النظام يكثف غاراته شمال سوريا بعد سيطرة المعارضة على جسر الشغور

alarab
حول العالم 26 أبريل 2015 , 04:33م
أ.ف.ب
كثف الطيران الحربي السوري اليوم - الأحد - غاراته الجوية على مناطق عدة في جسر الشغور، شمال غرب سوريا، غداة سيطرة جبهة النصرة وكتائب مقاتلة بالكامل على هذه المدينة الاستراتيجية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد: "نفذ الطيران الحربي عشرين غارة على مناطق في مدينة جسر الشغور ومحيطها"، ولم يشر إلى خسائر بشرية، لكنه أفاد بارتفاع حصيلة قتلى غارات أمس السبت، إلى أكثر من 27 شخصا.

وتعرضت المدينة لقصف جوي مكثف، إثر انسحاب قوات النظام منها أمس، بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي النصرة والكتائب الإسلامية التي بسطت سيطرتها الكاملة على المدينة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن "مدنيَّيْنِ على الأقل وعشرين مقاتلا قضوا جراء قصف الطيران الحربي على مناطق في وسط جسر الشغور، السبت، بالاضافة إلى وجود خمس جثث لم يتم التعرف على هويات أصحابها".

ولفت عبد الرحمن النظر إلى أن "عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب وجود عشرات الجرحى، بعضهم في حالات خطرة".

ولا تزال المعارك مستمرة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة جنوب المدينة، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من أسر 40 عنصرا من قوات النظام والدفاع الوطني، بحسب المرصد.

وقال عبد الرحمن أن "مقاتلي الفصائل الإسلامية تمكنوا من أسر 10 عناصر من قوات الدفاع الوطني أمس، وثلاثين عنصرا من قوات النظام كانوا متوارين داخل المشفى الوطني"، المجاور لمركز الأمن العسكري.

وأشار إلى أن "قوات النظام حاولت تحرير عناصرها، لكنها فشلت في تحقيق هدفها".

وتأتي سيطرة جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وكتائب إسلامية أخرى على جسر الشغور - السبت - إثر انسحاب قوات النظام في 28 من مارس من مدينة إدلب، مركز المحافظة.

وأعلن المرصد - السبت - عن وجود ستين جثة على الأقل لعناصر من قوات النظام في شوارع المدينة، ولفت النظر إلى إعدام قوات النظام نحو 23 معتقلا قبل انسحابها.

ونشرت جبهة النصرة على أحد حساباتها على موقع تويتر صورة لجثث داخل غرفة، بدا معظم أصحابها في سن الشباب، وعليها آثار دماء، وتحدثت عن "مجزرة ارتكبها الجيش النصيري قرب المشفى الوطني".

وبات وجود النظام في محافظة إدلب يقتصر اليوم على مدينة أريحا (على بعد حوالى 25 كيلو مترا من جسر الشغور)، ومعسكر المسطومة القريب منها. 

وقال الخبير في الشؤون السورية في جامعة إدنبره توماس بييريه - لفرانس برس - إن سيطرة الكتائب المعارضة على جسر الشغور تعد "نقطة تحول". 

وأضاف: "إنها نهاية مرحلة الهجوم المضاد الذي بدأته القوات الموالية في ربيع 2013".

وبات النظام السوري - وفق بيرييه - في "موقف ضعيف جدا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيسقط غدا".
 
وتوقع بيرييه احتمال خسارة النظام لمناطق أخرى؛ "نتيجةً لأسباب بنيوية تتعلق باستنزاف عناصره، مما يجبره على التخلي عن مناطق لصالح كتائب المعارضة، بهدف التركيز على الدفاع عن أولوياته". 

وأدى النزاع السوري المستمر منذ أربعة أعوام إلى مقتل أكثر من 220 ألف شخص، ونزوح قرابة نصف عدد سكان سوريا.