التمثيل الدبلوماسي والقنصلي بعيد الأمد دليل على قوة الروابط التي تجمع البلدين
البلدان يشتركان في عضوية منظمات دولية مثل الأمم المتحدة و»النقد الدولي»
واشنطن هي أحد موردي المعدات الرئيسية لصناعة النفط والغاز القطرية
تتسم العلاقات بين قطر والولايات المتحدة بتحالفات قوية تشمل المستويات الدبلوماسية والسياسية والاستثمارية، مدعومة بشراكات راسخة، واتفاقيات تجارية حيوية، وبرامج نشطة للتبادل الثقافي.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1972، ومنذ ذلك الحين، تطورت لتصبح علاقات ثنائية متينة، تتسم بالتنسيق المستمر في مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والعالمية.
وتعد الدوحة شريكًا قيمًا لواشنطن، لا سيما لدورها المؤثر في العديد من قضايا المنطقة.
ويتعاون البلدان لضمان استقرار أمن المنطقة، كما تستضيف الولايات المتحدة مئات الطلاب القطريين سنويًا، وتتواجد فروع لعدد من الجامعات الأمريكية الكبرى في قطر.
التمثيل الدبلوماسي
وجود تمثيل دبلوماسي وقنصلي متبادل بين البلدين منذ عقود، يؤكد على قوة الروابط التي تجمعهما، ففي العاصمة الأمريكية واشنطن، يقع مقر السفارة القطرية، إلى جانب قنصليات عامة لقطر في كل من هيوستن بولاية تكساس ومدينة نيويورك، أما السفارة الأمريكية في قطر، فتقع في منطقة اللقطة بالدوحة.
وتعمل البعثات الدبلوماسية على تسهيل التبادل السياسي والثقافي والاقتصادي بين البلدين، وتوفر خدمات مثل التأشيرات والمساعدة القنصلية.
وتعزز الزيارات رفيعة المستوى هذه العلاقات الثنائية، وفي عام 2022، صنفت واشنطن الدوحة كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما يعكس أهمية العلاقة بينهما.
ويشترك البلدان في عضوية منظمات دولية مثل الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية.
كما تشارك قطر كمراقب في منظمة الدول الأمريكية، وهي عضو في منظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية.
وفي نوفمبر الماضي احتفلت السفارة الأمريكية في قطر بإنجاز مهم في بناء مقر السفارة الجديد من خلال حفل «وضع السقف النهائي»، والذي يمثل الانتهاء بنجاح من أعمال الخرسانة الهيكلية لمبنى السفارة. ويعد هذا الحدث بمثابة تتويج لعامين من العمل الجاد والتعاون في إنجاز الهيكل الأساسي للسفارة.
ويعد حفل «وضع السقف النهائي» تقليدًا قديمًا في البناء، ويرمز إلى استكمال الهيكل الأساسي للمبنى.
العلاقات الاقتصادية
وتستند العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى اتفاقيات تجارية متينة وتبادل استثماري متنوع في مجالات عديدة. وتسهم الولايات المتحدة بشكل كبير في قطاعات مثل الطيران والطاقة والبنية التحتية في قطر. ففي عام 2023، بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما 6.7 مليار دولار أمريكي تقريبا.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مستثمر أجنبي في قطر، وتعمل أكثر من 120 شركة أمريكية في البلاد. وتوفر واشنطن معدات رئيسية لصناعة النفط والغاز القطرية.
ولعبت الشركات الأمريكية دورًا بارزًا في تطوير قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات.
وتشمل صادرات الولايات المتحدة إلى قطر الطائرات، والآلات، والمركبات، والأدوات البصرية والطبية، والمنتجات الزراعية. في المقابل، تشمل الواردات الأمريكية من قطر الغاز الطبيعي المسال، والألمنيوم، والأسمدة، والكبريت.
ووقّع البلدان اتفاقية للتجارة وإطار الاستثمار، ويستضيفان حوارًا اقتصاديًا واستثماريًا سنويًا.
كما تمتلك قطر استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة، تشمل حصصًا في عقود امتياز لأندية رياضية مثل فريق كرة السلة «واشنطن ويزاردز» وفريق هوكي الجليد «واشنطن كابيتالز»، وسبق لجهاز قطر للاستثمار أن أعلن عن خطط لاستثمار 45 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة، مع التركيز على البنية التحتية والعقارات والتكنولوجيا.
ويتكون أسطول الخطوط الجوية القطرية بشكل رئيسي من طائرات «بوينغ»، ما أسهم في توفير أكثر من 500 ألف فرصة عمل أمريكية، بشكل مباشر أو غير مباشر. وتعد شركات أمريكية مثل «إكسون موبيل» و»كونوكو فيليبس» من اللاعبين الرئيسيين في قطاع الغاز الطبيعي المسال في قطر، حيث تنقل خبراتها إلى واحدة من أكبر أسواق الغاز في العالم.
وتعكس هذه الشراكات المنافع المتبادلة للتعاون الاقتصادي، خاصة في مجال الطاقة الذي تتصدر فيه قطر كأكبر مصدّر عالمي للغاز الطبيعي المسال. كما يلعب مجلس الأعمال الأمريكي القطري دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات التجارية، حيث يوفر منصة لتطوير الشراكات الثنائية.
العلاقات الثقافية
وتشهد العلاقات الثقافية بين البلدين ازدهارًا غير مسبوق، ويرتكز على برامج التبادل التعليمي والمبادرات الثقافية، مثل «العام الثقافي قطر-أمريكا 2021».
وتضم المدينة التعليمية في قطر فروعًا لست جامعات أمريكية مرموقة: جامعة فرجينيا كومنولث، وجامعة جورجتاون، وجامعة نورث ويسترن، وجامعة تكساس إيه آند إم، وكلية طب ويل كورنيل، وجامعة كارنيجي ميلون.
وتوفر هذه المؤسسات تعليمًا عالمي المستوى لآلاف الطلاب القطريين والدوليين، مما يعزز الروابط الأكاديمية والبحثية بين البلدين.
أما في المجال الفني، فقد عملت منظمات مثل «معهد قطر أمريكا للثقافة» على تعزيز التبادل الثقافي من خلال المعارض والبرامج الإبداعية، وترك إرثًا كبيرًا من التعاون الثقافي.
كما استضافت قطر فعاليات ثقافية أمريكية بارزة، مثل برنامج «الموسيقى الأمريكية في الخارج»، الذي يجلب موسيقيين أمريكيين للتعاون مع فنانين محليين، و»ربيع الجاز» الذي تنظمه السفارة الأمريكية لتعريف الجمهور القطري بموسيقى الجاز الأمريكية.
على الصعيد الرياضي، ستساهم قطر بخبرتها في تنظيم كأس العالم 2022، في دعم الولايات المتحدة، التي ستستضيف كأس العالم 2026 ضمن أمريكا الشمالية.