محمد بن عبدالرحمن كشف سير التحقيقات في «الجريمة الإلكترونية» بشفافية تامة
محليات
26 مايو 2017 , 06:39ص
اسماعيل طلاي
قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية إن قطر مستهدفة بحملة إعلامية، وهي عازمة على التصدي لها، لافتاً إلى أنه سيتم كشف سير عمليات التحقيق ونتائجه حول الجريمة الإلكترونية الجنائية التي تعرض لها موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا) بشفافية تامة.
خلال مؤتمر صحافي عقد مع نظيره الصومالي بمناسبة زيارته إلى الدوحة، قال وزير الخارجية إن «ما يسمى باختراق وكالة الأنباء القطرية (قنا) هو ليس اختراقاً فقط، بل جريمة إلكترونية، وفق كافة القوانين، ويحاسب عليها القانون، وهجوم إلكتروني استهدف الوكالة، وبث تصريحات كاذبة على لسان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وهي تصريحات لم يقلها، ولم يصرح بها».
وأشار إلى «تشكيل فرق تحقيق ستتولى القيام بتحقيق جنائي للتوصل إلى كشف هوية مرتكبي الجريمة، وتقديم مرتكبيها للقضاء، وكشف نتائج التحقيق بكل شفافية، بما في ذلك سير عملية التحقيق، وكشف نتائجها».
وبالعودة إلى تفاصيل «الجريمة الإلكترونية»، قال وزير الخارجية: «لا دليل لدينا حول منشئ الهجوم، لكن فور حصولنا على أدلة كافية، يمكن أن تُقدم أمام القضاء كدعوى، فهذا سيتم وفق الإجراءات القانونية المعتمدة». وأضاف: «هناك قوانين دولية تحكم جرائم مماثلة، وخاصة الأزمات التي تتعلق بالقرصنة، وسيتم مقاضاتها وفق القانون».
وعن الإجراءات التي ستتخذ مستقبلاً للحيلولة دون تكرار «الجريمة الإلكترونية»، قال سعادته: «نظام الأمن المعلوماتي المتوفر في دولة قطر، والمراكز المتوفرة على أعلى مستوى، وتستعمل أحدث تكنولوجيا، وهناك تطور مستمر في مسألة الهجمات الإلكترونية، وليس من الضروي أن التطورات التي تواكب تحديث أنظمة الحماية، بنفس سرعة التطورات التي تشهدها العناصر الهجومية، في مسألة الأمن المعلوماتي».
وأضاف: «قطر ستتخذ خطوات لزيادة جهودها في وضع حاجز على المعلومات لتأمينها، ولكن وسائل الحماية المتوفرة حالياً في كافة القطاعات على أعلى مستوى، واختراقها صعب جداً، وما تم في وكالة الأنباء مازلنا نتحقق عن سبب الاختراق، والفجوة التي دخلوا من خلالها، ومعالجتها بشكل فوري. أما النظام المعلوماتي لدولة قطر، فهو نظام قوي وصلب ومتجدد، وكافة جهات الدول تتعاون بشأنه، وتعتمد تحديث أنظمتها أولاً بأول تحت إشراف هذه المظلة الحكومية».
وحول إصرار وسائل إعلامية عربية وخليجية على نشر تصريحات تم تكذيبها رسمياً من الحكومة القطرية، قال وزير الخارجية: «بالنسبة لوسائل الإعلامية التي تبنت الأخبار الكاذبة، نحن نستغرب تعاملها مع أخبار كاذبة، رغم صدور بيانات تكذيب واضحة، وشن حملة مسيئة لدولة قطر»، مضيفاً: «في النهاية، ما يتم نشره يعكس مهنية وسائل الإعلام تلك، وما لمسناه من الرأي العام في الشارع الخليجي، أن هناك مستوى وعي يرتقي أكثر بكثير من المستوى الذي نزلت إليه وسائل الإعلام تلك».
