دأبت فعالية «مرحبا» التي تنظمها مؤسسة قطر للترحيب بطلابها الجدد في بداية كل عام دراسي، على تعرف الطلاب المنضمين حديثًا إلى المدينة التعليمية بأهمية الخروج من منطقة الراحة والاستفادة من فرص التعلّم التي تتيحها خدمة المجتمع، من قبيل مبادرات التوعية المحلية والمشاريع الدولية، وذلك للإسهام في معالجة التحديات الراهنة والحث على التغيير الإيجابي الهادف. وخلال فعالية هذا العام تحدثت جو يونغ كيم، وهي طالبة في سنتها الأخيرة بجامعة نورثويسترن في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، إلى أكثر من 800 طالب جديد حضروا الفعالية التي احتضنها ملتقى (مركز طلاب المدينة التعليمية)، مستعرضةً جوانب عدة من تجربتها، حيث سلطت الضوء على بعض تجليات تحركاتها في مجال خدمة المجتمع، التي قادتها إلى كل من لاوس ونيبال.
ففي لاوس، أسهمت كيم في بناء سكن جامعي صديق للبيئة للطلاب الذين كانوا مجبرين على السير لمسافات طويلة قبل الوصول إلى مدرستهم. وقد سمح لهم المرفق الجديد بالعيش بالقرب من المدرسة، والتركيز على التعليم. أما في النيبال، فقد شاركت كيم في إطلاق مشروع مستدام يوفر طاقة نظيفة لأسرة تسكن في الجبال.
وقالت كيم: «الأمر يتعلق بأن تكون جزءًا من شيء ما - شيء أكبر من نفسك. إنه انخراط في قيم التواصل والتعاطف والتفاهم. علمتني هذه الرحلات التعامل مع كل مجتمع بتواضع واحترام، وتعلمت كيفية العمل مع الناس - وليس فقط من أجلهم. وتعلمت قيمة كل بادرة طيبة وكل عمل تعاوني».
ونصحت الطلاب بالقول: «غادروا مناطق راحتكم، واستعدّوا للتعلّم والنمو وإحداث التأثير. قد تشكل هذه الخطوة بعض التحديات، لكن ثقوا بي، ستحظون بتجارب مشوقة ومثمرة - ليس فقط كطلاب، بل كمواطنين عالميين، وستظل هذه التجارب مصدر فخر لكم».
وأضافت: «في نهاية الأمر، ما تجنيه من تكريس وقتك وطاقتك وعواطفك في سبيل خدمة المجتمعات هو أمرٌ لا يمكن لأي كتاب مدرسي أن يعلمك إياه، ستكتسب منظورًا خاصًا إلى الحياة، وتتعلم أهمية التواصل في بعده الشامل، وسيصبح لديك هدفٌ تسعى إلى تحقيقه. لذا، إذا سنحت الفرصة، فقل نعم. ثق بالرحلة، وانطلق نحو التحدي».
من جانبها، قالت أماني بن عمر، وهي طالبة في وايل كورنيل للطب - قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، خلال فعالية «مرحبا» إنها حين بدأت رحلتها في المدينة التعليمية العام الماضي، كانت تعتقد- مثل العديد من الطلاب الجدد- أن الجامعة، وتحديدًا الطب، تتلخص فقط في تحقيق درجات جيدة، واجتياز الامتحانات، ونيل شهادة جامعية.
وأضافت: «ومع ذلك، كلما تقدمتُ في رحلتي، زاد تساؤلي: ألا ينبغي لنا، كمواطنين عالميين فاعلين، أن نكون أكثر من مجرد رقم في سجلّ درجات؟ أليس من المفترض أن تكون الحياة، التي هي محور جميع التخصصات التي تُدرّس في مؤسسة قطر، أكثر من مجرد استظهار للحقائق والتحقق من المطلوب؟».
وتابعت: «في المدينة التعليمية، يتجاوز التعلم حدود الفصل الدراسي؛ فانطلاقًا من التطوع، ومرورًا بالبحوث، ووصولًا إلى الأنشطة اللاصفية، يتجلى النمو الحقيقي عندما نطبّق ما تعلمناه في الفصل على تحديات العالم الحقيقي. مؤسسة قطر ليست مجرد مكان للدراسة، بل هي مكان لتعلم كيفية النمو والتآزر».
وأشارت إلى أنه «من السهل جدًا الوقوع في فخ تقييم أنفسنا وفقًا للدرجات الدراسية، أو أرقام النشر، أو تخصصاتنا. ومع ذلك، أحثكم على إدراك أن هذا هو المسار الذي يمكّنكم من أن تصبحوا أشخاصًا جددًا. نحن أكثر من مجرد طلاب».
في جامعات مؤسسة قطر، تبدأ خدمة المجتمع منذ لحظة وصول الطلاب إليها. أسبوع التوجيه لديهم هو أكثر من مجرد لقاءات تعريفية وحوارات لكسر الجمود؛ إنه فرصة لإحداث الفارق. في وايل كورنيل للطب - قطر، على سبيل المثال، شارك الطلاب الجدد في مبادرة لجمع التبرعات لجمعية قطر الخيرية، وفي تقديم وجبة غداء تقديرًا وامتنانًا لإسهامات العاملين في مجال الدعم. وبذلك يتعلم الطلاب الجدد مبكرًا أن خدمة المجتمع تبقى هي حجر الزاوية في رحلتهم الأكاديمية بالمدينة التعليمية.