«الدوحة المسرحي» ينطلق على مسرح «يوفنيو»

alarab
المزيد 26 مايو 2024 , 01:10ص
محمد عابد

انطلقت مساء أمس فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي الذي تنظمه وزارة الثقافة، وتستمر حتى 4 يونيو المقبل على مسرح «يوفنيو»، الذي يستضيف المهرجان لأول مرة. ويشهد المهرجان، الذي ينظمه مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات، باقة منوعة من الفعاليات تتضمن 10 عروض مسرحية من بينها 3 عروض لفرق المسرح الأهلية القطرية (قطر، والدوحة، والوطن)، و7 عروض لشركات الإنتاج الفنية الخاصة، بالإضافة إلى عرض ختامي يستعرض محطات في تاريخ المسرح القطري.

وأكد السيد عبدالرحمن عبدالله الدليمي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة في كلمته الافتتاحية حرص وزارة الثقافة في قطر ممثلة بسعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة على دعم المشهد المسرحي في بلدنا الحبيب من خلال إشراك الفرق المسرحية الأهلية كلها في المهرجان، بالإضافة إلى تقديم ما يلزم من المساعدة لأكبر عدد ممكن من مؤسسات الإنتاج الفني القطري الخاصة لما في مشاركتها من دعم للمشهد المسرحي في قطر، وحرص على ازدهاره وتقدمه.
وقال» يسرني أن ابارك لكم خبر العودة لإطلاق الجوائز لأفضل الاعمال، التي ستكلل جهود المشاركين في المهرجان، وتساهم في دعم جودة العروض، وتحفز القائمين عليها لتقديم أفضل ما عندهم. 
وأعرب عن أمله في أن تشكل هذه الجوائز دعوة لجميع المسرحيين القطريين لأن يساهموا باستمرار في هذا المهرجان الذي نتمنى له أن يتطور ويغتني بأعمال متميزة في كل دورة جديدة من دوراته وإننا نحرص في هذه المناسبة على التشديد على أهمية مشاركة الشباب في مهرجان الدوحة المسرحي بعروض نتوقع لها أن تبث حيوية جديدة في المشهد المسرحي، وأن تدعمه بمواضيع تهم شرائح متجددة من المجتمع القطري.
 وأوضح أن هذه المشاركة الشبابية هي الجانب المضيء الجديد الذي بدأت ملامحه تتبدى بشكل جميل مع مهرجان المسرح الجامعي الذي انطلق قبل سنوات، وتبلورت في عروض الشباب والمواهب في العامين السابقين داخل المهرجان.

إصرار الشباب 
وقال السيد عبدالرحيم الصديقي مدير مركز شؤون المسرح، في الدورة السادسة والثلاثين من المهرجان يسعدنا أن نشهد العـروض التي حضرت لها بكثير مـن الجهـد الفـرق الاهليــة الثلاث، وأن نسـتمتع بالمسـرحيات التي تقدمها الشـركات الخاصـة التي أثبتت من خلال اهتمامها ومشاركتها أن هذا الفن لا يموت. 
وأضاف في هذه الدورة يسعدنا أن نرى إلى جانـب المسرحيين الـرواد والمخضرمين، شبابا أصروا أن يحضروا بقوة، وأن ينتقلوا من كواليـس المسرح الجامعي الذي أطلقهـم إلى مصاف الاحتراف يدفعهـم التعلق بالعمـل المسرحي والشغف بأدواتـه، ويحقق نجاحهم إيمانهم بأن هذا الفن له بريق لا تسـتطيع وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الجذب الالكتروني أن تجعلـه يخبو وهو لن يخبو طالما استمروا في التحضير لعروضهم وطالما كانت هنـاك خشـبة وستارة وعالم من الخيـال يحمـل إبداعاتهـم لها أن تتحقق وتتجسد أمام الجمهور. 
وقال نواصل الاحتفاء بالفنانيـن المسـرحيين القطرييـن الذيـن مهدوا الطريق أمـام الأجيـال الجديـدة، وفتحـوه أمامها واسـعا سـهلا وممتعا من خلال إصدارات خاصة عنهم، منوها بان هذه الدورة تواكب صدور كتابين أحدهما عـن الفنانـة القديـرة السـيدة هديـة سعيد والثاني عـن الفنان المتألق علي حسـن.
وقال» إن جديد مركز شؤون المسرح في هذا المهرجان هو عودة الجوائز التي سـوف تكافـئ جهـود المسـرحيين المتميزين في مجـالات العمل المسرحي كافة، وسيقوم على انتقـاء مـن يستحقونها مجموعـة مرموقـة من المسـرحيين والنقـاد القطرييـن والعـرب، ونرجـو أن تكـون هذه الجوائز حافزا لمزيد من النجاح والتألق في الدورات القادمة. وتقدم بالشكر لسعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة على رعايته للمهرجان، معربا عن شكره كذلك لإدارة مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية شريك التنظيم في المهرجان. 

