لا شك أن المعلق الرياضي يتحمل مسؤولية كبيرة خلال تعليقه على المباريات التي تسند له في قناة عالمية المستوى والجماهيرية وهي قناة الكاس، فهو صوت الجمهور وراوي الحدث، ويجب أن يتحلى بالمهنية والحيادية، بعيدًا عن التجاوزات التي قد تثير استياء الجماهير أو تؤثر سلبًا على صورة الأندية واللاعبين. إلا أن ما حدث مؤخرًا من المعلق خليل البلوشي خلال تعليقه على مباراة العربي والدحيل في الجولة العاشرة من دوري نجوم قطر، كان خروجًا واضحًا عن النص وابتعادًا صريحًا عن روح المهنة، ونذكر بأنها ليست الأولى مع جهات ومؤسسات استاءت من كلامه وكانت اقرب لحسم الخلافات في أروقة المحاكم!
البلوشي، المعروف بتجدده وتميزه، أوقع نفسه في مأزق كبير عندما انحرف عن دوره كمعلق وتحول إلى محلل اجتماعي وسياسي لشؤون النادي العربي، مدعيًا أن النادي يعاني من انقسامات داخلية بين ثلاثة أحزاب متناحرة!
هذا التصريح غير المبرر لم يكن سوى إسقاط شخصي وغير مسؤول على كيان رياضي كبير له تاريخ وإنجازات، ما أثار غضبًا واسعًا بين جماهير العربي ودفع النادي إلى إصدار بيان رسمي أكد فيه وحدته الداخلية وتماسك أعضائه وجماهيره خلف الفريق في مختلف الظروف.
«زاد الطين بلة»
المشكلة لم تتوقف هنا، بل تفاقمت عندما فشل البلوشي في التعامل مع الانتقادات الواسعة التي تلقاها بدلاً من الاعتذار لجماهير العربي وإدارته أو التزام الصمت، وهو أقل ما يمكن أن يفعله في مثل هذه المواقف، وقرر الظهور بفيديو مليء بالنرجسية والغرور، واصفًا نفسه بأنه الأكثر تأثيرًا في مجال التعليق الرياضي، وكأنه يحاول استفزاز النادي وجماهيره بشكل أكبر. هذا التصرف يعكس نقصًا واضحًا في التواضع واحترام الآخرين، ويضع علامات استفهام حول فهمه لدوره كمعلق رياضي.
«تحد للكيان الجماهيري»
أن يضع البلوشي نفسه في مواجهة مع كيان جماهيري بحجم النادي العربي هو خطأ فادح لا يُغتفر. . العربي ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو رمز تاريخي وثقافي في الرياضة القطرية، وله قاعدة جماهيرية عريضة وشغوفة لا تقبل المساس بسمعة النادي أو الإساءة له بأي شكل من الأشكال حتى لو كان على وزن سمعنا وقالوا ويقولون!.
ما فعله المعلق العزيز خليل البلوشي لا يمكن تفسيره سوى كتصرف فردي غير محسوب، يشير إلى غياب الحكمة والرؤية الواضحة في التعامل مع المواقف الحساسة.
وعلى المعلق المتألق أن يدرك أن دوره الأساسي هو تقديم الحدث بكل مهنية وحيادية، وليس الانجرار وراء الآراء الشخصية أو التلميحات التي قد تثير الجدل. خليل البلوشي، رغم تميزه في أوقات سابقة، فقد جانب الحيادية والمهنية هذه المرة، وأساء لنفسه قبل أن يسيئ للنادي العربي.
ورسالتنا لجماهير النادي العربي بأن الرد الأفضل على مثل هذه التجاوزات هو الاستمرار في دعم النادي بكل قوة وتجاهل التصرفات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار أو التشويش.
أما الرسالة للمعلق العزيز الخلوق خليل البلوشي، فهي دعوة صادقة للتعلم من الأخطاء وإعادة النظر في أسلوبه، لأن المعلق الرياضي، مهما كان تأثيره، يبقى خادمًا للرياضة ومصدر إلهام للجماهير، وليس طرفًا في النزاعات، وانه لا يمكن من خلال منبر كبير مثل قناة الكاس ان يخلع عباءة المعلق ويرتدي ثوب المشجع مهما كانت نتيجة المباراة او ظروفها وأحداثها ولان الساكت عن الحق شيطان أخرس كما قال فإننا نكتب بدل السكوت عن كل التجاوزات.