الأعمال الصالحة سبب السعادة في الدنيا والفوز بالآخرة

alarab
الصفحات المتخصصة 25 ديسمبر 2015 , 06:51ص
الدوحة - العرب
حطت قافلة سيلين الدعوية رحالها في ثمانية مخيمات خلال الأسبوعين الماضيين. وحاضر الشيخ محمد الحمادي في أربعة مخيمات للشباب، وحثهم على المبادرة إلى الأعمال الصالحة، مؤكدا أن المسارعة لفعل الخيرات والإكثار منها من أجلّ الطاعات وأعظم القربات، وأن الإيمان بالله حقا لا بد فيه من اعتقاد القلب ونطق اللسان وعمل الجوارح، موضحا أنه لا يكفي ادعاء الإيمان بلا عمل، لأن الله جل وعلا ذكر الإيمان مقرونا بالعمل الصالح في آيات من كتابه العزيز، ووصف الإيمان بلا عمل كجسد بلا روح لا اعتبار له، مؤكدا أن الإيمان والعمل قرينان في كتاب الله، فكما لا ينفع عمل بلا إيمان فلا ينفع إيمان بلا عمل، وقال إن الأعمال الصالحة سبب للحياة السعيدة الطيبة في الدنيا والفوز في الآخرة.

وحث على شكر الله على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالأكل من طيبات ما رزقهم، وأن يشكروه تعالى على ذلك فإنه المنعم المتفضل به ابتداء الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له. والرزق والمال نعمة كبيرة من الله تعالى على الإنسان ودونها لا يستطيع العيش، وما دام الإنسان يحب دوام هذه النعمة بل وزيادتها، فيجب عليه أن يشكر الله عليها، وقد وعد الله من شكره أن يزيده من فضله، فقال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم}، أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي.

وبيّن أن من الشكر معرفة النعمة والتحدث بها، قال رسول الله: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" وقد أمر الله عز وجل لقمان أن يشكر الله تعالى على ما آتاه ووهبه من الحكمة، وهي نعمة عظيمة خصه الله بها ومن الشكر الاعتراف بالنعمة لله، والثناء عليه بها والإحسان إلى خلقه منها، واستعمالها في طاعة الله، وعدم استعمالها في معاصيه. وهذا بلا شك يوجب حفظها على الشاكر والمزيد منها. وحاضر الشيخ بدرالدين محمد عثمان في أربعة مخيمات في العديد عبر المصلى المتنقل، حيث تناول الحديث عن التوبة إلى الله وعظمته سبحانه، مشيرا أن باب التوبة مفتوح لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، وحث الشباب إلى التوبة والمسارعة في الدخول في رحمة الله، والتحذير من تأخير التوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي به العمر، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة.

وقال إن المسلم إذا أراد أن يرجع إلى الله لا يحتاج لواسطة كما هو حال الناس في هذه الدنيا، فإذا توضأت وكبرت فإنك تقف بين يدي الله يسمع كلامك ويجيب سؤالك، فتوجه إلى التواب الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. كما تناول الشيخ بدرالدين الحديث عن عظمة الله تعالى التي لا يعرفها إلا المؤمنون الموحدون الذين امتلأت قلوبهم بمعرفة الله وإجلاله وتعظيمه، وهذه العظمة التي اختص الله بها نفسه تقف الخلائق تجاهها حائرة مهما بلغت من التقدم والرقي في الدنيا، وأشار إلى أن الناظر إلى الكون وما يحويه من كواكب عظيمة وأفلاك ضخمة بعد تطور أجهزة الأرصاد والكشف وتقريبها للبعيد ليرى العظمة التي يحار دونها العقل! إذا كانت هذه الأرض التي تعيش عليها الكائنات الحية ما هي إلا كذرّة في الكون! فكيف إذا قورنت الأرض الصغيرة المعلقة في الهواء بالمجموعة الشمسية! ثم ما النسبة إذا قورنت هذه المجموعة بالمجموعات الأخرى؟! وكل هذه المخلوقات ما هي إلا من مكونات السماء الدنيا! فكيف بالسماوات الأخرى وما تحويها من عجائب لا يعلمها إلا الله؟

وبين الشيخ أن الإنسان ضعيف كل الضعف، وهو حين يعصى الله العظيم يصبح أضعف من أي ضعيف! وكل هذا يبين لنا عظمة الله تعالى وأن الخلائق هذه التي خلقها كلها في ستة أيام لتنبئ عن أن هناك خالقا عظيما كبيرا جليلا سبحانه وبحمده لا إله إلا هو.