سعت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، خلال السنوات الفائتة، إلى استقطاب الشباب القطري نحو مهنة التدريس لتعزيز القطاع التربوي بكوادر وطنية عبر حزمة امتيازات مغرية تشمل راتباً شهرياً أثناء الدراسة وضمان توظيف فوري بعد التخرّج ضمن برنامج «طموح».
واستطلعت «العرب» آراء عدد من طلاب الثانوية بالصف الثاني عشر المقبلين على المرحلة الجامعية حول موقفهم بشأن الالتحاق بمهنة رسل العلم في ظل هذه الامتيازات، حيث رأى الطلاب أن الامتيازات المالية تمثل فرصة حقيقية لتعزيز مكانة مهنة التدريس وجذب الكفاءات إليها، لافتين إلي أنهم يفضّلون اختيار تخصصات أخرى تتماشى مع ميولهم الشخصية؛ فبعضهم يضع الهندسة أو إدارة الأعمال أو الإعلام نصب عينيه.
ويعتبر الطلاب أن الالتحاق بالمسار العسكري تحقيقٌ لحلمِ الطفولة وتعبيرٌ عن رغبتهم في خدمة المجتمع بوجه مختلف، موضحين أن الانخراط في ميدان التدريس يتطلّب شغفاً حقيقياً والتزاماً بمسؤولية بناء الأجيال، وهو ما يجعلهم يوازنون بين الإغراءات المادية والإلحاح الروحي لاختيار التخصص الأمثل الذي يعكس طموحاتهم وقدراتهم.
خالد النعيمي: مهنة مليئة بالضغوط
قال الطالبُ خالد النعيمي في الصف الثاني عشر، إنه يكنّ احتراماً كبيراً لمهنة التدريس ودورها المحوري في نقل المعرفة وبناء العقول، مشيراً إلى أنه يرى في المعلم ركيزةً أساسيةً في العملية التعليمية.
وأكد أن امتيازات برنامج “طموح” مثل الراتب الشهري أثناء الدراسة والضمان الوظيفي بعد التخرّج تُعدّ حوافز مهمةً يجب أن يستفيدَ منها مَن يملك الرغبةَ والشغفَ في العمل في قطاع التعليم.
وأوضح النعيمي أنه لا ينوي الانضمام إلى هذا الميدان بسبب الضغوط الكبيرة المرتبطة به، مشيراً إلى أنه منذ نعومة أظافره يحلم بالالتحاق بالقوات المسلحة لخدمة الوطن ودعم الأمن القومي.
وأكد أن اختياره للمجال العسكري يعكس قناعته الشخصية بقدرته على العطاء ضمن إطار العمل العسكري، متمنياً التوفيق لكل طالبٍ يختار مسيرته باقتناعٍ حقيقيٍّ تجاه أي مهنةٍ يطمح إليها.
سعود الطميس: طموحي الانتساب لكلية الزعيم
قال الطالبُ سعود خالد الطميس في الصف الثاني عشر، إن حلمه منذ الصغر هو الالتحاق بكلية الزعيم الجوية العسكرية، موضحاً أنه يسعى لهذا الهدف لخدمة وطنه والمساهمة في حماية أمنه القومي.
وأعرب الطميس عن تقديره لمهنة التدريس واعتبارها ميداناً نبيلًا، مشيراً إلى أن ما تقدّمه الدولة من امتيازات للطلاب المنتمين إليها من راتبٍ شهريٍّ أثناءِ الدراسة وضمانِ التوظيف بعد التخرّج يعكس حرص القيادة على دعم العملية التعليمية واستقطاب الكفاءات.
ورغم اعترافه بأهمية هذا التوجّه، أكد الطميس أن اختياره يظلّ موجّهاً نحو الكلية الجوية العسكرية تحقيقاً لطموحه الشخصي في الميدان العسكري، معرباً عن أمله في أن يجد كل طالبٍ راغبٍ في التدريس نفسه منسجماً مع هذا التخصص ليستفيد من الامتيازات بما يعود بالنفع على المجتمع ويعزز موقع المعلم في بناء الأجيال.
ربيعة المناعي: كل يبدع في المجال المناسب لقناعاته
قال الطالب ربيعة راشد المناعي في الصف الثاني عشر إنه يقدّر مهنة التدريس كمسارٍ سامٍ يلعب المعلمون فيه دوراً أساسياً في بناء الأجيال وتشكيل مستقبل الوطن. وأضاف المناعي أنه لا يرى نفسه مناسبا للعمل في هذا المسار رغم تقديره العميق له، مشددا على أنه يتجه نحو الالتحاقِ بالقوات المسلحة لخدمة المجتمع في إطار عسكري يتيح له التعبير عن قدراته وإبراز دوره بشكلٍ أفضل.
