الجمّالي: رسالتنا مناهضة انتهاكات حقوق الإنسان

alarab
محليات 25 ديسمبر 2022 , 12:25ص
الدوحة - العرب

محمود كارم: المؤسسات الوطنية تدعم الحماية الحقوقية 
فهمي فايد: جيل جديد للمضي قدمًا في نشر الثقافة الحقوقية
محمد فايق: نجاح مونديال قطر يقضي على نظرة الغرب الدونية للعرب

 

نظّمت الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان - مقرها الدوحة دورة محمد فايق (3) التدريبية التأسيسية حول «منظومة حقوق الإنسان وإنشاء المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وأدوارها، بالقاهرة في الفترة من 20 إلى 22 ديسمبر الجاري.
واستهدفت الدورة تعريف منتسبي المؤسسات الوطنية الجدد بالمنظومة الدولية لحقوق الإنسان، والمبادئ والمفاهيم الأساسية لحقوق الإنسان ونشأتها وتطورها، والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وآليات حقوق الإنسان التعاقدية وغير التعاقدية، وآلية الاستعراض الدوري الشامل. إلى جانب نشأة المؤسسات الوطنية ودورها وفقًا لمبادئ باريس وتطوير المهارات ذات الصلة للعاملين الجدد بمجال حقوق الإنسان من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية الأعضاء بالشبكة العربية.
وأكّد سعادة السيد سلطان بن حسن الجمّالي الأمين العام للشبكة العربية أن رسالة الشبكة حماية الكرامة الإنسانية، وقال، إن هذه الرسالة السامية هي الهدف وراء كل جهودنا بمناهضة الانتهاكات وتعزيز وحماية الحقوق، مشيرًا إلى أنه لا طعم للحياة دون كرامة.
وأضاف: نحن لا نقبل أي شكل من أشكال الاستعباد، لذلك سنبذل كل نفيس وغالٍ في الدفاع عن الكرامة الإنسانية وتعزيز القيمة الذاتية للأفراد واعتزازهم بأنفسهم.
ودعا الجمّالي إلى ضرورة تنظيم وتأطير تبني الشبكة العربية لقضية شعبنا العربي في فلسطين، مشيدًا في الوقت نفسه بالموقف الذي وصفه بالمشرف للشعب العربي من المحيط للخليج دون استثناء بخصوص قضية فلسطين وموقفهم من الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني العنصري، لافتًا إلى الموقف الشعبي الذي ظهر جليًا خلال مونديال كأس العالم فيفا قطر 2022، إلى جانب التأييد الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية من خلال سلوكيات عدد من مجموعات المشجعين من بلدان مختلفة أوروبية وأمريكية وأيبيرية وكذلك إفريقية وآسيوية.
وقال: هذا الموقف الأممي من القضية الفلسطينية يشير لصحة المسار وأن الحق الذي لا ييأس أهله من المطالبة به سيجد من يؤيده ويدعمه، مجددًا التوصية بضرورة مناصرة قضايا حقوق الإنسان عامة، وخاصة تجاه قضية الشعب العربي الفلسطيني، والعمل على مساندته لرفع الظلم والاضطهاد العنصري الذي يمارس عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومناهضة الأفكار الاستعمارية والتمييزية العنصرية، وما يؤسس له من حكم غير أخلاقي للعالم وما يتضمنه من استعباد للشعوب بمسميات وطرق وأدوات جديدة ومبتكرة.

تعزيز ونشر الحماية الحقوقية 

وقال سعادة السفير محمود كارم، نائب رئيس المجلس المصري القومي لحقوق الإنسان: إن قرار تنظيم دورة سنوية تحمل اسم سعادة السيد محمد فايق هو تقدير لسيادته لما بذله من جهود في خدمة حقوق الإنسان.
وأضاف: إن المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني هي الجهات التي يعتمد عليها المجتمع الدولي لحث الدول على تعزيز وحماية حقوق الإنسان في بلدانها من خلال تفاعلها وتعاونها مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان، وتشجيعها لدولها على تنفيذ ومتابعة تنفيذ توصيات الآليات التعاقدية وغير التعاقدية. 
وأكد ضرورة الاهتمام بزيادة التدريبات للكوادر العاملة بكافة الجهات المعنية بحماية وتعزيز نشر ثقافة حقوق الإنسان، وفقًا لأحدث الدراسات والممارسات وبالاستناد للمواثيق والآليات الدولية.

