جامعة حمد بن خليفة: «دلائل النبوة» يسعى لاستكشاف جوهر الإيمان

alarab
محليات 26 سبتمبر 2024 , 01:09ص
حامد سليمان

انطلقت، أمس في مبنى»ذو المنارتين» بالمدينة لتعليمية، فعاليات مؤتمر السيرة النبوية الذي تنظمه كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، ويستمر على مدى يومين، تحت شعار «أهمية دلائل النبوة في العصر الحديث» بمشاركة نخبة من العلماء والأكاديميين والمتخصصين من دولة قطر ومختلف مناطق العالم.
يناقش المؤتمر دلائل نبوة رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) كركيزة رئيسية في الدراسات الإسلامية المعاصرة، والأبعاد التاريخية والمعاصرة لعلم دلائل النبوة، ويستكشف التداخل بين الفكر العلمي الحديث وعلم الدلائل.
كما يناقش كيفية تطبيق الدلائل النبوية لتعزيز أساليب الحياة الإسلامية الحديثة، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى ذات الصلة، ويسلط الضوء على كيفية تطبيق تعاليم السيرة النبوية في التصدي ومعالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات المسلمة في دولة قطر وعلى مستوى العالم.

استحضار فضل النبي الكريم
من جانبها أكدت الدكتورة عائشة يوسف المناعي - مدير مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة ورئيسة المؤتمر - على أهمية هذا الحدث من موضوعه الذي يستحضر فضل النبي الكريم على البشرية وحياة الإنسان وضبطه على مسار الحق والخير والسعادة، مشيرة إلى ضرورة هداية الإنسان الذي جبل على السعي وراء مصالحه وأهوائه لذلك أرسل الله الرسل لينيروا للبشرية الطريق القويم.
وقالت إن كمال عدل الله والفطرة السليمة تقتضي إرسال الأنبياء لتصحيح ما في قلبه وعقله نحو مقاصد الله من خلق الإنسان، فالنبوة تؤكد أن ما يريده الأنبياء يتفق مع مقاصد الله من خلقه موضحة أن الدلائل على النبوة كثيرة وتعرض لها الكثير من العلماء السابقين.

غزو بالهجوم على الشريعة
من جانبه أكد قال الدكتور رجب شانتورك، عميد كلية الدراسات الإسلامية على أهمية المؤتمر، وقال: إن شعار مؤتمر هذا العام «دلائل النبوة» يسعى لاستكشاف جوهر الإيمان ذاته، والتأكيد على أهمية الهداية الإلهية في عصر يتسم بشكل متزايد بالشك وكثرة التحديات المعرفية والأيديولوجية، فمن خلال تنظيم فعاليات رئيسية مثل هذا المؤتمر، فإن كلية الدراسات الإسلامية تؤكد التزامها بإتاحة منصة فريدة من نوعها تساهم في النقاش الفكري والحوار البناء حول الإسلام وفق منظور عالمي معاصر.
وأضاف: المؤتمر يعمل على إثبات ضرورة النبوة بالأدلة العقلية التي تناسب الهجمة على الشريعة الإسلامية وأفكار الإلحاد وإنكار الربوبية والأديان، مشددا على أن النبوة من أهم مقومات استمرار الحياة لإرشاد الناس وهدايتهم وتوجيه إرادة الإنسان بقوانين إلهية لا تخضع للمصالح والأهواء وتعرفه الحسن والقبح بعيدا عن الأهواء ناهيك عن معرفة عالم الغيب وما بعد الموت وكلها أمور لا تدرك إلا بعلم يتم تبليغه عن الخالق سبحانه.
وأشار إلى أن المعجزات الحسية والعقلية التي وصلتنا من مصادر معتبرة ومعجزات مستمرة حتى وقتنا الحالي القرآن الكريم وانشقاق القمر وغيرهما الكثير.
ونبه الدكتور شانتورك إلى ما يحدث في العالم الإسلامي هو غزو مشاهد من خلال الحروب والصراعات والاعتداءات الوحشية وهناك غزو غير مرئي بالهجوم على الشريعة الإسلامية وغزو أفكار الشباب وصغار السن والتشويش على عقيدتهم وإيمانهم مشيرا إلى أن كلية الدراسات الإسلامية تعمل على مشروعين في هذا الإطار الأول «الإيمان أمانة» يهتم بتعزيز إيمان الشباب وحفظه والاهتمام به ومواجهة الإلحاد وزعزعة العقيدة من خلال التربية الإسلامية الصحيحة ونقل فكر الشباب من التقليد إلى التحقيق، والمشروع الثاني «السيرة الرقمية» وهدفه تحبيب النشء في الرسول وسيرته كونه البشير بكل خير والنذير من كل سوء.
وتناقش جلسات المؤتمر التي تستمر يومين قضايا استثنائية في هذا المجال، أبرزها كيفية نشر السيرة النبوية في العصر الحديث في ضوء هيمنة القِيم الغربية، وأهمية المناهج العلمية المتعلقة بعلم الدلائل لمواجهة موجات الإلحاد الحديثة وكيف يمكن للدروس المستفادة من علم الدلائل أن تساعد وتعزز في تربية أطفال المسلمين اليوم، كما يخصص المؤتمر أيضًا جلسة للطلاب تتيح لهم فرصًا للتواصل مع أقرانهم والخبراء المتخصصين وذلك لتعزيز مسيرتهم الأكاديمية.