وأشار إلى أن التدريس يتطلّب صفاتٍ ومهاراتٍ مثل الصبر والتواصل المستمر والقدرة على إيصال المعلومات بطرق متنوعة، وهي صفاتٌ يحترمها بشدة، لكنه لا يجدُ في نفسه الشغف الكافي لممارستها على الوجه الأمثل. وأكّد المناعي أن كلَّ فردٍ قادرٌ على الإبداع حين يختار المجال الذي يتناسب مع قناعاته، متمنيا النجاح لكل من يختار التدريس والاستفادة من امتيازاتِ البرنامج لتحسين العملية التربوية.
علي صالح: العمل بالميدان التربوي أسمى المجالات
أعرب الطالبُ علي صالح علي في الصف الثاني عشر، عن تقديره لمهنة المعلم قائلاً إنها من أسمى المهن التي تسهم في بناء الأمم وتشكيل وعي الأجيال. وأكدَ علي صالح، الذي يسعى للتخصص في إدارة الأعمال أو الإعلام، أنه لا يرى نفسه في هذا الميدان رغم شرفه الكبير بأن يكون معلماً.
وأشار الطالب إلى أن امتيازات الدولة المقدمة لأعضاء برنامج «طموح» من راتبٍ شهريٍّ أثناء الدراسة وضمانِ توظيفٍ مباشر بعد التخرّج تمثّل حافزاً مهماً يجب استغلاله من قبل كل طالب يمتلك الرغبة الحقيقية في التوجّه إلى الميدان التربوي. ولفتَ إلى أن هذه الامتيازات تعكس حرص القيادة على استقطاب الكفاءات إلى سلكِ التعليم ودعمِ الطلاب مادياً ومعنوياً، معرباً عن أمله أن يستفيدَ منها كل من يجد في نفسه الرغبةَ والميولَ لتعليم الأجيال القادمة وإبداع معايير تعليمية راقية.
محمد الجابر: لدي شغف كبير بدراسة علوم الهندسة
قال الطالب محمد الجابر، الطالب في الصف الثاني عشر، إن مهنة التدريس تعدّ وظيفةً عظيمة ومهنة الرسل لما لها من دورٍ بارز في بناء أجيال المستقبل، إلا أنه منذ صغره اختارَ تخصص الهندسة لشغفه العلمي والعملي.
وأكدَ أن هذا التوجّه تعلّمه مبكراً بناءً على ميوله الشخصية. ورغم اعترافه بالامتيازات الكبيرة التي تقدّمها الدولة للطلاب الراغبين في الالتحاق بالتدريس من راتبٍ شهريٍّ أثناءَ الدراسة وضمانِ التوظيف بعد التخرّج، وصفَها بالجيدة والمحافظة على حقوق الطالب.
وقال الجابر إن الاختيار يجب أن ينبعَ من شغفٍ حقيقيٍّ تجاه المهنة. وأضافَ الجابر أنه إذا سنحت له بعد انتهاء دراسة الهندسة فرصةٌ للتدريس واستخدام خبراته لخدمة المجتمع، فسيغتنمها بكل سرور، مشيراً إلى أن مشاركة المعارف والخبرات مع أجيالٍ جديدة تعدُّ مسؤوليةً كبيرة تستحقُّ أن يلتزم بها المعلم على أكمل وجه.
عبدالرحمن الدوسري: أقدر دور المعلم.. والمهنة تحتاج للتفرغ
قال الطالب عبد الرحمن جاسم الدوسري في الصف الثاني عشر، إنه لا يفضّل اختيار مسار جامعي مرتبط بمهنة التدريس، مراعاةً للظروف والمسؤوليات الشخصية والمهنية التي يواجهها المعلم. وأوضح الدوسري أنه بعد الاطلاع على متطلبات العمل التربوي وضرورة التفرّغ الكامل للتخطيط وإعداد الدروس والتعامل مع الطلاب، شعر بأن قدراته الحالية وأولوياته العائلية لا تسمحان له بالالتزام الكامل بهذه المهنة.
وأشار إلى أنه يقدّر دور المعلمين في المجتمع، لكنه يعتقد أنه ينبغي للطالب أن يختار مسارًا يتوافق مع طموحه وظروفه الخاصة. وأكد أن قراره يأتي انطلاقًا من رغبته في تحقيق التوازن بين دراسته والتزاماته العائلية، متمنيًا النجاح لزملائه في اختيار المسارات المناسبة لهم دومًا.