

الطبيبة لـ «العرب»: كنت أول مواطنة تتخصص في أمراض القلب.. واجتزت الدراسة في الخارج بتفوق..
كنت من العشرة الأوائل المتدربين بسويسرا خلال العشر سنوات الأخيرة
الرحلة الأكاديمية بدأت وعمري 17 عاماً.. وعدت إلى قطر بعد عقدين من الزمن
تصلني الكثير من الدعوات للمساهمة في البرامج الأكاديمية والإشراف على الأبحاث
تعد الدكتورة نورا يعقوب الجفيري رائدة كهربائية القلب وأمراض القلب، واستشاري كهربائية القلب وأمراض القلب والقلب الرياضي، هي القطرية الأولى المتخصصة في كهرباء القلب والقلب الرياضي، كما أنها حاصلة على دبلومة على مستوى الجامعات الفرنسية في الطب الرياضي.
وقد حظيت الطبيبة القطرية بعشرات الإشادات بما تقدمه في عملها لمئات المرضى بصورة مستمرة، تسهم في إنقاذ قلوبهم، فتعلو الدعوات مبتهلة بأن يجازيها الله خيراً على حسن صنيعها.
رحلة طويلة في دراسة الطب بالخارج قطعتها د. نورا الجفيري، والتي مكثت قرابة العقدين في هذه الدراسة لتكون جزءًا من المنظومة الطبية في الدولة، ولتسهم في توفير أفضل الخدمات لمرضى القلب.. كان لـ «العرب» معها حوار تناولنا فيه رحلتها في عالم طب القلب.. وإلى نص الحوار:
قبل عدة سنوات كنتِ أول طبيبة قطرية في كهربائية القلب.. فهل تلحظين زيادة في الكوادر القطرية المتخصصة؟
- كنت أول قطرية أتخصص كطبيبة قلب، ويسر لي الله الدراسة في أفضل المراكز بالعالم بسويسرا، وكانت فتحاً للباب أمام القطريين للدراسة سواء بتخصص القلب أو الجراحة أو غيرها من التخصصات في سويسرا، ولله الحمد، اجتزت مرحلة الدراسة في الخارج بتفوق، فأنجزت الأربع سنوات في عامين فقط، فكنت من العشرة الأوائل المتدربين بسويسرا خلال العشر سنوات الأخيرة.
ساعدتني الشهادة التي حصلت عليها من سويسرا في التحاقي بأحد أكبر المراكز المتخصصة بفرنسا، وحصلت على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من المستشفى الجامعي، وكانت مثالا على الدراسات العليا، وكانت الدكتوراه مختصة على التقنيات المتوفرة بشكل دقيق، واستغرقت الدراسة 3 سنوات، وعرضت فيها أبحاثا على مستوى أول دقيقة جداً، سواء من التقنيات أو التصوير، كالتصوير المغناطيسي وما يمكن أن يساعدنا في التنبؤ بتكرار المشكلة، فتكون لدينا «خارطة طريق» قبل القسطرة، فكنت أول طبيب يحصل على الدكتوراه في المركز عام 2016، وهو العام الذي بدأ فيه استقبال باحثين في كهربائية القلب من أنحاء العالم.
ويظل الهدف من كل هذه الرحلة توفير الجودة وأفضل المستويات العالمية في الرعاية الطبية، وتوفير المهارات المتخصصة، حتى على الصعيد الخليجي والعربي، لأن التخصص نادر جداً والكفاءة ليست بالعالية في هذا المجال، وقليل من النساء يلتحقن به، لأنه مجال معقد ويتطلب جهود كبيرة جداً.
كم استغرقت رحلة التعلم خارج قطر؟
- كرست حياتي لدراسة الطب، فقد بدأت رحلة التعلم وعمري 17 عاما، وعدت إلى قطر وعمري 37 عاما، أي قضيت عقدين من الزمان في دراسة الطب. كانت الرحلة طويلة للوصول إلى الاحترافية، وما تحتاجه من صبر ودعم مستمر.
عدت إلى الدوحة بعد صبر طويل، وكانت عودتي لبلدي قطر الحبيبة من أجل المساهمة في تقديم أعلى مستويات العالمية للخدمة الطبية.
