أشادوا بإنشاء لجنة لتنفيذ إستراتيجية الدولة.. مختصون لـ «العرب»: قطر تدخل سباق الذكاء الاصطناعي

alarab
محليات 26 يوليو 2021 , 12:30ص
يوسف بوزية

عمار محمد: منصة «تسمو» تدعم تطبيق التكنولوجيا الذكية

د. محمد حمود: تحسين الرعاية الصحية من خلال التقنيات الحاسوبية

سعيد العبسي: لجنة الذكاء الاصطناعي تعزز تنفيذ الرؤية الوطنية

أكد عدد من الخبراء جاهزية قطر للمشاركة في سباق الذكاء الاصطناعي، الذي تخوضه العديد من دول العالم، في ظل تزايد اهتمام الحكومة بتأسيس بنية رقمية تمكنها من تطوير الاعتماد على هذه الثورة وتطبيقاتها المختلفة في المجالات الأكثر أهمية على الصعيد الوطني، بما فيها التعليم، والتجارة، والعمالة، والبحوث، والبيئة، والرعاية الصحية وغيرها من القطاعات والتعاملات الخدمية اليومية.

وتوقعوا أن تلحق قطر بركب الثورة الصناعية الرابعة من حيث الإنتاج والاستهلاك خلال المرحلة القادمة، وأن تجاري التحول الكبير الذي يشهده العالم في هذا المجال، مع وجود بنية تعليم نوعية في الدولة، إلى جانب التشريعات والقوانين الحديثة، بما فيها موافقة مجلس الوزراء في 3 مارس الماضي على مشروع قرار بإنشاء «لجنة الذكاء الاصطناعي» من ممثلين عن وزارة المواصلات والاتصالات ومعهد قطر لعلوم الحوسبة.
وتختص اللجنة بوضع آليات متابعة وتنفيذ استراتيجية قطر للذكاء الاصطناعي، بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة، نحو تحقيق أهداف الاستراتيجية.
وتشرف اللجنة على البرامج والمبادرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التي تطلقها الدولة، وضمان وصولها للقطاعات وإنجازها ومراجعتها، بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة.
ومن مهامها أيضاً وضع التوصيات الخاصة بخطط وبرامج إعداد الكوادر البشرية في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالتنسيق مع الجهات المختلفة، ودعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي في هذا المجال.

تكنولوجيا حديثة
في هذا السياق، نوّه مختصون بالإمكانيات التي تمنح قطر الاستفادة من توظيف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته بشكل أوسع خلال المرحلة القادمة، بما فيها البنية التكنولوجية الحديثة، كما يشير الدكتور سانجاي تشاولا، مدير الأبحاث في مركز قطر للذكاء الاصطناعي، منوها بارتباط المواطنين القطريين بالتكنولوجيا إلى حد كبير إلى جانب وجود منظومة متطورة للبحوث والتطوير، مع تعدد التخصصات الجامعية الفريد الذي يعني الكثير من التعاون المثمر بين الجامعات العالمية ومراكز البحوث.
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل في الدولة، أوضح الدكتور تشاولا أن الذكاء الاصطناعي له تأثير في كافة نواحي حياتنا اليومية، مشيرا إلى دراسة أجراها معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة تظهر أن نصف المهام الوظيفية في قطر (46.5%) يُمكن أن تستفيد وتتعزز باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجودة أو الحاصلة على براءات اختراع. 
وأكد ضرورة تبني قطاعات الأعمال في قطر مقاربة ثلاثية الأبعاد، تبدأ بإنشاء ثقافة عمل تتمحور حول المعلومات، وتحظى بدعم استشاري جيد. ومن أجل القيام بذلك، فعليهم تخيّل استخدامات جديدة كلياً للمعلومات التي بحوزتهم، وإزالة فجوات المعلومات الظاهرة، وبذل كافة الجهود من أجل التحوّل إلى آليات عمل جديدة.

رواد الأعمال
إلى ذلك، يحاول رواد الأعمال في قطر الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتطوير أعمالهم في العديد من المجالات، بما فيها قطاع الرعاية الصحية، ويسعى الدكتور محمد حمود أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة بما فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات الرعاية الصحية، من خلال تأسيس شركة «ريمادز» الناشئة والمالكة لتطبيق «إيفي» في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
ويشرح د. محمد حمود اعتماد «ريمادز» على الذكاء الاصطناعي لتمكين المرضى من الحصول على تقييم فوري ودقيق لحالتهم الصحية، إلى جانب التعرّف على مزايا الأطباء واختصاصاتهم من أجل مطابقتهم مع الحالات الملائمة. وفي حال صحّت المطابقة، واستدعت فحص المريض، تُحاول هذه المنظومة اختصار وقت الانتظار في المستشفى أو العيادة من خلال تقنيات خوارزمية متطورة. وفي حال أسفر الفحص الطبي عن ضرورة تناول أدوية ما، تضمن المنظومة توزيع الدواء بسرعة وأمان عبر استخدام الذكاء الاصطناعي ومقاربات مبتكرة لأنظمة التوزيع.
ويقع مقر «ريمادز» في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، وهذا ما مكّن الدكتور حمود وفريقه من ابتكار نظام تشخيصي قائم على الذكاء الاصطناعي، لمعالجة تحديات التشخيص الطبي والحالات الصحية وإيجاد الحلول لها، وذلك من خلال تطبيق «إيفي».
وبعد اختباره آلاف الحالات الطبية الافتراضية والواقعية، أثبت «إيفي» قدرته على تقديم تقييمات فورية عن حالات المرضى في جميع أنحاء العالم، وبدقة تصل إلى 93%، علاوة على ذلك، يقدّم تطبيق «إيفي» إمكانية ربط المريض بطبيب مناسب لحالته.