بداية العروض 
وافتتحت مسرحية «روشتة» لشركة إشهار، عروض المهرجان وهي من تأليف تميم البورشيد، وإخراج فيصل العذبة، ومساعد مخرج نايف اليافعي وإدارة الإنتاج خالد الجعيدي، وتمثيل كل من منذر ثاني، عبدالله مبارك، مريم فهد، ندى أحمد، جاسم عاشير، فارس يوسف، أحمد العجمي.
وتدور المسرحية في مستشفى للأمراض النفسية حيث يكتنف كل شخصية من الشخصيات غموض ناتج عن مشكلات ذاتية تسببت في دخول المستشفى في تفاعل الأشخاص الموجودين مع بعضهم البعض في قالب كوميدي ساخر لكنه يحمل في أعماقه أبعادا إنسانية تظهر حجم المآسي التي تقع على الانسان نتيجة الظلم الاجتماعي والقهر فهذا يعاني من الطبقية وذاك من التهميش وآخر وآخر ليعرض الكاتب عددا من القضايا الاجتماعية المختلفة والتي جمعهم مكان واحد هو المستشفى. 
 وعندما تظهر شخصية جديدة محورية في العمل فتتحرك الأحداث وكل من الشخصيات يتحدث عن همومه التي وراء دخول المستشفى ليتفاجأ الجميع بوجود فساد داخل المستشفى لينهضوا جميعا للدفاع عن حقوقهم وعدم السكوت مرة أخرى باعتبار أن الروشتة تتمثل في حرية التعبير والدفاع عن الحقوق وعدم الرضا باي ظلم أو فساد.

تفعيل الحركة المسرحية 
يجسد مهرجان الدوحة المسرحي أهداف وزارة الثقافة في تفعيل الحركة المسرحية وتطويرها، من خلال تقديم عروض مسرحية مميزة تتعدد فيها الاتجاهات الفكرية والإخراجية والمعالجات الفنية، فضلا عن تنمية الوعي المسرحي لدى المسرحيين الشباب من خلال الندوات الفكرية والفنية، ودعم وتشجيع التجارب المسرحية المحلية المتميزة..
وتعرض في ثاني أيام المهرجان مسرحية «كوكب القروض» من إنتاج شركة السعيد للإنتاج الفني وتأليف طالب الدوس، وإخراج فالح فايز، فيما سيكون ثالث العروض بعنوان «ساعة زمن» لفرقة الدوحة المسرحية وهي من تأليف وإخراج حنان صادق.
تقدم فرقة قطر المسرحية «روح المرحومة» مساء يوم 31 مايو، وهي من إعداد فيصل رشيد عن نص للمسرحي السوفيتي الراحل أناتولي فاسلوفيش، وإخراج خالد خميس، يليه العرض المسرحي «سكة بن عاصي «في الأول من يونيو من إنتاج شركة الوكرة للإنتاج الفني، وهي من تأليف وإخراج سعد البورشيد، لتقدم بعدها في الثاني من يونيو مسرحية «مزيون وظبية» من إنتاج شركة الذاكرة للفنون والتراث وإعداد علي حسن عن نص لحمد الرميحي وإخراج علي حسن، لتعرض بعد ذلك مسرحية بين قلبين» لشركة مشيرب للإنتاج الفني يوم 3 يونيو وهي من تأليف طالب الدوس، وإخراج محمد يوسف الملا، ثم يختتم المهرجان بعرض محطات مسرحية من إنتاج مركز شؤون المسرح والشعار ليوسف الحميد والإخراج لمحمد الملا ليتم تتويج الفائزين في نهاية المهرجان.

10 ندوات تطبيقية 
ويتضمن المهرجان 10 ندوات تطبيقية يشارك فيها عدد من النقاد والمتخصصين في مجال المسرح، لمناقشة المسرحيات المشاركة عقب العروض، كما يشهد المهرجان في يومه الأخير تكريم عدد من الفنانين القطريين الذين أسهموا في دعم الحركة المسرحية، من بينهم الفنان الراحل عبدالله أحمد، والفنانة القديرة هدية سعيد، بالإضافة إلى فنانين متميزين قامت الفرق المسرحية بترشيحهم، من بينهم: ناصر الحمادي من فرقة الوطن، وطلال الصديقي من فرقة قطر المسرحية، وأحمد عفيف من فرقة الدوحة المسرحية.
وتحظى فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي بحضور مميز لعدد من الضيوف والفنانين والمسرحيين والنقاد والمهتمين بالمسرح من داخل دولة قطر وخارجها من أبرزهم الدكتور الفنان طالب البلوشي والفنانة فخرية خميس من سلطنة عمان، وكل من الفنانين من الكويت منهم محمد المنصور، زهرة الخرجي، خالد أمين باسمة، حمادة، خالد البريكي، ومن البحرين أنور أحمد، عبدالله ملك، قحطان القحطان، جمعان الرويعي. ومن السعودية يوسف الجراح، بشير الغنيم، ومن الامارات عبدالله صالح، أحمد العونان، حسن رجب، ومن العراق الناقد الدكتور بهاء الشمري، وعدد من النقاد من مصر. 
وتتنافس العروض المسرحية على 13 جائزة بالمهرجان ومن أبرزها افضل عمل مسرحي متكامل، أفضل تأليف، أفضل إخراج، أفضل ممثل، أفضل ممثلة، وغيرها. وعودة الجوائز التي ستحتفي بأفضل الأعمال المسرحية وتكرم جهود الفنانين المسرحيين في جميع مكونات العمل المسرحي.
وسوف تقوم باختيار العروض الفائزة بتلك الجوائز لجنة برئاسة الروائي الدكتور أحمد عبدالملك، وعضوية كل من الفنان العراقي جواد الشكرجي، والفنان الكويتي الدكتور فهد عبد المحسن والممثل والمخرج البحريني عبدالله ملك، والمهندس الفنان زايد هزاع من قطر، فيما سيكون السيد يوسف مال الله من مركز شؤون المسرح مقررا للجنة.