«الديار» تمضي قدماً في مشروع الهوارة رغم العراقيل

alarab
حوارات 25 أكتوبر 2011 , 12:00ص
أجرى الحوار: محمد عمار
كشف وزير التجارة المغربيه السيد عبد اللطيف معزوز النقاب عن مفاوضات متقدمة تجمع الرباط بالدوحة لإقامة مشاريع كبرى مشتركة في بلاده تشمل قطاعات السياحة والتطوير العقاري والطاقة. وبدد الوزير في حوار شامل مع «العرب» المخاوف بشأن العراقيل التي اعترضت طريق مشروع شركة الديار القطرية في بلاده. ففي حين أقر الوزير بوجود تلك العراقيل التي تسببت في تأخير مشروع الهوارة السياحي السكني الراقي، غير أنه أكد مضي الشركة التابعة لجهاز قطر للاستثمار في تنفيذه. وقدر الوزير حجم الاستثمارات القطرية في بلاده بنحو 200 مليون دولار بنهاية العام الماضي، غير أنه وصفها بـ «غير الكافية» حيث تتطلع الرباط لتعزيز تلك القيمة في السنوات المقبلة في ظل دخولها مفاوضات ترمي لانضوائها في عضوية مجلس التعاون الخليجي. وقال الوزير المغربي إن انضمام بلاده للمجلس سيكون بهدف التكامل الاقتصادي، ولا يعني ذلك انسحابها من الاتحاد المغاربي، بل إنها ستواصل العمل من أجل إنجاح مسيرة اتحاد المغرب العربي الكبير، واصفا إياه «بالضرورة الملحة».. إلى تفاصيل الحوار:  ما هدف زيارة هذا الوفد الكبير برئاسة وزير التجارة الخارجية مجموعة من الدول الخليجية وأولها قطر؟ - الزيارة تدخل في إطار التوصيات المنبثقة عن اللجنة القطرية المغربية المشتركة المنعقدة مارس الماضي في الدوحة برئاسة رئيسي وزراء البلدين، والتي خرجت بتوصيات منها تقريب الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، ومن ضمن التوصيات الأخرى إقامة لقاء قبل نهاية السنة الحالية بين مجتمع الأعمال حتى لا تبقى التوصيات معلقة.. لذلك قمنا بهذه المبادرة لتفعيل التوصيات وتسريع هذا التقارب، لأنه لا يمكن القيام بشراكة بين البلدين دون تشريك القطاع الخاص.  هل تم توقيع اتفاقيات مشتركة خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة مارس الماضي؟ - خلال الاجتماع الماضي تم توقيع مذكرات تفاهم تتضمن عددا من الإجراءات التي من شأنها توقيع عقود على إثرها، وإلى الآن لم نصل إلى عقود فعلية، لذلك فقد اخترنا بعض القطاعات خلال هذه الزيارة، والتي من الممكن أن يكون بها تكامل بين الدولتين في ميدان الاستثمار والتجارة.. وتتمثل هذه القطاعات في مجالات المال والأدوية والتكنولوجيا الحديثة والصناعات الغذائية والصيد البحري والاستشارات والمنسوجات.. والهدف من هذه اللقاءات هو التعريف بمميزات الأسواق والعمل على تقنين هذه الميادين ومعرفة الفاعلين الأساسيين في هذه المجالات.. وبالتالي خلق فرص الشراكة بين الجانبين.. وهذا عمل الحكومة الفعلي.  هل تم برمجة كل اللقاءات مسبقاً بحيث يمكن انتظار توقيع عقود؟ - نحن نسعى إلى ذلك من خلال اختيار اختصاصات بعينها.. لكن ما أعتقده هو أن هذه الميادين ستكون بها محادثات مطولة، ولن يتم توقيع عقود في يوم أو يومين ولكنها فرص لإيجاد المناخ الملائم لهذه الاختصاصات، لأن العمل عليها يتطلب جهدا مضاعفا حتى تعطي أكلها.. ونتمنى أن نصل إلى نتائج فعلية خلال الأشهر القليلة القادمة.  إلى جانب الاستثمار والتجارة، هل هناك محادثات للتعاون في مجال التشغيل من خلال جلب الأيدي العاملة المغربية؟ - هذا طبعاً موجود ضمن قائمة النقاشات بين مسؤولي المغرب مع نظرائهم الخليجيين، لكن نحن هنا خلال هذه الزيارة نبحث عن فرص التكامل في القطاعات التي تم اختيارها.. حيث توجد أسواق مهمة في الغرب والشرق لعدد من المجالات التي نروج لها خلال هذه الزيارة.. وسيكون هناك عقود تجارية سيتم تمريرها خلال الفترة القريبة القادمة، إضافة إلى شراكات استثمارية ستليها قريباً.  هل تطرح المغرب فرصاً استثمارية بامتيازات خاصة لنظرائهم القطريين؟ - نعم.. في المغرب حاليا عدد كبير من المشروعات والفرص الاستثمارية في كل القطاعات المنتجة بالبلاد.. وقد اخترنا هذه القطاعات نظرا لسرعة القيام بصفقات فيها.. لكن هناك عدد كبير من القطاعات الأخرى تتطلب استثمارات أكبر، وهي طويلة الأجل مثل البنية التحتية والطاقات المتجددة والسياحة  ما حجم الاستثمار القطري في المغرب؟ - حتى هذه الساعة تبلغ الاستثمارات القطرية في المغرب نحو 200 مليون دولار حسب آخر إحصاءات 2010.. وقد ارتفعت هذه النسبة بأكثر من %100 مقارنة بعام 2009، لكنها تظل ضعيفة وغير كافية.. ونعمل من خلال هذه الزيارات إلى زيادة هذه النسبة، حيث نسعى إلى قفزة نوعية وكمية في الاستثمارات القطرية، حتى نمر من مرحلة إلى أخرى تتعمق فيها العلاقات بين البلدين.  مؤخراً تمت دعوة المغرب والأردن للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي.. ماذا سيضيف هذا الانضمام؟ - أظن أن هناك العديد من المسائل التي تجمع بين المغرب والبلدان الخليجية.. ويعمل الدبلوماسيون حالياً كل هذه المسائل حتى تسمح بشراكة معمقة بين الطرفين.. وتوجد الآن فرق تعمل لتدقيق الأمور والنظر في المواضيع التي يمكن أن يتم التعاون فيها. وهناك دراسات لتفعيل الشراكة الحقيقية مع الدول التي تعتبر استراتيجية ومهمة في زمن التكتلات الموجودة على الساحة.  هل انضمام المغرب إلى دول مجلس التعاون يطرح إشكالية وجودها ضمن اتحاد المغرب العربي الكبير؟ - قطعاً لا.. نحن قمنا بخطوات كبيرة من أجل التعاون المغاربي ونريد مواصلة هذا المسار.  هل سنشاهد عودة من باب الأعمال لهذا الاتحاد، خاصة بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها تونس وليبيا؟ - اتحاد المغرب العربي يظل ضرورة لتنمية جدية وسريعة للمنطقة.. والتكتل في ظل المتغيرات الحالية يجب أن يتم، نظرا للحاجة الملحة للشعوب المتجاورة .  كيف ترى مؤشرات الاقتصاد المغربية في ظل الأزمة المالية العالمية والمتغيرات العربية الحالية؟ - تكيف المغرب مع أغلب هذه الظروف، لأنه رغم هذه الأزمات واصلنا المشاريع الكبرى ونسبة النمو تدور حول %5 سنويا، وقد قمنا بعدد من الإجراءات للحد من البطالة والتضخم إضافة إلى رفع مستوى المعيشة للمواطنين.. وقد أظهر آخر تقرير للبنك الدوليdoing busniss أن المغرب قفز قفزة كبرى من خلال التقدم 22 مرتبة كاملة.. وقد تحصل على المرتبة الأولى في مجال الإصلاحات الكبرى.. وهو ما يعني أنه رغم الظروف الصعبة فقد تكيفنا مع الظروف كافة.  هل ترى أن إصلاحات الملك كانت استباقية خوفاً من قيام ثورة شعبية في المغرب؟ - يقوم جلالة الملك بثورة مستمرة منذ أن تولى مقاليد العرش، فقد انطلق في ثورات مستمرة وهادئة، لذلك فإن هذا الظرف العربي جعل المغرب متكيفا مع الأحداث المتواترة على المنطقة.  هل هناك خطط معينة في مجال السياحة لجذب السياح الخليجيين؟ - فعلاً.. المغرب لديه خطة عشرية بدأت منذ عام 2000، وقد تم الوصول إلى نحو 9 ملايين سائح عام 2010، وقد تم الوصول إلى %90 من الخطة التي انتهت العام الماضي رغم الأزمة المالية الحالية، لقد انطلقنا الآن في خطة عشرية جديدة حتى سنة 2020 تستهدف 20 مليون سائح.. وهناك خطط استثمارية وتسويقية كبيرة تستهدف السائح العربي والخليجي خاصة.  لاحظنا أن هناك إشكاليات في مشروع الهوارة بالمغرب الذي تنفذه شركة الديار القطرية بحجم استثماري يزيد على 500 مليون دولار. ما الجديد في هذا الموضوع؟ - الشركة القطرية لا تزال تواصل المشروع حاليا، صحيح هناك تأخير نظرا لبعض المصادر التموينية في مواد البناء وغيرها، لكن المشروع مستمر.. ويتم النظر حاليا في كل العراقيل والحواجز لإزالتها وإتمام المشروع في أفضل الظروف.  لكن ماذا عن المشاريع الأخرى؟ - هناك عدد كبير من المشاريع على طاولة النقاش بين الجانب القطري والمغربي لم يتم تحديدها بالأرقام إلى الآن.. لكن هناك مفاوضات متقدمة جداً في عدد من المشاريع السياحية والعقارية وكذلك في مجال الطاقة.