من هو فيدل كاسترو «الأب الروحي» للثورة الكوبية؟
حول العالم
26 نوفمبر 2016 , 11:07ص
وكالات
توفي فيدل كاسترو أبو الثورة الكوبية الذي حكم بلاده وتحدى القوة الأمريكية العظمى لأكثر من نصف قرن، مساء الجمعة في هافانا عن تسعين عاما.
وأعلن راوول كاسترو في بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22,29 هذا المساء" (03,29 ت غ السبت).
ولم يوضح راوول كاسترو أسباب الوفاة لكنه قال إن الجثة ستحرق.
وعرف فيدل كاسترو بمواقفه الصاخبة وخطبه المطولة وأيضا بزيه العسكري الأخضر الزيتوني وسيجاره ولحيته الأسطورية. وكان رمزا للكفاح ضد "الإمبريالية الأمريكية" مع حصيلة رديئة في مجال الحقوق المدنية والحريات.
وفيدل كاسترو نجل أحد كبار ملاكي الأراضي من ذوي الأصول الإسبانية، وقد فاجأ حتى أنصاره بتقربه من موسكو بعد توليه الحكم في يناير 1959.
وتحدى فيدل كاسترو 11 رئيسا أمريكيا ونجا من مؤامرات لا تحصى لاغتياله بلغت رقما قياسيا من 638 محاولة بحسب موسوعة جينيس، إضافة إلى محاولة فاشلة لإنزال منفيين كوبيين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) في خليج الخنازير (جنوب كوبا) في أبريل 1961.
وفرض جون كينيدي بعد ذلك في فبراير 1962 حظرا تجاريا وماليا على كوبا، لا يزال ساري المفعول حتى الآن ويؤثر بشدة على اقتصاد كوبا رغم سلسلة من إجراءات التخفيف التي اعتمدتها إدارة الرئيس باراك أوباما.
وفي أكتوبر 1962 وقعت أزمة الصواريخ التي تسبب فيها نصب صواريخ نووية سوفياتية في كوبا ما ولد مزايدات وضعت العالم على حافة التهديد الذري. وقررت واشنطن فرض حصار بحري على كوبا، وانتهى الأمر بسحب موسكو صواريخها مقابل وعد أمريكي بعدم غزو كوبا.
وأراد فيدل كاسترو رفيق سلاح القائد الثوري الأرجنتيني ارنستو تشي جيفارا، أن يكون بطل تصدير الثورة الماركسية في أمريكا اللاتينية، وكذلك في إفريقيا وخصوصا في أنغولا التي انخرطت فيها قوات كوبية لمدة 15 عاما.
وأثارت تلك الثورة حينها نوعا من الإعجاب وافتخر النظام الكوبي بأنه قضى على الأمية وأقام نظاما صحيا ناجعا وفي متناول جميع سكان كوبا البالغ عددهم 11,1 مليون، وهو إنجاز نادر في بلد فقير في أمريكا اللاتينية.
لكن انهيار الاتحاد السوفياتي، أهم ممول لكوبا، في 1991 سدد ضربة قوية للاقتصاد الكوبي. وواجه السكان نقصا كبيرا في التزويد. وأعلن فيدل كاسترو عندها "فترة خاصة في زمن السلم" وتكهن الكثيرون بنهاية نظامه.
غير أن فيدل بطل الانبعاث السياسي، وجد مصدرا جديدا للدخل مع السياحة وخصوصا مع حليفين جديدين هما الصين وفنزويلا في عهد الرئيس هوجو تشافيز الذي قدمه فيدل كاسترو باعتباره "ابنه الروحي".
وأبقى فيدل كاسترو باستمرار حياته الخاصة بمنأى عن الأضواء.
وشاركته حياته مرافقته داليا سوتو ديل فالي منذ ستينيات القرن الماضي وأنجبا خمسة أطفال.
ويتوقع أن تحضر جنازة رفيقها فيدل كاسترو الذي لديه ثلاثة أطفال آخرون على الأقل، بينهم بنت تعيش في ميامي، من ثلاث نساء أخريات.
م.ب