ماجستير بامتياز لـ«دراسة تثمن مواقف قطر من الأزمة السودانية»

alarab
محليات 26 أكتوبر 2015 , 05:46م
القاهرة – نجوى رجب
حصل الباحث سالم علي حسن مدعث الهاجري على درجة الماجستير بامتياز، من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن رسالة بعنوان "السياسة الخارجية القطرية تجاه السودان منذ 1995".

وتكونت لجنة المناقشة والحكم من كلٍّ من: الأستاذ الدكتور مصطفى علوي سيف، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية مشرفا ورئيسا، والأستاذ الدكتور جمال محمد السيد ضلع، رئيس قسم السياسة والاقتصاد بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية مشرفا، والأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية عضوا من الداخل، والأستاذ الدكتور صبحي قنصوة أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية عضوا من الخارج.

وأكد الباحث - خلال لجنة المناقشة - أن الدراسة سعت إلى تحليل السياسة الخارجية القطرية منذ تولي سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في قطر عام 1995.

وأرجع الباحث اختياره لدراسة هذه الفترة لمجموعة أسباب؛ أولا: إن عام 1995 شهد تحولا في السياسة الخارجية القطرية، وذلك بعد تولي سمو الأمير الوالد الشيخ حمد مقاليد السلطة في دولة قطر، وثانيا: طبيعة الوضع في السودان، الذي شهد تعقيدا عقب تولي جبهة الإنقاذ الحكم في عام 1989، إضافة إلى الظروف التي تتسم بتنامي الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي ووجود مشكلات اقتصادية، كالجفاف والمجاعة والتضخم والبطالة، فضلا عن الضعف الذي شاب العلاقات الخارجية السودانية.

وأوضح الباحث أن "الرسالة" هدفت إلى استكشاف محددات السياسة الخارجية القطرية تجاه السودان والعوامل المؤثرة فيها، ورصد تحليل مظاهر التطور والتغير الذي طرأ على السياسة القطرية تجاه السودان خلال الفترة محل الدراسة، وأبرز العوامل التي حددت هذا التغير، سواء كانت عوامل خارجة من البيئة الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، ومحاولة التوصل إلي التحديات التي تواجه دولة قطر في تحقيق أهداف سياستها الخارجية، والتعرف على عملية صنع إدارة السياسة الخارجية القطرية ورصد التغيرات التي طرأت عليها تجاه السودان، ومحاولة فَهم حقيقة الموقف القطري من الأزمات والإشكاليات السودانية، ومعرفة أدوات تنفيذ السياسة الخارجية القطرية بصفة عامة، واتجاه السودان بصفة خاصة.

ونوه "الباحث" إلى أن إشكالية الدراسة انطلقت من السعي إلى رصد تحليل السياسة الخارجية القطرية اتجاه السودان، والوقوف على المحددات الأساسية التي تحكم هذه السياسة، خاصة أن هناك الكثير من المتغيرات والأحداث التي شهدتها الدولة القطرية بعد تولي سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد السلطة، وأثرت في سياسة قطر الخارجية، وما تلا ذلك على الصعيد الإقليمي من وقوع العديد من الأحداث والحركات الاحتجاجية في المنطقة، وأدى ذلك إلى إعادة رسم خريطة القوى السياسية في المنطقة، وإعادة تشكيل للقوى الفاعلة والمؤثرة في الإقليم.

وقد كشفت الدراسة أن النجاح الذي حققته السياسة الخارجية القطرية في حل كثير من الأزمات الإقليمية يرجع إلي مجموعة من العوامل الأساسية؛ تتمثل في: توافق الإرادات الإقليمية والدولية خاصة الأمريكية على القضية التي تقوم قطر - بدورها - الوساطة فيها، ولعل التميز القطري يتمثل في اختيار القضايا التي تتوافق أو تتطابق أحيانا والإرادات والخرائط الإقليمية والدولية بشأنها، ووقوف قطر على مسافة واحدة من مختلف الفرقاء السياسيين والمذهبيين واحتفاظها بعلاقات جيدة مع كل اللاعبين الفاعلين داخل الدولة محل الوساطة، وانحصار مصلحة قطر في نجاح عملية الوساطة ذاتها.

وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تمثلت في: 

1- قيام سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة عقب توليه مقاليد الأمور في قطر عام 1995، إلى إحداث تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية القطرية، فقد كانت عملية صنع القرار لدولة قطر آنذاك تتوزع بشكل أساسي بين الأمير وبعض معاونيه.

2-اعتمدت قطر سياسة خارجية متميزة، رغم صغر حجمها، وهذا يرجع في شق كبير منه إلى طبيعة التفاعلات السياسية، ورغبة القيادة السياسية المتمثلة في سموه، الذي حاول أن يضع صورة ليبرالية إيجابية للحكم بهدف رئيس، متمثلا في بناء سياسة خارجية نشطة، سار عليها من بعده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى.

3- رسمت قطر سياستها الخارجية ببراعة، من خلال الاعتماد على دبلوماسية الوساطة، وقد هدفت من خلالها إلى تدعيم مركزها في الإقليم، عبر رسم صورة الوسيط المحايد الذي يمكن الاعتماد عليه، والمهتم بالسلام والاستقرار في المنطقة.

4- تدخل قطر في الصراعات والأزمات المشتعلة في المنطقة العربية، جاء في شق كبير منه للرغبة في نزع فتيل الأزمة، أو تخفيف التوتر، وليس بالضرورة حل صراع.

5- التوجه نحو السودان جاء في سياق استراتيجية خارجية لقطر، تقوم على الرغبة في تعظيم دورها الإقليمي وتعويض حجمها الإقليمي.

6- تدخلت قطر في أزمة دارفور، وأدت إلي توقيع اتفاق سلام، ومنح عدد من المساعدات المالية لسكان دارفور للتنمية وإعادة الإعمار، إذ اعتمدت قطر علي العنصر الاقتصادي لتنشيط سياستها الخارجية، فعمدت إلى استخدام آلية الاستثمارات الأجنبية.

7- نجحت قطر في احتواء أزمة دارفور برغم فشل العديد من القوى الإقليمية التي تدخلت في النزاع، مما يدل على أهمية الوساطة القطرية.
                        /أ.ع