قالت مصادر بجامعة الدول العربية إن فرص المرشح القطري السيد عبد الرحمن العطية تتزايد في مواجهة نظيره المصري الدكتور مصطفى الفقي اللذين ينافسان على مقعد الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفاً للأمين الحالي عمرو موسى.
وأضافت المصادر لـ «العرب» أن احتمالات تولي نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي (جزائري) لمنصب الأمين العام بالإنابة تتزايد إلى حين التوافق العربي على مرشح واحد.
وتابعت المصادر أنه مما يرجح هذا الخيار أن منصب الأمين العام للجامعة العربية كان دوما يتم اختياره بالتوافق، على اعتبار أنه جزء من الأعراف العربية، كما أن خريطة التوازنات والتحالفات بالمنطقة العربية لم تستقر بعد مما يجعل الاختيار في هذه اللحظة غير معبر بصدق عن الوضع العربي، لافتا إلى أنه في هذه الحالة فإن بن حلي سيتولى المنصب لعدة أشهر إلى حين التوافق العربي.
وأوضحت المصادر أن هناك خيارا آخر وهو أن يتم مد فترة ولاية عمرو موسى إلى حين حدوث توافق عربي على خلفه، ولكن تظل المشكلة أن موسى يريد أن يتفرغ لحملة الانتخابات الرئاسية، ولذا فلو وافق على ذلك فسيكون لفترة قصيرة.
وأشارت المصادر إلى وجود حرص من جانب قطر ومصر ألا تؤثر هذه المنافسة على العلاقات بين الجانبين.
من ناحية أخرى، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي إن هناك ثلاثة سيناريوهات لاختيار أمين عام جديد للجامعة العربية خلال الاجتماع الوزاري غير العادي لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد مساء اليوم ، الأول هو اختيار الأمين العام بتوافق الآراء وفق ما نص عليه ميثاق الجامعة العربية منذ تعديل الميثاق في قمة الجزائر عام 2005، وإذا لم يتم تحقيق التوافق سيتم اللجوء لقاعدة التصويت، وهو ما يتطلب حصول المرشح على ثلثي الأصوات (14 عضوا بعد تجميد عضوية ليبيا)، والسيناريو الثالث هو تأجيل الموضوع إذا لم يحدث توافق.
وتابع بن حلي أن السنوات الستين من عمر الجامعة شهدت اختيار الأمين العام على قاعدة التوافق في الآراء.
وأشار بن حلي إلى أن هناك موضوعات عدة ومهمة سيتم مناقشتها خلال الاجتماع الوزاري، منها طلب مصر تعيين منسق خاص من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتحضير للمؤتمر الدولي لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، تنفيذا لقرار مؤتمر المراجعة لمعاهدة عدم الانتشار النووي الذي عقد العام الماضي في نيويورك، وقال بن حلي إن الطلب المصري جاء نتيجة البطء في تنفيذ القرار الدولي فيما يتعلق بهذا الموضوع، وعدم وجود بوادر للتحضير للمؤتمر من قبل الأمم المتحدة.
وأضاف أن الموضوع الثالث الذي يناقشه الاجتماع الوزاري برئاسة وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله هو طلب المغرب دعم مرشحها يوسف العمراني الأمين العام لوزارة الخارجية المغربية لشغل منصب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط خلفا للأردني المستقيل المساعدة.
كما سيتم التشاور بشأن الرئاسة القادمة للاتحاد من أجل المتوسط خلفا لمصر التي انتهت فترة رئاستها المشتركة للاتحاد مع فرنسا.
وأوضح أن الوزراء سيجرون مشاورات حول موضوع انعقاد القمة العربية الثالثة مع دول أميركا الجنوبية في بيرو نهاية العام الجاري، والذي لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد لها بعد تأجيل الموعد السابق مرتين من فبراير إلى أبريل 2011 إلى نهاية العام الجاري.
وقال السفير بن حلي إن وزراء الخارجية العرب سينظرون أيضا في طلب دولة فلسطين باستصدار قرار بتقديم الدعم المالي السنوي المقرر للسلطة الفلسطينية منذ قمة بيروت 2002 بمبلغ 660 مليون دولار سنويا بواقع 55 مليون دولار كل شهر، وذلك بسبب إلغاء القمة العربية هذا العام، وتأجيلها إلى شهر مارس 2012، وهو ما دعا إلى طرح الأمر أمام وزراء الخارجية العرب، باعتباره من القضايا التي تحسم من قبل القمة، إلى جانب موضوع تعيين الأمين العام، وهو ما دعا الأمانة العامة إلى الحصول على تفويض من القادة العرب لوزراء الخارجية لحسم هذه المواضيع بشكل قانوني.
وقال السفير بن حلي إنه سيتم في ختام الاجتماع غير العادي تكريم الأمين العام عمرو موسى من قبل وزراء الخارجية العربية خلال حفل عشاء يقيمه رئيس الاجتماع يوسف بن علوي.