"التمساح".. رئيسا لزيمبابوي ومخاوف أن لا يختلف عن سلفه
حول العالم
25 نوفمبر 2017 , 11:58ص
ا.ف.ب
انتظر ايمرسون منانغاغوا الذي يطلق عليه لقب "التمساح" بسبب قسوة شخصيته، طويلا حتى حانت فرصته.
ففي الخامسة والسبعين من عمره، حقق المساعد السابق لروبرت موغابي، هدفه. فقد خلف الزعيم الذي كان الآمر الناهي في زيمبابوي حتى الأيام الأخيرة.
وبعد ثلاثة أيام على سقوط أكبر قادة العالم سنا في سدة الحكم، نصب ايمرسون منانغاغوا رسميا الجمعة رئيسا للدولة، في حضور عشرات آلاف الانصار.
وقبل أسبوعين فقط، تعرضت مسيرة منانغاغوا السياسية لضربة قوية اعتبر الكثيرون أنها قاضية. فقد عزل هذا الداعم للنظام، الذي كان ضحية الطموحات السياسية للسيدة الأولى غرايس موغابي، من منصب نائب الرئيس، فخسر بذلك وضع الوارث الطبيعي لرئيس الدولة.
إلا أن عزله لم يتجاوز الأسبوعين. فقد تسبب إبعاده في انقلاب قام به الجيش الذي يرفض رفضا قاطعا وصول غرايس موغابي إلى سدة الرئاسة. وبقي بعيدا بحذر عن الأزمة، واختار جنوب إفريقيا المجاورة منفى له.
وقد عاد إلى زيمبابوي مظفرا الاربعاء، واستقبله استقبال الأبطال أنصار الحزب الحاكم، زانو- بي اف، الذين جعلوا منه رئيسهم الجديد. ووعد زيمبابوي التي خرجت منهكة من حكم موغابي، بـ "ديموقراطية جديدة" وإنعاش الاقتصاد الذي يوشك على الاختناق.
ويشكل وصوله إلى رئاسة البلاد تتويجا لمسيرة هذا البطل في الحرب التي تسمى حرب "التحرير".
ومنذ استقلال زيمبابوي في 1980، سلم روبرت موغابي ايمرسون منانغاغوا مناصب وزارية مهمة من الدرجة الاولى، ولاسيما الدفاع والمالية.
وفي 2004، كان للمرة الأولى ضحية طموحه. فبعد اتهامه بالدسائس للحصول على منصب نائب الرئيس، خفضت رتبته في التسلسل الهرمي لحزب زانو-بي اف. وفازت منافسته جويس موجورو بالسباق.
وأخيرا، لم يصل إلا في 2014 الى منصب نائب الرئيس، عندما دفعت جويس ماجورو ثمن حملة عليها بإيعاز من غرايس موغابي الطموحة.
- تدمير وقتل-
وقد ولد ايمرسون في 15 سبتمبر 1942 في منطقة زفيشافانا، جنوب غرب زيمبابوي التي كانت بريطانية آنذاك، ونشأ في زامبيا.
وفي 1966، انضم ايمرسون، نجل ناشط معاد للإستعمار، الى صفوف الحركة الاستقلالية ضد حكم الاقلية البيضاء. واعتقل، ثم نجا من حكم بالإعدام وأمضى عشر سنوات في السجن.
ويحتفظ منانغاغوا من سنوات النضال تلك بصلات وثيقة جدا مع عسكريي البلاد.
ولا يذرف "التمساح" الدموع أبدا، وهو غير معروف إلا بقسوته. وقال في أحد الأيام أن سنواته في النضال علمته أن "يدمر ويقتل".
وحين كان رئيسا للأمن القومي، قاد في 1983 عمليات القمع القاسي لقوى الأمن في منطقتي ماتابيليلاند (غرب) وميدلاندز (وسط) المنشقتين. ولم تتأكد حصيلتها أبدا، لكنها أسفرت عن حوالى 20 ألف قتيل.
وفي 2008، عين مسؤولا عن الانتخابات لدى الرئيس، وأشرف على عمليات التزوير وأعمال العنف التي أتاحت لروبرت موغابي الاحتفاظ بالسلطة على رغم هزيمته في الدورة الأولى.
وتسببت تصرفاته له بعقوبات أميركية وأوروبية. لكنها جعلته أيضا رئيس المنصب الاستراتيجي لقيادة عمليات كامل الجهاز الأمني.
ويصف تاكافافيرا زهو، المحلل السياسي في جامعة ماسفينغو العامة (جنوب)، ايمرسون منانغاغوا بأنه شخص "متطرف من الأساس".
وقد يكون أيضا واحدا من أثرى الرجال في نظام يتعرض للنقد بسبب فساده، مع مصالح في مناجم الذهب.
وتحدثت برقية ديبلوماسية أميركية مؤرخة في 2008 وكشف عنها موقع ويكيليكس، عن "ثروة استثنائية" جمع قسما منها عندما ساعد الرئيس لوران كابيلا على قتال المتمردين في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وبعد إبعاده من نيابة الرئاسة الأسبوع الماضي، قطع علنا صلاته بروبرت وغرايس موغابي، متهما إياهما بأنهما يعتبران نفسيهما من "أنصاف الآلهة"، وانتقد رئيسا "يعتقد أن من حقه الاستمرار في الحكم حتى وفاته".
إلا ان فرضية عودته إلى الحكم أقلقت الذين لم ينسوا هذا الماضي.
وأوجز وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الوضع بقوله "لا أحد يريد فترة انتقالية تشهد حلول مستبد غير منتخب محل مستبد آخر".