ميركل تتوعد بمواجهة اليمين المتطرف وسط استمرار تدفق المهاجرين إلى أوروبا
حول العالم
26 أغسطس 2015 , 05:13م
أ.ف.ب
تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل - الأربعاء - عدم التسامح مع الهجمات "المعيبة" ضد طالبي اللجوء، ومواجهة اليمين المتطرف الذي استقبلها بصيحات الاستهجان لدى وصولها إلى مركز إيواء في هايديناو (شرق)، في حين يستمر تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
وقد استقبل متظاهرون ألمان من اليمين المتطرف المستشارة بصيحات الاستهجان، لدى وصولها إلى المركز في هايديناو. ورفع حوالي 200 شخص لافتات، كُتب عليها "خائنة".
لكن ميركل قالت لدى وصولها: "يجب القول بوضوح: لن يتم التسامح أبدا مع هؤلاء الذين لا يحترمون كرامة الآخرين".
وأضافت: "كلما كان هذا واضحا للناس كلما أصبحنا أقوى وأفضل، وأكثر قدرة على القيام بهذه المهمة"، أي رعاية طالبي اللجوء.
ويأتي هذا فيما سادت مشاهد الفوضى في المجر؛ إذ أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مهاجرين، قرب معبر روشكي، إذ تعبُر غالبية الأشخاص إلى المجر من صربيا، التي لا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي.
وسعت الشرطة إلى منع نحو 200 شخص من محاولة مغادرة مركز اللاجئين الرئيس في البلاد.
وأعلنت بودابست أنها سترسل أكثر من 2100 شرطي إلى الحدود الصربية، لمواجهة تدفق اللاجئين، إذ عبر أكثر من 2500 إلى الاتحاد الأوروبي، من خلال حدودها الجنوبية مع صربيا، وهو أعلى رقم يسجل في يوم واحد.
وتسعى أوروبا - جاهدة - للتعامل مع أكبر أزمة للمهاجرين غير الشرعيين، منذ الحرب العالمية الثانية، إذ وصل الآلاف إلى السواحل الإيطالية واليونانية، فيما يتسلق آخرون شاحنات للعبور من فرنسا إلى بريطانيا.
وفي ظل الافتقاد إلى خطة أوروبية متماسكة لمواجهة الأزمة، اتخذت الحكومات في أوقات عدة خطوات متناقضة، في التعاطي مع هذه القضية.
وتقوم المجر ببناء جدار لمنع دخول المهاجرين، فيما دعا نائب رئيس الوزراء التشيكي، أندري بابيس، إلى إغلاق حدود منطقة شنغن، ونشر قوات لحلف شمال الأطلسي.
أما ألمانيا، التي تستعد لاستقبال 800 ألف طالب لجوء هذا العام، فسهلت إجراءات طلبات اللجوء للسوريين الفارين من الحرب الأهلية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، ناتاشا برتو، في بروكسل: "هذه حالة واحدة، نحن على علم بها بين الدول الأعضاء".
وأضافت برتو أن هذه الخطوة "تشكل اعترافا بأننا لا يمكننا ترك الدول الأعضاء الواقعة على الحدود الخارجية، تتولى وحدها إدارة" التدفق الاستثنائي للمهاجرين، مثل اليونان أو إيطاليا.
لكن هذه الخطوة لم تكن موضع ترحيب في ألمانيا، لا سيما في شرق البلاد، إذ شنت سلسلة هجمات ضد مراكز طالبي اللجوء.
واتهم الرئيس الألماني يواكيم غاوك "ألمانيا المظلمة" بالوقوف وراء سلسلة الهجمات المعادية للأجانب، كما ندد القادة الألمان بهذه الهجمات.
وفي أعقاب الوصول القياسي الذي بلغ 2100 شخص إلى المجر، يوم الاثنين وحده، تدفق مئات اللاجئين أيضا الثلاثاء، إلى الحدود الصربية-المجرية، قبل أيام من الانتهاء المتوقع في 31 من أغسطس، لبناء سياج معدني من أجل إغلاق هذه الطريق المؤدية إلى الاتحاد الأوروبي.
وهؤلاء المهاجرون الذين يسلكون "طريق البلقان الغربية"، اجتازوا الحدود قرب قرية روشكي المجرية، أحد الأجزاء الباقية من الحدود مع صربيا، التي لم تغلق بعد.
وقد توقفت رحلتهم الأسبوع الماضي، عندما أغلقت مقدونيا حدودها طوال ثلاثة أيام، وصدت المهاجرين بالهراوات.
وفي شمال صربيا، وصلت أكثر من عشرين حافلة مليئة باللاجئين، ليل الاثنين والثلاثاء، إلى سوبوتيتشا، ثم تابعوا سيرهم مشيا إلى المجر، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس هناك.
وفي جنوب البلاد، سجل مركز بريشيفو لاستقبال اللاجئين، وصول حوالي ألف شخص، كما ذكرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين التي أحصت أكثر من 700 في الصباح.
وقد عبَرَ أكثر من ألف مهاجر - الثلاثاء - الحدود اليونانية-المقدونية، وفي المساء دخلت سفينة تقل 2489 لاجئا - معظمهم من السوريين - مرفأ بيريه اليوناني، آتية من جزيرة لسبوس، بانتظار سفينة أخرى، الأربعاء.
وبرغم أن موجة الهجرة قد استثنتها، فقد أعلنت بلغاريا أنها أرسلت جنودا لتعزيز مراكزها الحدودية الأربعة، مع مقدونيا.
وقررت النمسا الاستعانة بحوالي 500 جندي، لإقامة مراكز إيواء وتوزيع المساعدة الغذائية.
وفي جنيف، أعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين، مليسا فليمينغ، أن "الوضع قد هدأ بعد مشاهد الفوضى، الأسبوع الماضي"، على الحدود الألمانية-المقدونية، لكنها قالت إنها تتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين من 1500 إلى 3000 يوميا، في هذا القطاع.
وبيْن يناير ويونيو، دخل حوالي مئة ألف مهاجر غير شرعي إلى الاتحاد الأوروبي، عبر مقدونيا وصربيا والبوسنة والهرسك وألبانيا ومونتينيغرو وكوسوفو، في مقابل 8000 في الفترة نفسها من العام الماضي، كما ذكرت وكالة فرونتكس المسؤولة عن الحدود الخارجية لفضاء شنغن.
وتقول فرونتكس إن عدد المهاجرين على حدود الاتحاد الأوروبي بلغ في الإجمال - خلال الأشهر السبعة الأولى من هذه السنة - 340 ألفا، في مقابل 123,500 في الفترة نفسها في 2014.
وفي الأسبوع الأخير وحده، أنقذ في البحر المتوسط حوالي 5300 شخص، أتى معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك في إطار عشرات عمليات الإنقاذ التي تقوم بها البحرية الإيطالية، أو مهمة تريتون الأوروبية.
وخلال قمة غرب البلقان الغربية، المقررة الخميس، في فيينا، ستقترح النمسا خطة تحرك من خمس نقاط، تنص على تكثيف التصدي لشبكات المهربين، وتوزيع "عادل" للاجئين في بلدان الاتحاد الأوروبي، وتشديد التعاون الأمني ومساعدة بلدان المهاجرين، ووضع "استراتيجية لجوء على الصعيد الأوروبي".
لكن المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق المهاجرين، فرنسوا كريبو، رأَى أنه على الاتحاد الأوروبي إعداد سياسة استقبال للاجئين "متماسكة وشاملة"، وتحترم حقوق الإنسان.