بعد الخروج من الدور الأول في مونديال روسيا.. الماكينات الألمانية تسعى إلى التعويض

alarab
آخرى 26 أكتوبر 2022 , 12:55ص
الدوحة - العرب

في عام 1954 أطلق سيب هيربيرجر مدرب المنتخب الألماني مقولته الشهيرة «يجب أن تكونوا أحد عشر صديقًا» قبل مباراة النهائي ضد المجر في بطولة كأس العالم ١٩٥٤ التي أقيمت في سويسرا. وهي كلمات معبرة عن العروض التي دأب المنتخب الألماني على تقديمها، وتعكس جوهر فلسفة كرة القدم الألمانية المتمثل في الروح الجماعية والقتالية والتضامن، الذي طبع أسلوب لعب أجيال عديدة من اللاعبين الألمان الذين حصدوا نجاحات باهرة على مدى تاريخ نهائيات بطولة كأس العالم.
لكن في المقابل، عندما يغيب الانسجام وتتعكر الأجواء المحيطة بالمنتخب الألماني الذي يحتل حاليا المركز الحادي عشر عالميا، يصبح من الصعب تحقيق النجاح المنشود. وهذا ما كان الحال عليه في دورة روسيا ٢٠١٨، إذ تصدع الفريق تحت وطأة ضغط الجماهير الألمانية والتطلعات العالية ليخرج من دور المجموعات ويبصم على أسوأ حصيلة له في تاريخ مشاركته في المونديال الكروي
وخلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم ومباريات دوري الأمم الأوروبية، برزت جودة كروية عالية، لكن ظهرت أيضًا مشاكل في إنهاء الهجمات وعقلية اللعب على مدى كل مجريات المباراة 

فلسفة هانسي فليك
تولى هانسي فليك الإدارة الفنية لمنتخب الماكينات الألمانية، في أغسطس 2021 خلفًا ليواكيم لوف، وحافظ على خصائص كرة القدم الألمانية التي تتسم بامتلاك الكرة واللعب الجميل، كما أضاف لمسته الخاصة، والتي أبهرت أنصار كرة القدم خلال الفترة التي كان يقود فيها نادي بايرن ميونيخ من نجاح إلى آخر.
ومازال أسلوب لعب الألمان يتميز باحتكار الكرة والسيطرة على اللعب، غير أن فليك يولي أهمية خاصة لمرونة اللعب في جميع المراكز، والضغط المبكر على الخصم. ولهذا سيكون من المهم هنا أن يقوم كل لاعب بالمساعدة في المراكز الأخرى لكي يكون بالإمكان مباغتة الخصم في الهجمات المرتدة. كما يتعين على هانسي فليك الاشتغال مع فريقه على الدقة في التمريرات الأخيرة وإنهاء الهجمات وذلك لكي تتمكن ألمانيا من بلوغ دور نصف النهائي، وهو هدفها الأدنى في بطولة قطر ٢٠٢٢.

نوير القائد
كلما ذُكر مانويل نوير حارس مرمى المنتخب الالماني، لا بد أن يدور الحديث عن أسلوبه الذي أحدث ثورة في كرة القدم، حيث إنه عادة ما يساند المدافعين من الخلف في بناء اللعب ولا يكتفي بالتغطية على الدفاع الأوسط. ومازال ابن السادسة والثلاثين يعتبر في نظر الكثيرين أفضل حارس مرمى في العالم، خاصة وأنه تمكن من التتويج بجميع الألقاب الممكنة في عالم كرة القدم. ولهذا، بدل الحديث عن دوره كمدافعٍ متأخر 

تاريخ الماكينات
العلاقة التي تربط ألمانيا بكأس العالم تنطوي على بعض خيبات الأمل، لكن أيضا على العديد من لحظات التألق والاحتفال. وتعتبر ألمانيا ثاني أنجح منتخب، بعد البرازيل، في نهائيات كأس العالم، فإلى جانب تتويجها باللقب العالمي أربع مرات في دورات ١٩٥٤، و١٩٧٤، ١٩٩٠ و٢٠١٤ واحتلت مركز الوصافة أربع مرات أيضا (١٩٦٦، ١٩٨٢، ١٩٨٦، ٢٠٢٢). كما تمكنت الماكينات الألمانية من احتلال المرتبة الثالثة في ثلاث مناسبات. وبالتالي، ليس غريبًا أن يكون أنجح المهاجمين في تاريخ أم البطولات من ألمانيا، حيث ارتقى كل من ميروسلاف كلوزه (١٦ هدفًا) وجيرد مولر (١٣ هدفًا) بفضل قوتهما التهديفية المبهرة إلى مصاف أساطير كأس العالم.