لندن أبرز مقاصد القطريين في الموسم السياحي الحالي
اقتصاد
25 يونيو 2011 , 12:00ص
لندن - نور النعيمي
للعام الثاني على التوالي يسجل السياح القطريون زيادة كبيرة في الإقبال على العاصمة البريطانية لندن، وفقا لمديري مكاتب سياحية.
وتعد لندن الوجهة الأبرز في خارطة توجهات القطريين خلال موسم السياحة الصيفي، كما تعد منطلقا أساسيا لوجهات أخرى، مثل باريس وفيينا وميونخ، كما تأتي في المركز الأول من حيث معدلات الإقبال، حيث تحولت عاصمة المملكة المتحدة إلى محطة رئيسية للمسافر القطري خاصة مع تزايد الاستثمارات القطرية هناك.
ويكشف محمد عجال، مدير مكتب سياحي في وسط لندن، لـ «العرب»، أن حجوزات الفنادق والشقق الفندقية من قبل السياح القطريين سجلت زيادة بنسبة %12 عن العام الماضي.
وبحسب عجال، فإن مناطق نايتس بريدج وبيكري ستريت واجوار رود وبيكادلي، تعد من أبرز المناطق التي يرغب السائح القطري السكن فيها، إذ تتوسط هذه المناطق قلب العاصمة الإنجليزية، حيث توجد أبرز معالم المدينة من قصور ومتاحف ومتاجر تسوق كبرى.
من جانبه قال سايمون ماكبين، مدير مكتب حجوزات طيران في بادننغتون، إنه وفقا لبيانات حجوزات الطيران البريطانية المعتمدة، فإن بين 35 و38 ألف سائح قطري سيزورون لندن في غضون الشهرين المقبلين.
وأضاف أن حجوزات الطيران ارتفعت كثيرا، بل ظل العديد من المواطنين على قوائم الانتظار، نظرا لعدم وجود حجوزات فندقية متوافرة خلال فترة الإجازة الصيفية.
ويعد الموسم السياحي في لندن هذا العام قصيرا جدا بالنسبة للسائح القطري والخليجي، إذ غالبا ما سينتهي في بداية أغسطس المقبل، بحلول شهر رمضان المبارك، الذي يفضل غالبية المسلمين صومه في ديارهم.
هذا الأمر دفع أسعار الغرف الفندقية والشقق الفندقية في مناطق ارتياد السائح الخليجي التقليدية إلى الارتفاع بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين، مسجلة مستويات قياسية.
كما رصدت «العرب»، ارتفاعا ملحوظا في أسعار المطاعم ومتاجر المواد الغذائية في وسط لندن بنسبة تراوحت بين %8 و%12.
أبرز الوجهات
أما عن أبرز وجهات السائح القطري في العاصمة لندن، فتتمثل في زيارة محلات هارودز في نايتس بريدج، وتحديدا في شارع برومتن رود، التي اشترتها مؤسسة قطر القابضة في مارس 2010، مقابل 1.5 مليار جنيه إسترليني.
أما الوجهة الثانية فهي معالم العاصمة، وتشمل دولاب لندن الكبير «لندن آي» في بريدج رود، ثم المتحف البريطاني الشهير قرب ساحة «الطرف الأغر» ثم متحفي التاريخ الطبيعي ومتحف فيكتوريا وألبرت المتجاورين في شارع كرومويل، وأخيرا وليس آخرا متحف مدام توسو في ماريلبورن.
ويأتي في المرتبة الثالثة بين الوجهات السياحية المفضلة للسائح القطري، بحسب المرشد السياحي محسن أحمد، شاطئ برايتون الصاخب الواقع شرق مقاطعة إيسيكس جنوب إنجلترا، ويبعد عن لندن بحوالي 100 كيلومتر ما يعني رحلة تستغرق 50 دقيقة فقط بالقطار، وقد يبدو للبعض أن المدة أقصر بالسيارة إلا أن الازدحام المروري قد يحول الرحلة إلى نقمة وتقضي ساعتين للوصول إلى هناك فـ «برايتون» وجهة اللندنيين المفضلة خلال عطلات الأسبوع المشمسة عندما تختنق لندن بالسياح.
ويقول أحمد، الذي يعمل في الإرشاد السياحي في العاصمة لندن منذ ما يزيد على 15 عاما، إن السائح القطري يعرف لندن ومعالمها أكثر من أي سائح خليجي آخر، نظرا لأن لندن تعد من أبرز الوجهات السياحية المعروفة لدى القطريين، إذ يشكل العدد الكبير للطلبة القطريين الدارسين في الجامعات البريطانية، والبالغ عددهم ما يزيد على 1200 طالب، بالإضافة إلى عائلاتهم التي تشكل في المجموع 5000 شخص، يشكل فرصة لعدد كبير من القطريين في التعرف على معالم العاصمة وباقي المدن البريطانية، ناهيك عن أن غالبية الطلبة القطريين بعد انتهاء دراستهم وانخراطهم في سوق العمل في قطر، غالبا ما يفضلون العودة إلى زيارة أماكن دراستهم في بريطانيا، الأمر الذي يوطد علاقة السائح القطري بهذا البلاد بقوة.
علاقات متنامية
وشهدت العلاقات القطرية–البريطانية دفعة قوية خلال السنوات الخمس المنصرمة، مع ازدياد حجم التبادل التجاري بين البلدين على خلفية نمو كبير في صادرات الدولة من الغاز إلى المملكة المتحدة، وارتفاع حجم الاستثمارات القطرية في لندن وباقي المدن الرئيسة في بريطانيا.
تجمع عدة مصادر صحافية على أن قيمة استثمار قطر العقاري في لندن يفوق الـ10 مليارات إسترليني (15.5 مليار دولار)، بينما تختلف التقديرات العامة على قيمة الاستثمارات القطرية في بريطانيا حيث تقدر بنحو 20- 2 مليار دولار.
ومن وجهة نظر القائمين على السياحة بين البلدين فإن مثل هذه الأرقام تعد إيجابية لجهة زيادة إقبال «التبادل السياحي» بين البلدين.