

على الرغم من تكاثر عناصر وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية والوسائل المرئية كالبرامج التلفزيونية، نجد أن المحطات الإذاعية لا تزال صامدة في وجه التغيرات المختلفة عبر السنين، واستطاعت الحفاظ على رونقها وتميزها في جذب فئات المجتمع المختلفة بواسطة برامجها المتعددة والمتنوعة.
اليوم تحتفل إذاعة قطر بالذكرى الثالثة والخمسين لانطلاقتها، لتؤكد مجددا حضورها في المشهد الإعلامي القطري كأيقونة من أيقونات الإعلام القطري، وإحدى المحطات الفاعلة والمؤثرة في بلورة وعي اجتماعي وطني، في تعزيز مفهوم المواطنة في مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية كما أظهرت في مناسبات مختلفة التفاف المواطنين والمقيمين خلف القيادة الرشيدة، بالإضافة إلى دور الإذاعة الرئيسي في تكريس ثقافة صوت المواطن من خلال شعار «صوتك ونبضك»، ومساهمتها في إيجاد الحلول لمختلف القضايا والإشكاليات التي تُطرح للنقاش.. وعلى مدى أكثر من نصف قرن نجحت إذاعة قطر في الحفاظ على موقعها الريادي في ظل انتشار ما يسمى بالإعلام الجديد، ولا تزال رغم كل المتغيرات قادرة على إمتاع المستمعين ومؤانستهم.
البداية
تأسست إذاعة قطر في الخامس والعشرين من يونيو سنة 1968، ومنذ ذلك التاريخ وهي تقود مسيرة الإعلام المسموع باعتبارها الإذاعة الأكثر تنوعا من حيث البرامج والخدمات، خاصة بعد انطلاق عملية التطوير التي خضعت لها عبر مراحل مختلفة.
مثّل ظهور الإذاعة في تلك الفترة حدثاً هاماً شد انتباه المجتمع، بعد أن درج المجتمع على الاستماع إلى الإذاعات العربية الشقيقة. ولقد ارتبط اسم إذاعة قطر بالمجتمع القطري من خلال الطاقات الإبداعية القطرية في الإعداد والتقديم وأيضاً التأليف الدرامي والموسيقي، حيث أسهمت في تقديم فقرات في برنامج الأسرة، ومن ثم دخلت مجال التأليف الدرامي لسنوات عدة كما أسهمت في تمثيل أدوار البطولة في تلك الأعمال.
بدأت إذاعة قطر بثها على موجة متوسطة لمدة خمس ساعات باللغة العربية، وعلى فترتين صباحية لمدة ساعة ونصف، ومسائية لمدة ثلاث ساعات، ثم زاد بثها إلى تسع ساعات عام 1969، ثم إلى 13 ساعة عام 1970، وارتفع إلى تسع عشرة ساعة عام 1982، وفي عام 2002 أصبح البث على مدار الساعة.
البرنامج الأجنبي
في عام 1971 تم إنشاء البرنامج الأجنبي باللغة الإنجليزية. بدأ الإرسال بساعة واحدة إلى أن وصل إلى تسع عشرة ساعة عام 2004. وفي عام 1980 بدأ تقديم خدمة البث بلغة الأوردو التي وجدت صدى كبيراً بين الجالية الناطقة بهذه اللغة في قطر وباقي دول الخليج العربي حيث بدأ البث بساعة واحدة يومياً على موجات متوسطة، وفي عام 1989 امتد بثها إلى 3 ساعات. وفي عام 1985 تم تدشين خدمة جديدة ناطقة باللغة الفرنسية والتي بدأت بثها بثلاث ساعات يومياً على الموجة المتوسطة وهي خدمة متفردة في المنطقة بكاملها، وما أن حل عام 1992 حتى قدمت إذاعة قطر لمستمعيها خدمة جديدة بإنشاء إذاعة (القرآن الكريم) والتي تهتم بالقرآن الكريم وعلومه والحديث النبوي وكتب التفسير إضافة إلى معالجة الكثير من القضايا المعاصرة وربطها في سياقها الديني وقد وجدت ترحيباً كبيراً بين الجمهور.
تعيين المهندي مديراً
في عام 2016 أطلقت إذاعة قطر موقعها الإلكتروني الجديد على الإنترنت من أجل إفساح المجال أمام المستمعين لمتابعة مختلف برامجها. في العام ذاته أصدر سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، قرارا يقضي بتعيين محمد ناصر المهندي مديرا لإذاعة قطر، وكان المهندي يشغل منصب مراقب البرنامج العام بالإذاعة منذ سنوات، ويعتبر سادس مدير قطري يتم تعيينه على رأس الإذاعة منذ انطلاقتها حيث تعاقب على إدارتها نخبة من الإعلاميين الأكفاء، وهم الراحل عبدالرحمن بن سيف المعضادي عام 1971 (خلفا للإعلامي الأردني محمود الشاهد)، تلاه مبارك بن جهام الكواري، ثم محمد عبدالرحمن الكواري، وعبدالرحمن ناصر العبيدان، ثم علي ناصر الكبيسي قبل أن يتولى محمد ناصر المهندي إدارة الإذاعة.