تصدرت قضية عودة التعافي للسياحة مناقشات جلسات منتدى قطر الاقتصادي الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي.. وبحضور قادة قطاع الطيران في العالم ناقشت جلسة هامة تحت عنوان «من السماء إلى الأرض» الوضع العالمي لحركة الطيران والسفر.. 
ديفيد إل كالهون الرئيس والمدير التنفيذي لشركة بوينج أكد أن هناك ثورة في عالم الطيران والسفر بعد جائحة كورونا، فالأساليب التقليدية للطيران انتهت، وكذلك تصميم الطائرات.. فهناك نماذج جديدة تراعي الطاقة الخضراء والجودة والكفاءة في الاستخدام، بعيدا عن النماذج الحالية.
ويضيف رئيس أكبر شركة تصنيع طائرات في العالم أن صناعة الطيران تتجه حاليا إلى الاستدامة والكفاءة والخصخصة والطاقة النظيفة بدون انبعاثات كربون، إضافة إلى تصنيع محركات جديدة اقتصادية وأكثر فاعلية.. وشدد رئيس بوينج أن الطاقة الخضراء قادمة لا محالة في قطاع الطيران والسفر. 
ورد لويس جاليجو، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية الدولية على عدد من التساؤلات التي أثيرت وفي مقدمتها كيف يمكن مواجهة ارتفاع الطلب من الركاب، وزيادة التضخم، وارتفاع أسعار وقود الطائرات.
مؤكدا أن العالم تغير وأصبحت شركات الطيران تعتمد حاليا على الطائرات الصغيرة الأكثر فاعلية، واستخدامها في عمليات نقل الركاب والبضائع بحيث تكون الطائرات مصممة لتوفير الخيارين كما حدث خلال أزمة كوفيد 19.
وناقش رؤساء أكبر شركات الفنادق العالمية عودة تعافي القطاع الفندقي، وقدم أنتوني كابوانو، الرئيس التنفيذي لشركة ماريوت الدولية رؤيته حول هذا الموضوع، حيث أكد عودة التعافي لقطاع السفر والطيران والفنادق والترفيه بعد تخفيف الإجراءات في معظم دول العالم. 
وأضاف أن هناك تطورا كبيرا في قطاع الضيافة بعد كورونا، حيث تتعدد الخيارات حاليا أمام الزوار والسائحين، بعد أن تحولت الحجوزات إلى النظام الإلكتروني. 
ويوضح أن التعافي مستمر رغم زيادة الأسعار التي يشهدها 2022 بسبب الجائحة وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية. 
 كابوانو يرأس أكبر شركة فندقية في العالم التي غيرت من سياستها على حد قوله، وتقدم حاليا منازل خاصة للإيجار وهو الخيار المميز في المستقبل للسكن العالمي.
وقدم سيباستيان بازين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة – أكور- Accor العالمية للفنادق رؤيته لقطاع الضيافة، موضحا أن صناعة السفر تتسم حاليا ببعض الانتعاش بعد كوفيد 19. 
ويضيف أن معدلات التطعيم المرتفعة، وانخفاض حالات كوفيد 19 وقواعد الحجر الصحي الأكثر تشددًا جعلت الأمر يبدو وكأن السفر الدولي قد عاد، ويطرح سيباستيان كيف يخطط لجذب المسافرين وإبقاء فنادقه ممتلئة.
 وناقشت جلسة أخرى في المنتدى أزمة المياه العالمية وأكد المتحدثون أن ما يقرب من 1.8 مليار شخص، أي ربع سكان العالم، يواجهون احتمال حدوث نقص في المياه. وأكدوا أنه يجب أن يعمل قادة العالم بجدية أكبر لإيجاد حلول مبتكرة لمعالجة أزمة تلوح في الأفق وغير مسبوقة، 
ومع تزايد انتشار نقص المياه والجفاف، كيف يمكن للمدن الاستثمار في البنية التحتية وإيجاد طرق مستدامة للاستعداد لمستقبل يتسم بالندرة المتزايدة؟
وتناول المنتدى قضية الأمن الغذائي العالمي باعتبارها الجوع أخطر المشاكل التي تطارد كوكب الأرض في الفترة الحالية، في ظل الحرب في أوكرانيا، التي طالت سلة خبز أوروبا، وجعلت الوضع أكثر خطورة. وأكدت المناقشات أن أزمة حادة في الأمن الغذائي تلوح في الأفق. 
وطرح المشاركون تساؤلا.. هل يمكن للتكنولوجيات الجديدة وزيادة التمويل المساعدة في تجنب الكارثة المحتملة؟ وهل يساعدنا مديرو الأغذية العالميون في تحديد ما سنأكله في عالم أكبر وأكثر سخونة وأكثر ذكاءً.