لجنة الذكاء الاصطناعي
وفي معرض تعليقه على قرار مجلس الوزراء بالموافقة على لجنة الذكاء الاصطناعي، قال الأستاذ سعيد خليل العبسي، خبير اقتصادي ومطور أعمال: إن هذا يدلل بشكل واضح على النهج الذي أولته الدولة ممثلة بهذه اللجنة وكل الجهات الأخرى المعنية لمواصلة الجهود الرسمية والخاصة بوضع الخطط والبرامج والآليات اللازمة لتنفيذ استراتيجية قطر في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم المبادرات والمشاريع التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي نظرا لأهمية ذلك في مختلف المجالات.
وأضاف العبسي ان العالم يخوض سباقا في مجال الذكاء الاصطناعي بل والتسابق والتنافس عليه لأنه يمكن وصفه بالثورة العملاقة بعد الثورة الصناعية التي غيرت وجه العالم، وبالذكاء الاصطناعي سيكون كل ما حولنا مرتكزا ومستندا بشكل رئيسي إلى ما يتم إنجازه في علوم الذكاء الاصطناعي والذي نرى بعض أمثلته في التطبيقات وفي الطيران والعديد من الحلول الإبداعية الأخرى والتي كلها ستفيد الإنسان في كل مناحي الحياة بمختلف وجوهها.
 وذكر العبسي أنه من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن تطوير مختلف مجالات العمل سواء في قطاع الصحة والأعمال والتعليم والزراعة والبترول والإدارة وقطاع الخدمات وحتى في العديد من مجالات الحياة الشخصية والمنزلية، لأنه من خلال الذكاء الاصطناعي سيتم اختصار الوقت والقضاء على الترهل الوظيفي، وسيعمل على زيادة الإنتاجية والفاعلية و»ستكون أعمالنا أكثر دقة وسيكون المجال مفتوحا على مصراعيه للإبداع والأكثر قدرة على استقراء المستقبل والتنبؤ بالعديد من الأشياء التي تفيد في الدراسات والتحاليل».
وشدد العبسي على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا وإنما اصبح ضرورة عاجلة لأنه لم يعد الحديث عن التنمية الشاملة وفي مختلف المجالات دون الاستناد والارتكاز على الذكاء الاصطناعي ومن هنا فإن هذه اللجنة وبما تمثل هي خطوة رائدة وتأتي في إطار تنفيذ رؤية قطر 2030.

منصة «تسمو»
وأكد عمار محمد مستشار الإعلام الرقمي، أن منصة تسمو التي دشنتها وزارة المواصلات والاتصالات مؤخرا توفر الاحتياجات الأساسية لتطوير التكنولوجيا الذكية عبر 5 قطاعات تشمل النقل والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والبيئة والرياضة.
وأوضح أن المنصة تمثل حلاً فريداً من نوعه للمدن الذكية، وهي المحرك الرئيسي لتحويل قطر إلى دولة مستدامة تدعمها التكنولوجيا وذلك وفقاً لما جاء في رؤية قطر الوطنية 2030، مشيدا بدور وزارة المواصلات والاتصالات في تبني ودعم الثورة التقنية، من خلال رعاية البحوث والتطوير، لإحداث تغيير إيجابيّ على مستوى الاقتصاد والمجتمع في الدولة.

مؤشرات.. وأرقام

• كشفت النسخة السابعة من تقرير»Global Talent in the Age of Artificial Intelligence» الخاص بالذكاء الاصطناعي، عن تقدم قطر على مؤشر التصنيف العالمي لمؤشر الذكاء الاصطناعي باحتلالها المرتبة التاسعة والعشرين، وبنسبة نمو بلغت 37% عما كانت عليه.
• كشف تقرير حديث لصندوق النقد العربي أن قطر احتلت المرتبة الثانية عربيا في مؤشر جاهزية الحكومات العربية للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدعم من مستوى تمثيل البيانات والبنية الأساسية والقدرات الرقمية. وبحسب التقرير فإن قطر من بين الدول المؤهلة بشكل كبير للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في العقود استنادا لرؤى إستراتيجية داعمة لهذه التقنيات، وأطر قانونية مقبلة على عدد من العوامل، يأتي على رأسها وجود تنظيمية ومؤسسية محفزة لها، وسياسات لدعم رأس المال البشري واستقطاب الكفاءات لرفد سوق العمل في هذا المجال.
• استناداً لدراسة حديثة أجراها معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة، فإن زهاء نصف المهام الوظيفية في الدولة (46.5%) يُمكن أن تستفيد وتتعزز باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجودة أو الحاصلة على براءات اختراع. وبشكل خاص، تُعد وظائف الياقات البيضاء أكثر عرضة لهذه التحولات. لكن هذه النسبة الكبيرة من المهام لن تكون عاملاً من عوامل تفاوت الدخل في قطر.