كاميرون يبدأ حملة دبلوماسية من أجل الاستفتاء حول الاتحاد الأوروبي
حول العالم
26 مايو 2015 , 11:15ص
أ ف ب
التقي ديفيد كاميرون مساء أمس الاثنين عدوه السابق، رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر، قبل أن يبدأ هذا الأسبوع جولة حساسة تمر بباريس ولندن لتسويق فكرته حول ضرورة إجراء إصلاحات قبل الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وقامت حكومة رئيس الوزراء المحافظ من جهة أخرى، بخطوة في اتجاه الناخبين البريطانيين، بتأكيدها أن الاستفتاء المقرر في موعد أقصاه أواخر 2017 لن يكون مفتوحا لحوالي 1,5 مليون من رعايا الاتحاد الأوروبي المقيمين في البلاد.
وقال متحدث باسم كاميرون إثر الاجتماع إن المباحثات تناولت "إصلاح الاتحاد الأوروبي" و"إعادة التفاوض" بشأن علاقة المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي.
وأضاف "أن رئيس الوزراء أكد أن الشعب البريطاني ليس راضيا عن الوضع القائم ويرى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتغير للاستجابة بشكل أفضل لمشاغله".
وباستقباله الاثنين رئيس السلطة التنفيذية الأوروبية على مأدبة عشاء في مقر إقامته الريفي في تشيكرز، يدخل كاميرون في صلب الموضوع، في إطار غير رسمي، بعيدا عن مقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت بلندن.
وقبل حوالي السنة، خرج كاميرون ضعيفا، معزولا وخاسرا من حملته ضد تعيين يونكر لرئاسة المفوضية الأوروبية، معتبرا أن هذا المؤيد لمؤسسة الاتحاد الأوروبي لن يعمل على تبني الإصلاحات التي تطالب بها لندن.
وتابع المتحدث إن كاميرون ويونكر "اتفقا على أنه من الضروري إجراء المزيد من الحوار بما في ذلك مع قادة آخرين بشأن أفضل السبل التي يجدر اتباعها".
وكان أفيد بأن كاميرون الذي يؤيد بقاء بلاده في الاتحاد بعد تبني الإصلاحات، سيقدم مطالبه إلى عدوه السابق المعروف بسياسته العملية، فهو يريد إعادة بعض الصلاحيات إلى بريطانيا باسم سيادة البرلمان البريطاني، وتشديد شروط الحصول على المساعدات الاجتماعية لرعايا الاتحاد الأوروبي، لاسيما من دول أوروبا الشرقية.
ويشكل هذا التشدد الذي قد يبدو من الصعب الموافقة عليه، "مطلبا أساسيا" لكاميرون، فيما ارتفع من جديد عدد الواصلين إلى الأراضي البريطانية في 2014.
ويفتتح العشاء مع يونكر أسبوعا يهيمن عليه الملف الأوروبي حيث سيكون للاستفتاء حيز كبير في "خطاب الملكة" التقليدي غداً الأربعاء لتقديم البرنامج التشريعي للحكومة الجديدة. وسيكون الاستفتاء موضوعا لمشروع قانون.
والاستفتاء الوحيد حول مسألة البقاء في الاتحاد الأوروبي، يعود إلى 40 عاما، إلى فترة كانت فيها الكتلة الأوروبية سوقا مشتركة أكثر مما كانت هدفا سياسيا. وقد تعهد ديفيد كاميرون بتنظيم الاستفتاء الجديد قبل أواخر 2017 لكن يمكن أن يقدمه إلى 2016.
وستكون الهيئة الناخبة هي نفسها عمليا للانتخابات التشريعية، أي أنها مؤلفة من مواطنين بريطانيين ومواطنين أيرلنديين ومن الكومنولث مقيمين في بريطانيا، وتفوق أعمارهم جميعا 18 عاما. وخلافا لما يحصل في الانتخابات التشريعية، يستطيع أعضاء مجلس اللوردات أن يدلوا بأصواتهم.
ولن يشارك رعايا الاتحاد الأوروبي الذين يسمح لهم بالتصويت في الانتخابات المحلية إذ يتخوف معارضو الانتماء للاتحاد الأوروبي من أن يصوتوا بكثافة لمصلحة البقاء فيه ويرجحوا بذلك كفة الميزان ضد الخروج من الاتحاد.
وبعد خطاب الملكة، سيبدأ كاميرون حملته الدبلوماسية لدى الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بدءا بالحلفاء المحتملين لدعم مطالبه الإصلاحية وكذلك البلدان الكبيرة في الاتحاد الأوروبي.
ومساء الأربعاء، سيتوجه إلى الدنمارك حيث سيشارك الخميس في إفطار عمل مع رئيسة الحكومة الدنماركية هيلي ثورنينغ-شميت. وفي اليوم نفسه، سيتوجه كاميرون إلى هولندا حيث سيلتقي رئيس الوزراء مارك روت وإلى فرنسا حيث سيتناول العشاء في الإليزيه مع الرئيس فرانسوا هولاند.
وتستمر جولته الدبلوماسية الجمعة التي تتضمن لقاء مع رئيسة الوزراء البولندية إيفا كوباتش في وارسو ولقاء آخر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين. وينوي كاميرون لقاء جميع شركائه السبعة والعشرين الأوروبيين قبل قمة رؤساء الدول والحكومات في 25 و26 يونيو في بروكسل.