اختتمت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي فعاليات النسخة السادسة من «أولمبياد القراءة» والموسم التاسع من «تحدي القراءة العربي»، في احتفالية تربوية مميزة شهدت حضور سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل الوزارة، ومشاركة قيادات تعليمية من مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم”، ومسؤولي الوزارة، ومديري المدارس، وجمهور واسع من الطلبة.
وتألقت الطالبة الغلا عبدالله الهاجري من مدرسة الخوارزمي الابتدائية للبنات بحصولها على المركز الأول في كل من “أولمبياد القراءة” و”تحدي القراءة العربي”، محققة إنجازًا مزدوجًا يعكس تميزها وتفوقها في مجال القراءة والتعلّم الذاتي، ومثّلت نموذجًا يحتذى لطلبة المدارس في قطر.
وأكدت الأستاذة سارة آل شريم، مدير إدارة المناهج الدراسية ومصادر التعلم، أن أولمبياد القراءة شهد تطورًا نوعيًا، حيث تم دمجه مع مبادرة “تحدي القراءة العربي” ليصبح أحد المسارات المؤهلة للتصفيات النهائية على مستوى الوطن العربي. وأشادت بازدياد وتيرة المشاركة من المدارس والطلبة عامًا بعد عام، ما يعكس تنامي الوعي بأهمية القراءة كمدخل أساسي للتعلم الذاتي والتميّز الأكاديمي.
وأشارت إلى أن المكتبات المدرسية ومراكز مصادر التعلم تمثل بيئات تعليمية داعمة ومحفّزة، تسهم في تعزيز مهارات التفكير النقدي والتعلم المستقل، وتعدّ من الركائز الأساسية لتحقيق التحصيل الأكاديمي وتنمية الشخصية المتكاملة للطلبة في ظل المتغيرات المتسارعة.
وشهدت الفعاليات نموًا لافتًا منذ انطلاقتها، حيث بدأت بمشاركة 1,103 طلاب وطالبات من 207 مدارس في دورتها الأولى 2019/2020، لتصل إلى 177,197 طالبًا وطالبة من 382 مدرسة في الدورة الحالية 2024/2025، في دلالة واضحة على الجهود المتواصلة لترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع المدرسي.
وتضمن الحفل تكريم الخمسة الأوائل من كل فئة تعليمية ضمن “أولمبياد القراءة”، بالإضافة إلى العشرة الأوائل في “تحدي القراءة العربي”، إلى جانب فئة أصحاب الهمم، في أجواء احتفالية تفيض بالفخر والاعتزاز بما حققه الطلبة.
كما قدّم عدد من الطلبة عرضًا حيًا بعنوان “من بين السطور تنبض العقول”، سلط الضوء على دور القراءة في بناء المعرفة وتطوير المجتمعات، وتخلل الحفل كذلك عرض مرئي ناقش فيه طلاب من مدارس مختلفة أثر القراءة في تطوير قدراتهم، لا سيما في البرامج التعليمية متعددة اللغات.
ويأتي هذا الحفل الختامي تتويجًا لمسيرة من العمل الجاد لنشر ثقافة القراءة وتعزيز الوعي اللغوي والمعرفي، دعمًا لأهداف التنمية المستدامة، ومساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
ويُعد “تحدي القراءة العربي”، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أكبر مشروع عربي يُعنى بتشجيع القراءة بين النشء، في حين تُعدّ “أولمبياد القراءة” مبادرة وطنية بارزة تسهم في تنمية المهارات الفكرية والتربوية للطلبة، وتجسّد الشعار الذي تبنّته الوزارة هذا العام: “وطن يَقرأ؛ يُقرأ.”