فيديو|السيسي ينتقل من «صبح على مصر بجنيه» لـ «أنا عاوز الفكة اللي معاك»
حول العالم 26 سبتمبر 2016 , 03:50م
محمد نجم الدين
ألقى رئيس النظام المصري خطابا حديثا في ظهور جديد له اليوم، "السيسي" الذي طالما أثار الجدل بمبادراته العجيبة والتي كان آخرها حملة "صبح على مصر بجنيه"، حيث دعا المصريين (الذين يعانون البؤس والشقاء) للتبرع في صباح كل يوم بجنيه لصالح الدولة، الأمر الذي أشعل مواقع التواصل بالسخرية منه وتصريحاته، ليطل علينا اليوم بأحدث "أفكاره الفضائية" في مبادرة بعنوان «أنا عاوز الفكة اللي معاك».
حيث تداول نشطاء مواقع التواصل، مقطع مصور لـ"السيسي" ضمن خطابه اليوم، قال فيه: «يعني مينفعش ناخد معرفش تعملوها إزاي، الفكة الخمسين قرش والجنيه في المعاملات تتحط في حساب لصالح المشروعات والخدمات".
وأضاف متلعثما: "يعني بصرف شيك بـ1255.50 ولا بـ80 قرش، مقدرش أخد الفكة دي نحطها في مشروعات زي كده، الناس في مصر عايزة تساهم بس الآلية فين؟، يعني أوصل اللي عايز أقدمه إزاي.. مش عارف».
وتابع: «فيه آلية أقوى، بنتكلم في معاملات لـ20 أو 30 مليون إنسان لو الفكة جنيه و90 قرش، ممكن يبقوا رقم، لو سمحتم أنا عايز الفلوس دي، إزاي ناخدها أنا معرفش»، ثم دوت القاعة بالتصفيق المعتاد من حاشيته المرافقة له في جميع خطاباته.
وبالرغم من حالة الانهيار الاقتصادي غير المسبوقة في تاريخ مصر، وتدني مستوى المعيشة للمواطنين بشكل وصفه المحللون بـ"الكارثي"، وانهيار سعر الجنيه أمام الدولار بسبب الندرة في توفر العملة الصعبة ما أدى إلى ارتفاع جنوني للأسعار، ظهر رئيس النظام المصري اليوم ليمني شعبه بوعود وأمنيات جديدة على غرار "قناة السويس الجديدة .. ومشروع المليون وحدة .. وغيرها الكثير من المشاريع التي زعم السيسي أنها ستجعل مصر (أد الدنيا) على حد وصفه".
كان السيسي قد وعد المصريين عقب الانقلاب العسكري في يوليو 2013، بتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، ووعدهم بالخروج من ضيق العيش إلى سعة الرخاء الاقتصادي خلال عامين، ومضى العام الأول تحت ستار المرحلة الانتقالية، وتولى عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، لتُختبر مقولاته التبشيرية التي صدرها للمجتمع المصري حول البنية الأساسية ومكانة مصر الاقتصادية وتدفق الاستثمارات.
ومضى عامان على ولاية السيسي، ليفاجأ المصريون بأنهم مطالبون بدفع فواتير تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كان أولاها تخفيض الدعم بالموازنة المصرية على الوقود والسلع الغذائية وبنود أخرى بنحو 51 مليار جنيه (5.7 مليار دولار) في موازنة 2014-2015، ما ترتب عليه ارتفاع أسعار وقود السيارات، والغاز الطبيعي بالمنازل والمصانع والأنشطة التجارية، وارتفعت كذلك رسوم استهلاك المياه.
ثم جاءت دعوة المصريين للتبرع في حساب "تحيا مصر" الذي حوّل إلى صندوق فيما بعد. وكانت آخر دعوات التبرع من قبل السيسي نفسه حملة "صبح على مصر بجنيه".
ورغم هذا الأداء السلبي تتبنى الحكومة المصرية والسيسي نفسه خطابا يتسم بتحقيق إنجازات، وأنه يواجه تحديات عصر مبارك الذي امتد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.
وحديث الأرقام في قنوات إعلام السيسي ليل نهار، عن التطور في الناتج المحلي الإجمالي يكذبه الواقع من حيث استمرار أزمة البطالة كما هي، واتساع رقعة العمالة غير الرسمية، وكذلك تراجع الصادرات وزيادة الواردات.