخلية ضباب مما نتج عن ازدحام مروري خفيف في عدد من المناطق.
وشهدت ايضاً الطرق الخارجية منذ فجر أمس ضباب كثيف في عدد من المناطق، وزحام مروري من ام صلال باتجاه الدوحة ومن جسر الخيسة باتجاه الدوحة بسبب حادث تصادم بين عدد من السيارات، وتواجدت الدوريات المرورية في عدد من المناطق وعلمت على متابعة الانسياب الآمن لحركة السير بكل الطرق.
ونبهت وزارة الداخلية عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى أن القيادة أثناء الضباب تتطلب استخدام سرعات أقل من تلك المسموح بها على الطريق، وتتطلب المزيد من اليقظة والحذر، كن حذراً ولاتعرض حياتك والآخرين للخطر.
وانتقد مواطنين عدم التزام العديد من قائدي السيارات بتعليمات السلامة خلال انتشار الضباب، وتجاوز المعدلات الأمنة للسرعة في مثل تلك الظروف.
وذكروا إنه رغم الدعم الكبير المقدم من قبل حكومتنا الرشيدة لجميع القطاعات الحكومية ومن ضمنها قطاع المرور والنقل ولتطوير الأنظمة للحفاظ على سلامة المواطن والمقيم وعمل الاستراتيجيات اللازمة للقوانين والعقوبات الرادعة خصوصاً التي تتعلق بالسلامة المرورية ومتابعة سير تنفيذها بكل دقة وحزم، إلا أن البعض لا يزال يتعامل مع السلامة المرورية باستهتار الامر الذي يكلفه العديد من الخسائر في الأموال والأرواح.
الشمري: سلوكيات قيادة السيارات ليست بمعزل عن التغيرات الاجتماعية
قال ناصر الشمري إن قيادة السيارات بهذا الاستهتار لا يمكن عزله عن حركة التغير الاجتماعي المفاجئ والسريع، فاستمرت هذه الاختلالات وأصبحت جزءاً من عادات بعض الشباب.
وأوضح أن التقيد بالأنظمة واجب شرعي ونظامي، وكلما كانت هذه الأنظمة موجهة لحفظ النفوس والدماء والأموال وبها تنتظم حياة الناس وتتحقق مصالحهم كان التقيد بها واجباً ومخالفتها محرمة، مضيفاً أن (%85) من هذه الحوادث يعود لأخطاء بشرية وغياب الوعي والثقافة المرورية.
وشدد على أنه أصبح من الواجب الحتمي أن تسن من العقوبات ما يوقف هذا العبث في حق العباد والبلاد، مبيناً أن نجاح تجارب بعض الدول في هذا الميدان يدفعنا للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، وكذلك يجب أن يواكب هذه العقوبات والتي أتمنى أن تكون أكثر قسوة وأشد صرامة حملات توعوية عبر مختلف الوسائل، فالخسائر لا تقارن، ذاكراً أن الانفلات المروري وعشوائية الحلول وزيادة الحوادث والخسائر هي إحدى معوقات التنمية في الدولة.
الدوسري: يجب تعجيل إنشاء محاكم لقضايا الحوادث المرورية
قال خالد الدوسري إننا بحاجة إلى تعجيل إنشاء وتأسيس المحاكم المختصة بالفصل في المنازعات وقضايا الحوادث المرورية، لما في ذلك من تطبيق لنظام المرور ولائحته التنفيذية بشكل قضائي ضد من لا يلتزم بتطبيق مواد هذا النظام ولائحته التنفيذية.
وطالب بتكوين لجنة من عدة جهات حكومية للتحقيق في الحوادث المرورية خصوصاً عندما يكون فيها وفيات أو إصابات شديدة على وجه الخصوص ودراسة وضع وجوانب الحادث من جميع الجوانب الفنية والمرورية والأسباب التي أدت إلى هذا الحادث سواء من الطريق أو السرعة أو بسبب مطبات صناعية غير واضحة أو بسبب إطارات أو مداخل ومخارج محطات وقود أو تقاطع خطير أو غير ذلك ثم إعطاء الحلول ومعالجتها سريعاً لتجنب ذلك مستقبلاً وإعداد محضر بذلك ورفعه بالتوصيات لجهات التنفيذ وجهة المتابعة.
كما طالب بتكوين قاعدة معلومات بين الإدارة العامة للمرور وأمن الطرق ووزارة النقل حيال جميع الحوادث التي أصبحت ظاهرة في المجتمع من سنوات فهناك تقاطعات خطيرة جداً وتقع بها حوادث شبه يومية وبدون أي معالجة من قبل إدارات المرور أو الأمانات أو الطرق فرجل المرور يكتب تقريره عن الحادث وينتهي الأمر كما يجب زيادة وتكثيف المرور السري وأمن الطرق السري مع حوافز لرجال المرور وأمن الطرق بنسبة من قيمة مخالفات السرعة لا تقل عن %30 خصوصاً من يتجاوز 120كم على الطرق السريعة والدائرية لتحفيزهم للقضاء على هذه الظاهرة مع تكثيف نظام ساهر على الطرق السريعة.
العتيبي: مطلوب سحب رخصة القيادة إذا تكررت المخالفة
تساءل عمر العتيبي: لماذا لا تكون هناك برامج ودورات وقائية وتوعوية لكافة شرائح المجتمع للكبار والصغار؟ مضيفاً أنه من المفترض عند قيام قائد المركبة بأكثر من مخالفة أو في حال تكرارها تسحب رخصة القيادة ويمنع من القيادة لفترة زمنية محددة، ليعتبر غيره، مبيناً أننا نشاهد هناك ظاهرة تتسبب في كثير من الحوادث وهي إعطاء السائق الخاص الجديد الرخصة وتمكينه من قيادة السيارة متسائلاً: هل شوارعنا الرئيسية والطرقات أصبحت ساحة لتدريب السائقين، فمن المفترض أنه يمكن من القيادة بعد أن يتمكن من ذلك، وكذلك على المرور أنه في حالة تكرار المخالفة يمنع السائق المقيم من القيادة ويرحل ويمنع من العمل إلاّ بعد مضي خمس سنوات.
وعن غياب النظام الحازم قال يجب علينا أن نفرّق بين وجود النظام المروري وبين التطبيق، فمن حيث وجود الأنظمة المرورية أعتقد أنها موجودة وتتماشى مع ما هو معمول به في الدول المتقدمة، ولكن المشكلة وتفاقمها يتحملها ويشارك في حدوثها قائدو المركبات في عدم الالتزام بأنظمة السلامة المرورية.
وأضاف أن كثيراً من قائدي المركبات يلتزمون بأنظمة المرور في حال سفرهم خارج قطر وتجدهم حريصين على تطبيقها والامتثال لها بسبب معرفتهم بقوة العقوبات التي سيخضعون لها في حال مخالفة أنظمة المرور لتلك الدول ولكن للأسف تجدهم هنا على العكس تماماً يقل هذا الالتزام والامتثال، مؤكداً على أن هناك أرقاماً وإحصاءات مخيفة بسبب السرعة والقيادة بتهور، ففي كل يوم تزداد المعاناة نتيجة التهاون في تطبيق أنظمة السلامة المرورية.