خطة عمل لبرامج التدريب 

وقال سعادة السفير فهمي فايد الأمين العام للمجلس القومي المصري لحقوق الإنسان: إن هذه الدورة تأتي لوضع جيل جديد من حديثي التعيين بالمؤسسات الوطنية العربية ومنظمات المجتمع المدني على بداية الطريق للمضي قدمًا بمسيرة نشر ثقافة حقوق الإنسان وحماية واحترام كرامة الإنسان في دولنا العربية والعالم أجمع.
ولفت إلى أن العمل على دعم القدرات المؤسسية والفنية وبناء الثقافة الداعمة لحقوق الإنسان والتوعية يأتي على رأس أولويات عمل المجلس القومي، مشيرًا إلى أن المجلس القومي لحقوق الإنسان وضع خطة عمل لتنفيذ عدد من البرامج التدريبية وورش العمل لرفع قدرات وكفاءة منتسبيه والاستعانة بأفضل الممارسات والتجارب الناجحة في الجهات المعنية بالدولة والمؤسسات الوطنية والدولية وذلك بالتعاون مع الشبكتين العربية والإفريقية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وقال فايد: يأتي هذا التدريب كجزء من خطة عمل المجلس القومي حيث يهدف إلى بناء وصقل المهارات ورفع قدرات الكوادر الجديدة العاملة بمجال حقوق الإنسان، وتعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية لتمكينها من القيام بدورها ومهامها بحرفية ومهارة لتحقيق أفضل النتائج المنشأة من أجلها ولتنعكس كل هذه الجهود بالتطبيق على أرض الواقع.

العمل بكفاءة.. ولا تدخل في شؤون الدول 

وفي السياق ذاته، قال سعادة السيد محمد فايق: استطاعت الشبكة العربية لحقوق الإنسان أن تؤدي عملها بكفاءة تامة دون أن تتأثر بتذبذب العلاقات السياسية بين بعض الدول العربية في أوقات معينة لأننا نعرف أن الخلافات السياسية سرعان ما تزول ويعود العرب لبعضهم. 
ودعا لأن تكون الشبكة العربية نموذجًا يُحتذى به في العلاقات العربية التجارية والثقافية والعلمية وغيرها من العلاقات التي يجب أن تستمر دون أن يقطعها تذبذب العلاقات السياسية. وأشار فايق إلى أن الشبكة العربية هي منظمة قومية لصالح كل الدول العربية، وتسعى كل مؤسسة وطنية عضو بالشبكة العربية للارتقاء بحالة حقوق الإنسان في بلدها.
وقال: لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد آخر. ولكننا كمؤسسات مستقلة ندعم بعضنا البعض بتبادل الخبرة والتدريب من خلال هذه الشبكة وندافع عن حقوق شعوبنا.
وأضاف: نحن نعلم جيدًا أن الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والحريات له تأثير كبير على تعزيز دور القوى الناعمة مثل الرياضة والفن بجميع أشكاله وكذلك العلوم والأبحاث العلمية، وأن هذه الأمور أصبحت أحد مقاييس عظمة الأمم.
وتابع: إن نجاح دولة قطر في استضافة المونديال وإجماع العالم على أنه أجمل وأفضل مونديال عالمي نُظّم حتى الآن، ووصول منتخب المغرب للمركز الرابع بالبطولة، أشياء مهمة جدًا في مجال حقوق الإنسان لأنها تقضي على النظرة الدونية التي يحملها الغرب لنا ولدولنا العربية. وتوجه فايق بالتهنئة لدولة قطر وللمملكة المغربية على النجاح، واعتبره نجاحًا للأمة العربية.
يُذكر أن دورة محمد فايق تأتي في إطار بناء ورفع قدرات منتسبي المؤسسات الوطنية الأعضاء بالشبكة العربية وكوادر ونشطاء المجتمع المدني والكوادر الحكومية التي تعمل على حماية حقوق الإنسان؛ وذلك تكريمًا له وللشخصيات البارزة من رواد وقادة الحراك الحقوقي في الوطن العربي، باعتباره مناضلًا من مناضلي حقوق الإنسان ممن كان له الفضل والبصمة بمسيرة هذا الحراك في المنطقة العربية.