«راف» تدشن مبادرة «أنقذ حياة» لدعم القطاع الصحي
محليات
26 نوفمبر 2015 , 01:45ص
الدوحة - العرب
دشنت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» أمس، مبادرة عالمية باسم «أنقذ حياة» لدعم القطاع الصحي في البلدان الفقيرة والمحتاجة من خلال تقديم خدمات طبية نوعية والتدريب والتأهيل الطبي والأبحاث الطبية الأكاديمية.
وفي مؤتمر صحافي عقدته المؤسسة عصر أمس، أكد الدكتور عايض بن دبسان القحطاني رئيس مجلس الأمناء مدير عام مؤسسة «راف» أن هذه المبادرة تعتبر من أكبر المبادرات الإنسانية على مستوى العالم، ونموذجاً مبتكراً في الدعم المستدام للقطاع الصحي في المجتمعات الفقيرة والمحتاجة.
وقال د.القحطاني إن المبادرة سوف تتضمن حزمة من البرامج النموذجية المرتبطة بها والتي سيكون أولها في السودان، ومن ثم سيتم تعميم هذا النموذج في أكثر من بلد يحتاج القطاع الطبي فيه للدعم والمساندة، مثل سوريا واليمن ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة.
وكشف د.القحطاني عن اعتزام «راف» تنظيم مؤتمر دولي خلال عام 2016، تحضره أكثر من 100 جهة معنية بتقديم الخدمات الصحية كالجامعات والمستشفيات والمؤسسات المتخصصة في المجال الصحي على المستوى الإقليمي والدولي.
وأشاد مدير عام راف بالجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة العليا للمبادرة برئاسة البروفيسور إبراهيم الجناحي، ومشاركة الخبير الدولي الدكتور ديفيد دومكنز مستشار المبادرة ومدير مؤسسة إدارة البرامج المعقدة، وغيرهما من الخبراء والمختصين في المجال الصحي والإنساني، في التحضير لها الذي استمر أكثر من 8 أشهر، حتى خرجت لنا هذه المبادرة التي تعنى بتقديم الخدمة الطبية النوعية لإنقاذ حياة من أثقل المرض كاهلهم في دول القارة الإفريقية وغيرها من دول العالم. وفي كلمة له خلال المؤتمر الصحافي أكد البروفيسور إبراهيم الجناحي أن هذه المبادرة سيكون لها وضع عالمي متميز لأنها ترتكز على 3 مرتكزات متميزة، هي: تقديم خدمات نوعية، والتدريب والتعليم الطبي الأكاديمي، والأبحاث العلمية الموجهة والمصاحبة لهذه المبادرة.
وما نقصده بالتميز هنا هو التميز المدروس على أساس أكاديمي، وهذا يعطي فارقاً كبيراً في نتائج هذه المبادرة والخدمات التي ستقدمها طبقاً لطرق علمية مبنية على البحث الأكاديمي.
وقال إنه تدخل أيضاً تحت مظلة هذه المبادرة «أنقذ حياة» أعداد ضخمة من المشاريع التي تساهم في توطين الخدمات الطبية في كل بلد تدخلها المبادرة مثل تدريب الكوادر الطبية من أهل المناطق الأكثر احتياجاً.
وقال إن المبادرة ولدت لتبقى وليس لها مدة زمنية محددة، مشيراً إلى أنها مرت بعدة مراحل حتى تم الإعلان عنها، حيث مرت بمرحلة إنشاء المجموعة الأولى للمراكز النموذجية، ومرحلة شبكة تقديم الخدمات على حسب النموذج المخطط.
وحول التعاون مع المنظمات الدولية قال د.الجناحي: إن اللجنة العليا للمبادرة ستحرص على إقامة علاقات تعاون وشراكة مع المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود وغيرهما من المنظمات الأخرى المعنية، كما أنها ستتعاون مع الجامعات والمؤسسات الطبية والبحثية، وسندخل في شراكات مع شركاء دوليين ومحليين لتوطين هذه الخدمات داخل البلاد الأشد احتياجاً، والذين بهم ستتحقق النتائج المخطط لها في المبادرة.
وتستهدف المبادرة تنمية المجتمعات المحلية وتقوية النظم الصحية في البلدان الفقيرة، وتقديم خدمات طبية وصحية للمجتمعات وفق أعلى المعايير العالمية، إضافة إلى رفع قدرات المنظمات المحلية غير الحكومية لمعالجة المشاكل المعقدة في القطاع الطبي، وخلق حالة من التكامل بين الجهود المحلية والدولية في مجال البحوث الطبية المبنية على الأدلة العلمية.
وتأتي هذه المبادرة الجديدة، في إطار اهتمام «راف» برعاية الإنسان، وتمكينه من مقومات العيش الكريم تعليماً وإغاثة وتنمية لقدراته المادية والمهارية، وتأتي الخدمات الطبية مع ما يرافقها من علاج ورعاية صحية لاحقة وما يسبقها من إجراءات طبية وقائية ضمن الاهتمامات الإنسانية المركزية للمؤسسة، حيث استفادت شعوب بمختلف القارات من هذه الخدمة، خصوصاً تلك التي تعاني من أزمات ناتجة عن كوارث طبيعية أو صراعات مسلحة يشكل المدنيون أبرز ضحاياها.
وإذا كانت التدخلات الطبية للمؤسسة تأتي في غالبها ضمن الاستجابات السريعة لكوارث تفرض نفسها، فإن هناك أفراداً وجماعات قروية أو حضرية تعيش أوضاعاً صحية مزرية، رغم كونها تعيش في دول لا تعرف حروباً ولا كوارث، غير أن الفقر والهشاشة وضعف الميزانيات المخصصة للقطاع الصحي يجعلها، معرضة للمخاطر المهددة لحياتها وسلامة وجودها.
من هذا المنطلق، ارتأت القيادة العليا لمؤسسة «راف» وعلى رأسها سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني الرئيس الفخري المؤسس، وسعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني رئيس مجلس الإدارة أن يتم التركيز على هذه الحالات الإنسانية ضمن مشروع أطلق عليه «أنقذ حياة»، توفر له جميع التسهيلات الإدارية والمالية لإنجاحه وإنجاز ما تحدد له من أهداف ضمن أعلى شروط الجودة كما هي متعارف عليها لدى المنظمات الدولية ذات الاختصاص.
وتفعيلا لهذه الرؤية وجهت الإدارة العامة للمؤسسة بتكوين لجنة عليا لمشروع «أنقذ حياة» برئاسة البروفسور إبراهيم الجناحي الأستاذ بجامعة وايل كورنيل بمؤسسة قطر ومدير مركز الأبحاث والدراسات ورئيس وحدة الصدر للأطفال بمؤسسة حمد الطبية ورئيس اللجنة الدائمة للتراخيص الطبية بدولة قطر.