وأضاف سعادته: «بالنسبة للحملة المستمرة على دولة قطر، وخصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية، من المستغرب أنه خلال السنوات السابقة لا تُذكر دولة قطر إلا من قبل رسميين قطريين، ولكننا نفاجأ في الخمس أسابيع السابقة، أن هناك 13 مقال رأي من كتاب مختلفين في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي تم الهجوم على موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، كان هناك مؤتمر يتحدث عن قطر، لم ندع له، بينما دعي للمؤتمر جميع الكتاب الذين كتبوا مقالات الرأي تلك في الصحف الأميركية، وفي الليلة نفسها حدث الهجوم على موقع وكالة الأنباء الرسمية»، وتساءل قائلاً: «هل حدث الأمر صدفة؟ لا نعلم لحد الآن، ولا نعلم إن كان الأمر مرتبط. والأكيد أن التحقيق جاري في الجريمة الإلكترونية، ولا نستعجل النتائج من الآن». وختم قائلاً: «الأكيد هناك حملة إعلامية تستهدف دولة قطر، وسنتصدى لها إن شاء الله.
وبشأن علاقات قطر مع دول مجلس التعاون، واحتمال تأثرها بما حدث، قال وزير الخارجية: «قطر أبقت دوماً على علاقات ودية وأخوية مع دول الخليج، لأننا نؤمن أن مصيرنا واحد، ونتأثر بالأزمات التي تحيط بمنطقتنا كلنا، ولا علاقة لما يحدث بأزمة العام 2014، فقد كنا بالرياض قبل يومين من الهجوم الإلكتروني على موقع وكالة الأنباء القطرية، ولم يحدث شيء، وكانت نقاشاتنا إيجابية بشأن علاقاتنا مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وإن كان هناك أمر آخر، فنحن لا علم لنا به»، ثم قال مستطرداً: «قطر دوماً تفضل الإبقاء على علاقات قوية وأخوية مع دول مجلس التعاون الخليجي. ونعتقد أن الظروف الحالية -وخاصة بوجود الأزمات الإقليمية- تجعل من الأفضل أن نبقى متوحدين، وأن نتغلب على المشالكل الصغيرة الثنائية، ونحن في دولة قطر لا ننظر إلى هذا الأمر على أنه كبير ومهم».
وتابع قائلاً: «ما حدث هو هجوم إلكتروني على الوكالة، وقد صدر توضيح معلن من وكالة الأنباء، والمكتب الحكومي، وتوضيح آخر من وزارة الخارجية. وبالنسبة لاتصالاتنا مع أشقائنا في مجلس التعاون فهي مستمرة، لكن بشأن ما حدث، فلم يكن هناك اتصالات، لأن هناك قناة ووسيلة واضحة تبين ما حدث». وأضاف قائلاً: «ما تم تداوله في وسائل الإعلام، هذا شان يخص الإعلام، ولكن لم يأتينا من أي جهة رسمية».
كما تطرق سعادة وزير الخارجية للعلاقات القطرية الأميركية، قائلاً: «العلاقة بين قطر والولايات المتحدة دوما قوية، وهي علاقات استراتيجية، والبلدان عقدا نقاشات إيجابية بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تلك العلاقات، وهناك تقدير للعلاقات من الجانبين».
وبشأن مستقبل قاعدة العديد العسكرية الأميركية، صرح يقول: «إن كان هناك شيء سيحدث للقاعدة، فسيتم التعامل معه وفق الاتفاقية بين قطر والولايات المتحدة، وعلاقاتنا قوية، والرئيس ترمب نفسه تحدث عن دور قطر في مكافحة الإرهاب في خطابه، وقال إن قطر شريك حيوي واستراتيجي، وهذه طبيعة العلاقة دوماً بين قطر والولايات المتحدة، ولا نرى ربطاً بين ما حدث في الهجوم الإلكتروني أو «القرصنة»، وبين الإدارة الأميركية الجديدة».
وعن الاتهامات الموجهة لقطر بدعم حركة الإخوان المسلمين، قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن: «لم يتم إثارة موضوع الإخوان المسلمين في اللقاءات والاجتماعات، لأنه ليس هناك أي دليل على أن قطر لها علاقة بالإخوان المسلمين، بل إن ذلك يتم تداوله في الإعلام، ونحن قلنا إننا في قطر لا نتعامل مع الأحزاب السياسية، بل نتعامل مع الحكومات، وإن كان الإخوان المسلمون في حكومة بتونس أو مصر أو أي دولة، فسنتعامل معها، وإلا فسنتعامل مع الحكومات».