الأدعم يكتب التاريخ بحروف من ذهب

alarab
رياضة 26 يوليو 2021 , 12:15ص
رسالة أريزونا - وحيد بوسيوف موفد لجنة الإعلام الرياضي

واصل منتخبنا الوطني كتابته للتاريخ في بطولة الكأس الذهبية التي يشارك فيها لأول مرة، بعد أن حجز مقعداً له في الدور نصف النهائي عن جدارة واستحقاق، حيث أقصى المنتخب السلفادوري في الدور ربع النهائي بنتيجة 3-2 خلال مباراة مثيرة كان فيها العنابي متفوقاً بثلاثية نظيفة مع بداية الشوط الثاني فيما قلص المنتخب السلفادوري النتيجة مرتين.
وقد ظهر العنابي بمستوى رائع في الشوط الأول خلال تقدمه بالنتيجة في مناسبتين وسط دهشة وصدمة لجماهير السلفادور التي حضرت بأعداد كبيرة لتشجيع منتخب بلادها في ملعب «ستيت فارم»، أما الشوط الثاني كان أداء بطولياً خاصة بعد تمكن السلفادور من تقليص الفارق مرتين، كما كاد العنابي أن يسجل أهدافا أخرى من خلال محاولته الدفاع عن تقدمه عن طريق الضغط على منافسه في منطقته بدل الدفاع عن مرماه فقد كانت أحسن وسيلة للدفع بالمنافس للتسرع حينما يمتلك الكرة، وهذا ما حدث خلال الدقائق الأخيرة التي تفوق فيها الأداء البطولي لمنتخبنا الوطني بالتأهل للمربع الذهبي، ليتحقق بذلك حلم وأمنية المدرب واللاعبين الذين سطروا هدفهم في المباراة بمواصلتهم المشوار في البطولة.

الحفاظ على نفس التكتيك
للمباراة الرابعة على التوالي اختار مدرب منتخبنا الوطني خوض مباراة السلفادور بنفس التكتيك الذي لعب به خلال المباريات الثلاث في الدور الأول، كما اعتمد على نفس التشكيل الذي خاض به مباراة الهندوراس في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، من خلال اعتماده على ثلاثة مدافعين وهم بوعلام خوخي في قلب الدفاع وإلى جانبيه عبدالكريم حسن في اليسار وبسام الراوي على اليمين، ويساعد كل من همام الأمين وبيدرو ميجيل الثلاثي في أدوارهم الدفاعية، بينما تواجد في الارتكاز اللاعبان كريم بوضياف وعبدالعزيز حاتم، وللمرة الثانية على التوالي في البطولة لعب حسن الهيدوس قائد منتخبنا الوطني أساسيا خلال اللقاء بعد أن كان احتياطيا في مواجهة جرينادا، كون المباراة كانت بحاجة للاعب مهاري مثله في اللقاء ويصنع الأهداف لثنائي الهجوم المعز علي وأكرم عفيف، وهي الطريقة التي جعلت منتخبنا يتصدر مجموعته الرابعة في دور المجموعات، لهذا فضل سانشيز أن يلعب بنفس الطريقة وألا يقوم بتغييرات في الدور ربع النهائي، لتتغير هذه الخطة بعد تسجيل المنتخب السلفادوري لهدفين، حيث عاد عبدالكريم حسن لأول مرة في البطولة لمركزه الأصلي (ظهير أيسر).
أما منتخب السلفادور فقد اختار مدربه هوجو بيريز خوض المباراة بنفس التشكيلة والخطة التي لعب بها خلال مبارياته في الدور الأول، من خلال أربعة لاعبين في الدفاع وثلاثة لاعبين في وسط الميدان، كما اختار بيريز أن يهاجم بثلاثة لاعبين عن طريق الثلاثي انريكي وجوشوا بيريز وخواكين ريفاس الذي كان أخطر لاعبي السلفادور في المباراة.

عدم إعطاء الفرصة للمنافس
كما حدث في مباريات الدور الأول، كان العنابي هو المبادر بالهجوم في مباراة السلفادور كونه الأفضل هجوميا في البطولة بـ 12، حيث فضل سانشيز أن يبدأ لقاء السلفادور أيضا هجوميا ومحاولة استغلال أول فرصة لتسجيل هدف التقدم، وهذا ما حدث بالفعل بواسطة المعز علي الذي سجل هدفاً مبكراً بعد تمريرة أكرم عفيف الرائعة، وهو الهدف الذي أعطى للاعبين دافعا لتسجيل أهداف أخرى.
والدروس التي خرج بها منتخبنا في الدور الأول خاصة أمام بنما كانت حاضرة في لقاء السلفادور، لهذا واصل العنابي في الشوط الأول من مباراة السلفادور الضغط على منافسه في منطقته، لتفادي أي ضغط لو تقدم نحو الهجوم، فلم يقدم نجوم العنابي أي فرصة لهم حتى بقيام هجمة بعد الهدف الأول الذي سجله المعز علي، العكس الأفضلية الهجومية كانت من جانب العنابي.

شوط أول رائع
تسجيل العنابي لهدفين مبكرا في الشوط الأول لم يجعله يعود للخلف للدفاع عن هدفه، بل قام بتسيير هذا الشوط بشكل رائع بعدم التسرع والتركيز أكثر، وفي نفس الوقت عدم إعطاء الفرصة للاعبي السلفادور لأن يكونوا المبادرين في الهجوم حتى لا يتاح لهم تقليص الفارق، فنجوم العنابي واصلوا محاولاتهم الهجومية بحثا عن أهداف أخرى من خلال الهجمات التي قادها الثلاثي أكرم عفيف والمعز علي وحسن الهيدوس، فيمكن القول إنه أفضل شوط للعنابي في البطولة لأهمية اللقاء وكذلك المنافس الذي أرهق المكسيك حامل لقب النسخة الأخيرة من البطولة.

