وقفة احتجاجية لمثقفي مصر لدعم الحريات

alarab
ثقافة وفنون 26 أغسطس 2012 , 12:00ص
القاهرة - إيهاب مسعد
نظم عدد من رموز الثقافة المصرية وقفة احتجاجية بميدان طلعت حرب بالقاهرة للتعبير عن قلقهم من محاولات تغيير هوية الدولة المصرية ومن الدستور الذي تجرى صياغته حاليا، خصوصا فيما يتعلق بالحريات العامة والخاصة وللتنديد بما تتعرض الثقافة والإبداع ومحاولات تكميم الأفواه التي تمثلت في مصادرة بعض الصحف ومنع كتاب صحافيين من الكتابة والاعتداء على الإعلاميين. وشارك بالوقفة مثقفون وإعلاميون منهم الأديب جمال الغيطاني ويوسف القعيد والشعراء زين العابدين فؤاد وشعبان يوسف ومحمد فريد أبوسعدة والكاتب الصحافي عادل حمودة والفنان الدكتور إبراهيم غزالة والكاتب حلمي النمنم والمخرج المسرحي عصام السيد، وعدد كبير من شباب المثقفين والإعلاميين. وطالب المثقفون في وقفتهم بإقرار مبادئ الحريات العامة وحرية التعبير في الرأي والتفكير والإبداع والصحافة، وقاموا برفع صور لرواد التنوير المصري مثل الإمام محمد عبده والأديب طه حسين ورفاعة الطهطاوي والدكتور نصر حامد أبوزيد وجمال حمدان وصلاح جاهين وغيرهم، كما رددوا هتافات ضد الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين منها «يا حرية فينك فينك حكم المرشد بينا وبينك»، «لم يفعلها مبارك وفعلها مرسي» في إشارة إلى حبس إسلام عفيفي رئيس تحرير جريدة الدستور. وفي تصريحات لـ «العرب» قال الشاعر زين العابدين فؤاد: «هذه الوقفة لسببين الأول نريد دستورا يتم بالتوافق بين كل المصريين، دستورا يعبر عن كل الحريات والحقوق ومساواة تامة بين كل المصريين الحقوق والوجبات». وأضاف زين العابدين: «أما السبب الثاني في الوقفة أن الثقافة والإعلام المصري يتعرض لهجمة شرسة تصادر آراء وتسجن صحافيين وتصادر صحفا وتمنع كتّابا من الكتابة، وتلك بداية مقلقة جدا؛ لذلك ليست تلك المرة الأولى التي نقف فيها، بل هي الثانية ولن تكون الثالثة أو الرابعة، بل سنقف كثيرا حتى تحقق حرية الرأي ونوقف تلك الهجمة». من جانبه قال الشاعر شعبان يوسف: «هذه الوقفة ضد كل ما هو فاشي وديكتاتوري، وواضح أن التصريحات والتطورات الأخيرة التي حدثت من إهانة للمثقفين والصحافيين والإعلاميين لدرجة ضربهم والتنكيل بهم، فهذه مقدمة طبيعية لعصر من الانحطاط الديمقراطي الذي لم تشهده مصر تقريبا على مدى 60 عاما تحت حكم العسكر، فحكم الإخوان أقسى بكثير من حكم العسكر». وأضاف يوسف: «وبالتالي هذه الوقفة لا تكتفي بالوقوف، ولكننا سنقاوم بأقصى ما نستطيع لأن التاريخ لم يثبت على مدى تطوره أن قد كممت الأفواه أو قمع الإبداع أو قتلت الحرية، والشعب المصري جرب أشكالا كثيرة من القمع والسحل والتنكيل، لكنه كل مرة استطاع أن يقاوم ويهب ويقف مرة أخرى معافى الجسد». على جانب آخر قال الأديب يوسف القعيد: «إننا اليوم نقف احتجاجا على منع بعض الكتاب من الكتابة وعلى تحويل رئيس تحرير جريدة الدستور لمحاكمة وحبسه وعلى إغلاق قناة الفراعين ومحاكمة رئيسها». وأكد علي أن هذه الوقفة سلمية لا علاقة بأي سياق آخر، «وسعيد جد بهذا العدد الضخم من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي الذي لم أكن أتوقع حضوره».