«إيبردرولا» تساهم بقوة في مشاريع طاقة مونديال 2022

alarab
حوارات 25 سبتمبر 2011 , 12:00ص
حوار: نور الحملي
كشف رامو ديميغال مدير المشاريع الخارجية لشركة إيبردرولا الإسبانية للطاقة، أن الشركة الأم تسعى لتعزيز تواجدها داخل قطر من خلال مشاريع جديدة في مجال الطاقة. وأشار ديميغال -الذي يرأس أيضاً شركة إيبردرولا للهندسة والبناء- إلى أن الشركة الأم تمكنت خلال فترة 7 سنوات من تواجدها داخل السوق القطرية من الانطلاق نحو أسواق خليجية مجاورة، منها الإمارات والسعودية والبحرين، مؤكداً أن الاقتصاد القطري تمكن من تحقيق نقلة نوعية خلال العقد الأخير، أسهمت في وضع قطر على خارطة الدول الاقتصادية الأكثر نمواً في العالم. وأكد ديميغال في حوار خاص لـ «العرب» على إبقاء الدوحة مقرها الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، مبيناً أن الشركة مارست نشاطها في قطر منذ عام 2004، عندما افتتحت أول مشاريعها الهندسية، وقامت فيما بعد بتعزيز وجودها تدريجياً في السنوات اللاحقة. كما كشف مدير المشاريع الخارجية لشركة إيبردرولا الإسبانية للطاقة عن دور «قطر القابضة» في خروج شركة إيبردرولا من أزمتها، بالإضافة إلى دور أحد عمالقة شركات الطاقة في العالم في المساهمة في أحد أكبر مشاريع الطاقة في قطر ومنطقة الشرق الأوسط.. فإلى الحوار: ¶ نريد أن نعرف حجم تواجد شركة إيبردرولا في السوق القطرية؟ - في البداية أود أن أقول إن شركة إيبردرولا تسعى دائما من خلال إسهاماتها إلى تنمية قطر وتحقيق رفاهيتها. نحن بدأنا ممارسة نشاطنا في قطر منذ العام 2004 من خلال مقر إقليمي لنا في الدوحة، حيث شاركنا في واحد من أكبر مشاريع الطاقة في قطر ومنطقة الشرق الأوسط، وهو مشروع محطة مسيعيد لتوليد الطاقة بمدينة مسيعيد الصناعية، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 2007 ميغاواط، ويصل إجمالي استثمارات المشروع إلى حوالي 2.3 مليار دولار.. المشروع يعد من أهم المشاريع الكبرى لتأمين إمدادات الطاقة لدولة قطر ولتزويد المشروعات الصناعية المختلفة بمدينة مسيعيد الصناعية بحاجتها من الكهرباء، في ظل الطلب المتزايد على الكهرباء في قطر، التي تشهد أعلى معدلات للنمو الاقتصادي في العالم. ¶ ما الدور الذي قامت به إيبردرولا في هذا المشروع الضخم؟ - لقد قمنا بأعمال التصميم والمقاولات والتوريد والإنشاء لهذه المحطة. بدأنا العمل في 2007 وأنجزناه في العام 2009.. هذه المحطة من المشروعات المهمة في توليد الطاقة الكهربائية في قطر، فهي مشروع مشترك بين شركة الكهرباء والماء القطرية بنسبة %40 وقطر للبترول %20 ومؤسسة ماروبيني %40، وتقوم بتطويره وإدارته شركة مسيعيد للطاقة المحدودة. نحن نفخر بالمشاركة في هذا المشروع الذي سيحقق الرفاهية للشعب القطري. ¶ هل ترى أن الطاقة الكهربائية في قطر لا تزال بحاجة إلى الدعم والتطوير؟ - دولة قطر قد ارتأت أن تكون بنيتها التحتية الأساسية بما فيها الطاقة الكهربائية، متكاملة من حيث السعة المطلوبة، وذلك وفق أسس علمية وإحصائية حديثة، ومن حيث الجودة وحسن الإدارة والتشغيل، بالإضافة إلى تقليل الكلفة، مع الأخذ بالاعتبار أهمية عامل الوقت والتدرج في المشاريع وتنفيذها.. ومن هذا المنطلق وتماشياً مع التطور والنمو الصناعي والعمراني والسكاني في قطر، أصبح من الضروري زيادة طاقة إنتاج الطاقة الكهربائية في الدولة، وهذا ما حدث بالفعل، حيث حرصت القيادة الرشيدة على دعم مشاريع تنمية طاقة إنتاج الكهرباء، التي شهدت توسعاً كبيراً بشكل ملحوظ منذ بداية القرن الحالي، حيث زادت من 1720 ميغاواط في نهاية عام 1999 إلى 3600 ميغاواط في نهاية 2006، ومن المتوقع أن تصل إلى 9000 ميغاواط في عام 2012. في الوقت الحالي نحن نلمس زيادة في سعة شبكات نقل وتوزيع الكهرباء بهدف تغطية معظم مناطق الدولة. ¶ هل هناك مشاريع جديدة تسعون للقيام بها داخل قطر خلال الفترة المقبلة؟ - إيبردرولا تسعى دائماً لتوسيع علاقتها مع دولة قطر وتعزيز هذه العلاقة إلى أبعد من ذلك في المستقبل، حتى يتم تطوير مشاريع جديدة مشتركة.. نحن جئنا إلى قطر ولدينا أهدافنا واستراتيجيتنا التي تهدف إلى تنمية قطر، ومن أهم هذه الأهداف تطوير قطاع الطاقة الكهربائية في الدولة الخليجية الأسرع نمواً، والمساهمة في مشاريع الطاقة المتعلقة بمونديال 2022، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة المتجددة، وكذلك التعاون في مجال تصنيع السيارات الكهربائية.. هناك أيضاً مشاريع في مرحلة الدراسة والمناقشة في مجالات أخرى، ولكننا لم نتخذ قرارا نهائيا بشأنها، فنحن نسعى للدخول في شراكة مع واحة العلوم والتكنولوجيا التابعة لمؤسسة قطر، من أجل تطوير التكنولوجيا الخاصة بها وتسويقها عالمياً. ¶ وماذا عن مشاريعكم في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام؟ - على مستوى المنطقة، نحن ندير عملياتنا من خلال المقر الإقليمي لنا في الدوحة، وتهدف الشراكة التي تمت بيننا وبين «قطر القابضة» إلى دخول الشركة الإسبانية إلى أسواق جديدة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا –خاصة الهند- والدخول في مشاريع جديدة تضمن تعزيز تواجدنا في هذا الجزء الهام من العالم.. «قطر القابضة» أصبحت شريكاً استراتيجياً ومساهماً هاماً في الشركة، لاسيَّما أن الطرفين وقّعا على مذكرة التفاهم الاستراتيجي لتأطير أنشطتهما التجارية، حيث سيتعاونان لتطوير فرص تجارية واستثمارية جديدة مع التركيز على الأسواق الناشئة لاسيَّما في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. ¶ هل لدى الشركة مشاريع أخرى في المرحلة الحالية؟ - شركة إيبردرولا ستكون لديها مشاريع عملاقة خلال العام الجاري في إسبانيا والبرازيل والبرتغال والمكسيك وكندا وأميركا، وهذا كله بفضل الشراكة الموقعة مع «قطر القابضة»، التي تركت الشركة في مأمن من كل الأزمات القادمة.. فهذه الشراكة الجديدة لتحليل المشاريع الاستثمارية في قطاع الطاقة الدولي ستفيد كلا من الشركتين، وستعطي إيبردرولا الفرصة للنمو في أسواق جديدة. ¶ دخول «قطر القابضة» كشريك في إيبردرولا هل سيساهم في إيجاد فرص تجارية جديدة؟ - إن شهر مارس الماضي يعد علامة فارقة في تاريخ إيبردرولا، بعد توقيع عقد شراكة استراتيجية مع شركة «قطر القابضة»، حيث سيمكن هذا العقد من تطوير أعمال الشركة خلال الفترة القادمة في عدد من البلدان والقارات خاصة الشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية.. كما أن هذا العقد كان سبباً في تقوية علاقاتنا الوثيقة مع قطر، ووضع إطار لتطوير أنشطة الأعمال المشتركة. الآن «قطر القابضة» أصبحت شريكاً استراتيجياً لمجموعة إيبردرولا وواحدة من أكبر المساهمين في الشركة، هذا الاتفاق يعني أن كلا الطرفين سيتعاونان لأغراض تطوير فرص تجارية جديدة في مناطق مختلفة، مع التركيز على الأسواق الناشئة. ¶ ما رؤيتك للاقتصاد القطري ومدى قدرته على المنافسة في الأسواق العالمية؟ - الاقتصاد القطري اقتصاد قوي وينمو بشكل سريع، وقد حجز لنفسه بالفعل مركزاً قوياً ليس فقط في منطقة الخليج ولكن في الشرق الأوسط ككل، فهو قوي بمبادراته في الاستثمار في الخارج، وتمكن في السنوات الأخيرة بالفعل من أن يكون لاعباً منافساً في أكبر الصفقات العالمية.. ففي وقت تمتلئ فيه صناديق قطر الحكومية من ارتفاع أسعار النفط والغاز، تمثّل هذه الخطوات دليلاً على مقاربة أكثر استباقيّةً للاستثمار من قبل الجهة المالكة لـ «قطر القابضة»، فاستحواذ «قطر القابضة» -الذراع الاستثمارية للصندوق السيادي القطري- على %6.2 من أسهم شركة إيبردرولا لخدمات الكهرباء والغاز بقيمة تزيد على ملياري يورو، إنما هي خطوة جريئة من اقتصاد قادر على تنويع مصادره والدخول في منافسات مع أقوى الشركات والاقتصادات في العالم. جدير بالذكر أن إيبردرولا تعد أكبر مطور لطاقة الرياح في العالم، حيث تمتلك خبرات تعود إلى 150 عاماً وتتعامل مع نحو 30 مليون عميل في نحو 40 دولة، كما تعتبر الشركة من أكبر 5 شركات في العالم في مجال الطاقة، وتشغل نحو 33 ألف عامل، وحققت الشركة العام الماضي نحو 135 مليون دولار كأرباح.