تصدرت قضية عودة التعافي والتحديات لقطاع الطيران مناقشات جلسات الندوة المالية العالمية لـ «إياتا» التي اختتمت أعمالها في الدوحة الخميس الماضي على مدار يومين، وجمعت القادة الماليين في صناعة الطيران من أنحاء العالم لمناقشة مستقبل القطاع. 
كما تناولت جلسات الندوة، إعداد تقارير المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية والتوجهات المالية المستدامة، والوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050، وإدارة المخاطر المالية، إضافة إلى الطريق نحو تجارة التجزئة في شركات الطيران والتركيز على العملاء، فضلاً عن الوفاء بالالتزامات وتسويتها في عروض وطلبات شركات الطيران، ومستقبل مدفوعات شركات الطيران بصفتها عاملاً لتوليد القيمة. 

وتوقع ويلي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» عودة حركة الطيران إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا «كوفيد-19» بحلول عام 2024، مع إمكانية تحقيق الأرباح خلال العام المقبل.
وأكد والش أن توقعات «إياتا» يدعمها تزايد الطلب على السفر إلى جانب إلغاء القيود المفروضة على السفر خلال العامين الماضيين من قبل الحكومات، مشيرا إلى أن هذه الفترة تمثل الوقت المثالي بالنسبة للشركات للاستفادة من الجهود الكبيرة وتدابير إعادة الهيكلة الصعبة التي مرَّت بها على مدى العامَين الماضيين لاغتنام الفرص بينما تتجاوز الأزمة.
وأضاف: «من المتوقع أن تتراجع خسائر قطاع الطيران إلى 9.7 مليار دولار أمريكي هذا العام، وذلك بعد أن سجلت خسائر تقدر بحوالي 180 مليار دولار أمريكي في عامي 2020-2021 كما أن إلغاء القيود المفروضة في معظم الدول أدى إلى زيادة الطلب على السفر، وبالتالي من المرجح في عام 2024 عودة قطاع الطيران إلى مستويات ما قبل الجائحة مع إمكانية تحقيق الأرباح خلال عام 2023».

مونديال استثنائي 
وردا على سؤال لـ «العرب» حول جاهزية الدوحة لاستضافة المونديال خلال أشهر قليلة قال والش إن دولة قطر ستبهر العالم بمونديال استثنائي وفعاليات متنوعة تلبي طموحات ورغبات مشجعي كرة القدم مضيفا: «سوف يحقق مونديال قطر 2022 نجاحا غير مسبوق نظرا للجهود الكبيرة المبذولة لاستضافته.. قطر اشتهرت على الصعيد العالمي بقدراتها الفائقة على استضافة الأحداث الكبرى والفعاليات العالمية بجودة وكفاءة والدليل اختيارنا للخطوط الجوية القطرية لتنظيم اجتماع «إياتا» للمرة الثانية هذا العام.

مطار حمد 
وأوضح أن مطار حمد الدولي قادر على استيعاب زوار المونديال وتقديم خدمة متميزة لهم من خلال ما يمتلكه من أدوات وآليات عصرية ومتطورة تتيح انسيابية كاملة في تدفق المشجعين من كل أنحاء العالم نظرا لما يوفره من إمكانات تتسق مع المعايير الدولية، الأمر الذي يفوق التوقعات ما أكسبه ثقة ومصداقية المسافرين الدوليين في وقت أوقفت فيه العديد من شركات الطيران العالمية طيرانها إلى وجهاتها ومقاصدها.
 كما أكد والش أن توسعة المرحلة الأولى لمطار حمد التي من المتوقع الانتهاء منها منتصف أكتوبر سوف يكون لها الأثر الفاعل في تعزيز ودعم العمليات التشغيلية له كما تلعب دورا كبيرا في تسهيل حركة المسافرين وزيادة قدرته على تقديم مكونات خدمة بجودة وكفاءة مهنية عالية خلال المونديال.

دور فاعل لـ «القطرية»
وعن الدور المتوقع من الخطوط الجوية القطرية خلال المونديال قال «القطرية سوف توفر تجربة سفر استثنائية لكل مشجعي كأس العالم 2022 بفضل أسطولها الحديث وشبكة عملياتها التشغيلية القوية فضلا عن امتلاكها قدرات بشرية وتقنية مؤهلة على أعلى مستوى للعمل تحت ضغط خاصة خلال الأحداث الكبرى».
ولفت رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن الاتفاقيات التي أبرمتها الخطوط الجوية القطرية مع 4 شركات طيران خليجية والتي تتضمن برنامجا خاصا لرحلات طيران الشارتر لنقل المشجعين ستساعد القادمين من العواصم الخليجية من حاملي تذاكر مباريات كأس العالم على القدوم إلى قطر لمتابعة الفعاليات ومشاهدة المباريات والعودة في نفس اليوم.
وأشار والش إلى أن هذه الاتفاقية سوف توفر للزوار فرصة الاستمتاع بالأجواء الترفيهية الممتعة التي توفرها دولة قطر، فضلا عن الاستمتاع بالنهضة الشاملة التي تعيشها قطر في سائر المجالات والقطاعات، واصفا الاتفاقية من بعض شركات الطيران الخليجية بأنها متميزة وتحقق تجربة سفر فريدة للمشجعين، كما تساهم في إثراء قطاع النقل الجوي في المنطقة. 

السياحة في قطر
وقال ويلي والش إن مونديال قطر 2022 فرصة مثالية لتسويق مكونات جودة المنتج السياحي القطري، مشيرا في هذا السياق الى أن السياحة في دولة قطر حرصت على توفير أجواء مونديالية نموذجية من خلال إنشاء سلسلة من المشروعات الترفيهية التي تقدم منتجا عصريا بكل المقاييس، مؤكدا أن هذه المشروعات سوف تتيح لزوارها قضاء اسعد وأفضل الأوقات بين مباريات المونديال، مضيفا إن قطر للسياحة عملت على تعزيز مسيرة النمو السياحي بإضافة جملة من المشروعات التي سوف تثري تجربة الزائرين.