أشاد سمو الأمير منصور بن خالد بن عبدالله الفرحان آل سعود سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة، لدى الدولة، بالإنجازات التنموية التي حققتها دولة قطر، وبنجاحها في تنظيم كأس العالم 2022، وبنمو العلاقات الثنائية بين البلدين. 
ووجه الشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ومعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، على دعمهم، كما ثمن سعادته جهود قطر الدبلوماسية في الوساطة لإيقاف الحرب على قطاع غزة.

وأكد سموه خلال احتفال سفارة المملكة العربية السعودية في الدوحة، بالوطني الخامس والتسعين للمملكة العربية السعودية، في حفل أقيم مساء أمس بحضور نخبة من كبار المسؤولين القطريين وأعضاء السلك الدبلوماسي، أهمية التنسيق القطري السعودي في تعزيز العلاقات بين البلدين بمختلف المجالات. 
وشهد الحفل حضور سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، وعدد من أصحاب السعادة الوزراء والشيوخ.
وافتتح الحفل سعادة السفير  بكلمة ترحيبية، قال فيها: «يشرفني أن أرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب وأشكركم على تلبية الدعوة لحضور حفل اليوم الوطني. كما أنني سعيد جداً أن أراكم جميعاً لأحيي كل واحد منكم في آخر مناسبة أشارك فيها قبل مغادرتي بلدي الثاني قطر العزيزة بعد انتهاء فترة عملي، وأنتهز الفرصة بشكل خاص لأتوجه إليكم أصحاب السعادة ضيوف الشرف الكرام بخالص الشكر والتقدير على ما لقيته منكم دائماً من دعم وتعاون كريم وما أحطتموني به من لطف وعناية خلال فترة عملي».
وأضاف سعادته: «أنه لمن دواعي الاعتزاز أن نحتفل بهذه المناسبة الغالية علينا في دولة قطر التي تربطها بشقيقتها المملكة العربية السعودية روابط أخوية وودية عميقة الجذور وممتدة من تاريخنا وثقافتنا وقيمنا الأصيلة المشتركة، وما هذا الجمع الكريم من كبار رجال الدولة ومسؤوليها الذين يشرفون حفلنا هذه الليلة ويشاركوننا فرحتنا بيومنا الوطني إلا تأكيداً لهذه الروابط والعلاقات المميزة التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين».

نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بالسعودية بلغت 36 %

أوضح سمو الأمير منصور بن خالد بن عبدالله الفرحان آل سعود، أن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار جذبت استثمارات أجنبية نوعية بقيمة 119 مليار ريال في 2024، بنمو 24% مقارنة بـ2023، في حين بلغت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل 36%، مع وصول النساء إلى 48.8% من المناصب العليا والمتوسطة، وانضمام أكثر من 437 ألف مواطن ومواطنة إلى سوق العمل في القطاع الخاص.
وفي سياق العلاقات الثنائية، أبرز سعادة السفير دور مجلس التنسيق السعودي القطري في تعزيز العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن «عدد الزيارات الرسمية السعودية إلى قطر خلال الأعوام الأربعة الماضية بلغ 166 زيارة ومشاركة رسمية، وهو مؤشر هام للمستوى المتميز والتنسيق العالي الذي بلغته العلاقات الثنائية». 
وأوضح أن التبادل التجاري بين البلدين نما بنسبة 65% في 2024 ليصل إلى 4.9 مليار ريال، في حين بلغ رصيد الاستثمار القطري المباشر في المملكة 11.5 مليار ريال، مع تنفيذ شركات قطرية لمشاريع كبرى ضمن رؤية 2030 بقيمة تزيد عن 15 مليار ريال في قطاعات البنية التحتية والإنشاءات والضيافة والسياحة والترفيه والثقافة والإسكان.

الرؤية الطموحة تحولت إلى واقع عملي ملموس في المملكة 

قال سمو الأمير منصور بن خالد بن عبدالله الفرحان آل سعود : «الاحتفال باليوم الوطني الـ95 تحت شعار (عز وفخر لوطننا) يعكس الطباع الأصيلة والصفات الكريمة التي نشأت عليها بلادنا حكومة وشعباً وتأصلت في أسلوب حياتنا، ويعد تعبيراً صادقاً لطموحات وإنجازات عملاقة وعنواناً تحتفل به المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً منذ توحيدها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، وهي ذكرى غالية يملأها الفخر بتاريخ مجيد وإنجازات تتواصل إلى العهد الزاهر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وهي اعتزاز بالحاضر ومنجزاته في ظل رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ويقودها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله».
واستعرض سعادة السفير إنجازات المملكة في إطار رؤية 2030، قائلاً: «نلتقي اليوم ونحن فخورون بما حققته المملكة من تقدم كبير على طريق تحقيق أهداف رؤيتها 2030، حيث تحولت الرؤية من رؤية طموحة إلى واقع عملي ملموس في بلادنا على كافة الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والعلمية والاجتماعية والثقافية». 
وأوضح أن الاقتصاد السعودي أظهر مرونة وقوة ملحوظة في 2024، حيث ارتفعت مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 56%، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي مستويات تاريخية تجاوزت 4.5 تريليون ريال، مما يؤكد نجاح سياسات التنويع الاقتصادي والاستدامة. 
وأشار إلى ضخ استثمارات ضخمة في الأبحاث والبنية الرقمية والأكاديمية، مما انعكس في تقدم المملكة إلى المركز 47 في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2024، والمركز 17 في تصنيف التنافسية العالمية لعام 2025.

الرياض تتضامن مع الدوحة

أدان سمو الأمير منصور بن خالد بن عبدالله الفرحان آل سعود، الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر، مؤكداً تضامن المملكة مع قطر الشقيقة ودعمها الكامل لها في مواجهة هذا الانتهاك السافر للقانون الدولي. وأشاد بجهود قطر الدبلوماسية في الوساطة لإيقاف الحرب في غزة.
وجدد موقف المملكة الداعم للقضية الفلسطينية، ورفضها لسياسة التهجير القسري وسياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل، داعياً إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واختتم سعادة السفير كلمته بالتعبير عن امتنانه لتجربته في قطر، قائلاً: «وختاماً، أجدها فرصة مناسبة وأنا أتهيأ لمغادرة هذا البلد العزيز، بعد انتهاء فترة عملي، أن أتحدث إليكم وبكل ارتياح وسعادة وامتنان عن ما شاهدته سواء على الصعيد المهني أو الشخصي خلال فترة إقامتي وعملي في بلدي الثاني قطر والتي ستظل دائماً محفورة في وجداني».