أوراق «هوجو بيريز» تتبعثر
في الدقيقة 37 أرسل هوجو بيريز مدرب السلفادور رسالة ورقية لقائد خط وسطه كتب فيها تعليمات تكتيكية له طالبه بتنفيذها، التي يبدو فيها أنه أشار إلى غلق المساحات أمام مهاجمي منتخبنا، لكن تلك المحاولة فشلت أيضا بعد أن تبعثرت تلك الورقة أمام المستوى الرائع الذي ظهر به العنابي في الشوط الأول فقد كان هو المبادر أيضا بالهجوم خلال الدقائق الأخيرة.

مواصلة الضغط
الشوط الثاني بالنسبة للعنابي لم يكن من أجل الحفاظ على تقدمه، بل لتسجيل أهداف أخرى، فمع بداية صافرة حكم المباراة واصل منتخبنا الوطني الضغط على منافسه في منطقته، وهذا ما أثر على نفسية لاعبي السلفادور الذين عانوا بشكل كبير من سرعة نجوم العنابي في نقل الكرة من الدفاع للهجوم، وهذا ما كان قد حذر منه حتى مدربهم قبل اللقاء، هذا الضغط كان كفيلاً لإضافة هدف آخر بواسطة المعز علي الذي عزز رصيده من الأهداف ومن تقدم منتخبنا الوطني بثلاثة أهداف بواسطة ركلة جزاء في الدقيقة 55.

أخطاء دفاعية
لم يسجل المنتخب السلفادوري الكثير من الفرص في بداية الشوط الثاني، بعد أن استسلم للضغط الذي فرض عليه من منتخبنا، لكنه استطاع أن يستغل خطأ في المراقبة لتسجيل الهدف الأول لهم في المباراة خلال الدقيقة 63 عن طريق خواكين ريفاس الذي يتحمله أكثر بسام الراوي.
ولم تمر ثلاث دقائق على الخطأ الأول من دفاع منتخبنا أخطأ بوعلام خوخي في التعامل مع الكرة في الدقيقة 66 بعد أن فضل مراوغة الظهير الأيمن للمنتخب السلفادوري تاماكاس، هذا الأخير اقتنص منه الكرة ومررها لمسجل الهدف الأول خواكين ريفاس الذي وجد نفسه وجها لوجه مع حارس منتخبنا مشعل برشم، فهذان الهدفان لم يكونا من خلال هجمة منظمة من المنتخب السلفادوري لكن من خلال استغلال خطأين فقط.

تغييرات تكتيكية لمعالجة الثغرات

الأخطاء الدفاعية التي ظهرت في قلب دفاع منتخبنا الوطني وتسببت في تسجيل السلفادور لهدفين، جعلت فيليكس سانشيز مدرب العنابي يتدخل ويقوم بإدخال طارق سلمان مكان همام الأمين، حيث أعاد فيه عبدالكريم حسن لمركزه الأصلي كظهير أيسر، فيما لعب طارق سلمان في قلب الدفاع برفقة كل من بسام الراوي وبوعلام خوخي.
كما قام مدرب منتخبنا الوطني بإشراك عاصم مادبو بديلاً لمسجل الهدف الثاني عبدالعزيز حاتم لكي يعيد معركة خط الوسط لصالح منتخبنا، بما أن المنتخب السلفادوري اعتمد في بناء هجماته على التمريرات القصيرة وتنتهي بتمريرة في العمق للمهاجم الخطير ريفاس.
وبما أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم سنحت لمنتخبنا الوطني بعض الفرص خلال الدقائق الأخيرة من عمر المباراة الذي كان فيها يبحث عن الهدف الرابع الذي يجعله يكمل اللقاء بأريحية أكثر.

ذكريات كأس آسيا 2019

خوض منتخبنا الوطني لبطولة الكأس الذهبية بدعوة من الكونكاكاف وهو بطلاً للنسخة الأخيرة من كأس آسيا، هذه الصفة لازمته في مرحلة المجموعات وكذلك خلال دور المجموعات، أولا من خلال الأداء الذي ظهر به في مباراة الهندوراس التي فاز فيها العنابي بهدفين نظيفين جعلت الجميع يتذكر ذلك الأداء الرائع الذي شاهدناه في كأس آسيا 2019.. لم ينته الأمر عند هذا الحد بل أعاد عبدالعزيز حاتم كل من شاهد مباراة منتخبنا الوطني أمام السلفادور لنفس البطولة، خلال الهدف الرائع الذي سجله أمس بنفس الطريقة أو يمكن القول نسخة مطابقة للأصل لهدفه في مرمى المنتخب الكوري الجنوبي في الدور ربع النهائي أيضا من كأس آسيا، فقد اختلف الاسم من كيم سيونج جيو وأصبح ماريو مارتينيز لكن كلاهما وقعا ضحية التسديدات الرائعة والدقيقة من عبدالعزيز حاتم.

أداء وإنقاذ بطولي

قدّم منتخبنا الوطني أداء بطوليا في الدقائق الأخيرة بعد أن دافع بطريقة جيدة عن تقدمه في النتيجة، ولا شك أن إنقاذ مشعل برشم كان الأبرز بعد أن تدخل في الوقت المناسب ليبعد فرصة ريفاس الخطيرة.