ولله الحمد، تصلني الكثير من الفرص والدعوات للمساهمة في البرامج الأكاديمية والإشراف على الأبحاث، وكتابة بعض الفصول في الكتب المتخصصة، وهي دعوات عالمية وليست محلية فحسب.
17 عاماً من السفر والانتقال من أجل تحصيل العلم.. كيف تقبل الوالدان والأهل هذا الأمر؟
- كأي فتاة قطرية أو خليجية، يكون خشية الأهل كبيرة على الابنة في الاعتماد على نفسها خلال رحلة الدراسة أو العمل بالخارج، ولكن الأهل كانوا على يقين بما أتمتع به من قدرات، وما أطمح للوصول له، فكانت سحائب دعوات أبي وأمي من أبرز أسباب النجاح، فقد أظلتني سنوات عمري، وتضاعفت في فترة الدراسة بالخارج، مع إيمانهم الكبير بأن الأمر في البداية والنهاية بيد الله سبحانه وتعالى، فكان الإيمان بالله والثقة بالله أن يردني سالمة غانمة، إضافة إلى ثقتهم بي وما أقوم به من جهد، وأن ما أقوم به هو لصالح أهلي من القطريين وكل من يعيش على أرض قطر، فكل ما أتعلمه من أجل المساهمة في تحسين الخدمة المتوفرة لمن يعيشون ببلدي الحبيبة.
لاحظت على منصات التواصل الاجتماعي الكثير من الإشادات بما تقدمينه من خدمة للسكان.. والبعض يعتبر أنك واحدة من أبرز الأطباء القطريين، وأبرز الأسماء القطرية في طب القلب بالدولة.. كيف ترون مثل هذه الإشادات؟
- لله الحمد، لا أعتبرها إشادات بل أسميها شهادات وأوسمة، المريض وأهله هم أبرز من قد يحكم على مستوى الخدمة المقدمة لهم، وأن يخرج المريض أو ذووه بهذا الانطباع، فهذا حتماً يعد شهادة ووساما أعتز وأفتخر به.
وأود أن أنوه بأن رحلة المريض في العلاج ليست دواء يكتبه الطبيب أو فحوصات يجريها فحسب، بل تتعدى لذلك لتصل إلى علاقة إنسانية عظيمة، فكل مريض يطرق باب عيادتي أعتبره واحدا من أهلي، أحرص على نصحه كأم أو أخت أو أب أو أخ أو ابن أو ابنة، وهذا معيار صادق في إنجاح علاقة المريض بالطبيب.
كما أشكر بالطبع كل من ذكروا ما قُدم لهم بالخير وأشادوا بما وفرناه من خدمة.
بعد هذه الرحلة من العلم والعمل.. ما هي رسالتك للفتيات القطريات؟
- رسالتي لكل أخت قطرية بأن حدود طموحك يجب ألا تتوقف، وقد فتحت لنا الدولة أبواب الدراسة والتفوق والعمل على مصراعيها، فلم يعد من قيد لطموحاتك، وعليك بالعمل جاهدة في المجال الذي تختارينه ويخدم بلدك وأهلك، وأسأل الله أن نرى المزيد من النماذج القطرية المتميزة في مختلف المجالات.
وكل التحديات يمكن للإنسان أن يتغلب عليها بالاعتماد على الله والمواظبة على الصلاة وقراءة القرآن والإكثار من الطاعات، فكلها تعينه أن يتغلب على كل الصعوبات التي قد تواجهه في طريقه، فهذه الطاعات تثبت الإنسان على الطريق الصحيح حتى يُنهي المشوار بثبات ونجاح إن شاء الله.
كيف ترون ما توفره دولة قطر من إمكانات لمرضى القلب؟
- نوفر أفضل الخدمات لكل من يعيش على أرض قطر، كما أن هذه الخدمات تقدم مجاناً للجميع، سواء من المواطنين أو المقيمين، وهي جراحات تكلفتها عالية جداً، تحرص الدولة على تحملها بالكامل، وفي الوقت نفسه نحرص على ألا تتأثر مستويات الخدمة، حتى وإن اقتضى ذلك الاستعانة بكوادر إضافية من الخارج، وحتى في هذه الحالة نستعين بأفضل العلماء في العالم.
ونأمل حصول الأجيال القادمة على المزيد من الدعم والرعاية، ليكون لدينا المزيد من الكوادر الطبية العاملة في القطاع الطبي.